هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خصصت صحيفة "الغارديان" افتتاحيتها
لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستعانة بالقوات العسكرية لقمع تظاهرات اندلعت
بسبب مقتل الرجل الأسود، جورج فلويد، على يد قوات الشرطة. وقالت إن لجوء ترامب
للقوة يطرح أسئلة أمام الجنرالات والناخبين وحلفاء أمريكا عليهم الإجابة عليها.
وقالت إن
القوة الأمريكية شكلت العالم المعاصر: "في بعض الأحيان أطاحت بطغاة وجعلت
العالم مكانا آمنا كما في أوروبا بأربعينات القرن العشرين، وفي مرات إلى مكان خطير
كما في فيتنام والعراق، وفي القرن التاسع عشر، حافظ الجيش على اتحاد أمريكا ولكن
بثمن باهظ كان ضروريا".
ومنذ ذلك
الوقت وباستثناءات قليلة وبناء على طلب من حكام ولايات ظل الجيش الأمريكي بعيدا عن
السياسة المحلية. وتفتخر أمريكا بقواتها العسكرية إلا أن القانون يضع قيودا مشددة
على تحركاته داخل الولايات المتحدة نفسها.
وهناك أسباب واضحة لكل هذا وجيدة في الوقت نفسه،
فالقوة العسكرية سواء عبر قوانين الطوارئ أو القوة الفتاكة لا تتوافق مع
الديمقراطية الدستورية.
اليوم يتحدث
ترامب وبشكل متكرر عن إرسال القوات الأمريكية من أجل قمع المحتجين على التراب
الأمريكي. وفعل ذلك أو عدمه يعتمد على مستوى الاحتجاجات التي اشتعلت بسبب مقتل فلويد.
ويعتقد ترامب أن
الانقسام العرقي الأمريكي قد يساعده على الفوز مرة ثانية بالانتخابات خاصة بعد
فشله في التعامل مع كارثة كوفيد-19.
ولا يمكن
استبعاد أي شيء من هذا الرئيس. ففي واشنطن أعطى ترامب لمحة عما يمكن أن يفعله.
ولأن لديه صلاحيات في منطقة كولومبيا أكثر من الولايات فقد أمر ترامب بتعبئة
الشرطة العسكرية، والفرقة 82 ومروحيات بلاكهوك العسكرية وربما جماعات ظل سرية أخرى
في محاولة لإظهار القوة في العاصمة.
فبعدما وصف تظاهرات معظمها سلمية بالإرهاب
المحلي وعد بإرسال "آلاف من الجنود المدججين بالسلاح". وقامت قوات الأمن
بتفريق المتظاهرين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع. ثم مشى مع وزير
الدفاع مارك إسبر وقائد هيئة الأركان مارك
ميلي الذي كان في زيه العسكري نحو كنيسة سانت جونز والتقط ترامب صورة وهو يحمل
الإنجيل.
وتعلق الصحيفة
بأن التظاهر كان صادما وأثار تداعيات سياسية سلبية نادرة داخل الجيش وخارجه. فوزير
الدفاع الذي وصف قبل الصورة المدن الأمريكية بـ "ساحات المعركة" تراجع
عن دعم استخدام القوة.
اقرأ أيضا: بوليتكو: هكذا تحولت شوارع واشنطن إلى ساحة تيانامين مصغرة
وانتقد سلفه
جيمس ماتيس في مقال له ترامب الذي وصفه بأنه أول رئيس يراه في حياته يريد تقسيم لا
توحيد الأمريكيين.
ويبدو ترامب
مغرما بالرجال الأقوياء فقد دعم الديكتاتوريين مثل شي جينبينغ وفلاديمير بوتين
وكيم جونغ- أون وردريغو دوترتي.
وفي بداية
الوباء شجع حركة مسلحة احتجت على الإغلاقات. وقد يكون أمرا لا يصدق قيام الرئيس
بتشجيع قتل أبناء شعبه لأهداف سياسية. وفي الوقت الذي يخوض فيه معركة للحفاظ على
منصبه في البيت الأبيض فيجب على القادة العسكريين والمرشحين الجمهوريين وكذا
الناخبين والقادة الأجانب التأكيد على أي جانب يقفون في هذه المعركة.