هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" مقالا للمعلق روجر بويز، تحت عنوان "محمد بن سلمان لا يستطيع أن يكون مصلحا وأمير حرب في نفس الوقت"، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي، الذي شن حربا في اليمن وأعلن عن مشاريع فيها إسراف داخل السعودية، في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها المملكة لن يتأتى له أن يلعب دور المصلح وأمير الحرب.
وقال بويز في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إنه عندما يتم وصف القادة الشموليين بالجذابين فيجب أن تكون متأكدا أنهم أسكتوا النقاد والمنافسين في طريقهم إلى القمة.
وبحسب المقال فقد كان محمد بن سلمان، وريث العرش المفترض للمملكة العربية السعودية التي تواجه مشاكل، قاسيا في توطيد سلطته وتصرف باحتقار تجاه البلاط الملكي في الداخل والحلفاء في الخارج.
وأضاف أن المملكة التي تواجه اليوم موارد نفطية ضعيفة، وفيروسا عرقل الحياة اليومية، وكسادا عالميا، كلها تضع ولي العهد أمام خيار وجودي، هل سيستمر في حربه المدمرة التي لا منتصر فيها؟ أم أنه سيتخلى عن طموحه المنتفخ لبناء مدينة عملاقة على أحدث طراز على البحر الأحمر؟
وهنا يجيب الكاتب بالقول إن الأمير لا يستطيع الحصول على الأمرين معا، ولا يمكنه تحقيق المستحيل وتربيع الدائرة بين قائد عسكري فاشل وزعيم قاس، ومصلح يريد نقل بلاده إلى مرحلة جديدة.
وأضاف: "ربما حسب م ب س أنه سيقوم بإنقاذ وتجديد بيت آل سعود عندما يموت والده الملك سلمان، وبدلا من ذلك فإن طموحه الزائد عن الحد يعني تهميش المملكة".
ويقول إن لحظة صعود "م ب س" جاءت قبل ثلاثة أعوام عندما تم جر ولي العهد محمد بن نايف إلى واحد من قصور الملك، ليجد في انتظاره رجال ابن سلمان الذين جردوه من حرسه، حسبما كشف كتاب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" بن هبارد، حيث تم احتجاز الأمير تعيس الحظ، في غرفة جانبية وأجبر على التنحي عن منصبه وذلك في صباح اليوم التالي لاحتجازه.
ثم تحرك محمد بن سلمان لتجريده من منصبه كوزير للداخلية وجمد أمواله واحتجزه في بيته قرب البحر الأحمر، وبهذه الطريقة فاز محمد بن سلمان بلعبة العروش.
وأشار إلى أن تحرك ابن سلمان ضد ابن عمه وعدد من أبناء العائلة البارزين "أكد وجود فرقة من الأعداء تنتظر لحظة سقوطه".
ويقول بويز: "لو كانت هناك خطة لمحمد بن سلمان فهذه هي: بناء قاعدة سلطة مستقلة قبل وفاة والده، إظهار قوة السعودية أمام الأعداء، خاصة إيران، التأكد من إنجاز الإصلاح بقرارات فوقية وليس بسبب ضغوط من القاعدة الشعبية، الاعتراف بضرورة الإصلاح ولكن يجب التحكم بوتيرته".
ويعلق الكاتب بأن الحرب في اليمن التي بدأها محمد بن سلمان عندما أصبح وزيرا للدفاع لا تظهر قوة السعودية، فرغم المشتريات الضخمة للسلاح من الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بداية الحرب قبل خمسة أعوام إلا أن م ب س لا يقترب من النصر، فالحرب كانت فكرته ولم يكن قادرا على تحقيق إنجاز، كما أن صفقات السلاح التي وصلت العام الماضي إلى 51 مليار دولار لم توفر الأمان للسعودية، بعد قصف منشآت أرامكو.
ويتساءل الكاتب: "هل هناك شيء أسوأ يحدث لزعيم لديه تضخم في الذات ويشعر أن العالم يقهقه عليه وعلى عدم قدرته استخدام ترسانته العسكرية؟".
اقرأ أيضا : التلغراف: ابن سلمان خاض "مغامرة".. والمملكة الآن في خطر
ويقول المحللون إن الحرب في اليمن كشفت عن كتالوج من مظاهر ضعف السعودية: ضعف في التصويب، قصور في التنسيق الأرضي-الجوي وتكسر في سلسلة الدعم اللوجيستي.
ويعتقد بويز أن خفض وتيرة الحرب وتخفيف اعتماده على السلاح الأمريكي من خلال تطوير صناعة عسكرية متواضعة سيعطي محمد بن سلمان الفرصة للافتكاك من تبعيته للبنتاغون وبالتالي توفير أموال.
لكن المملكة تحتاج إلى 85 دولارا كسعر لبرميل النفط، فيما سعره الحالي هو 30 دولارا، وحتى لو قبل تسوية في حرب اليمن وقرر تجميد أو إلغاء صفقات السلاح فسيواجه مشكلة أخرى وهي تمويل مشاريع التحديث.
فمن أجل بناء نيوم، التي تعتبر مدينة ما بعد النفط فإنه يحتاج إلى 500 مليار دولار، وكان يأمل في تمويلها عبر استثمارات خاصة، لكنها أضحت سرابا في الصحراء.
ولفت الكاتب إلى انخفاض الأصول الأجنبية لدى المملكة في آذار/ مارس إلى 144 مليار دولار، وهو الأدنى منذ 19 عاما.
ويختم بالقول: "من هنا فإن على الزعيم المتهور أن يعيد التفكير في خططه الكبرى للمملكة أو قد يتحول إلى رجل مصاب بالعظمة مثل غير المأسوف عليه الإمبراطور بوكاسا وليس كرئيس لمجموعة العشرين التي تخيل نفسه أنه سيقودها هذا العام".
لكن هناك طرق أخرى يمكنها تحسين وضعه الإقليمي، وهذه لا تحتاج إلى أموال، مثل الحديث دفاعا عن المسلمين الروهينغيا المضطهدين في بورما والمسلمين الإيغور في الصين.
ويقول إن أقوى وأغنى دولة عربية تقوم باستعراض قوتها على أفقر دولة في العالم العربي، في حين لا توجد طريقة للحفاظ على آل سعود الذين يراقبون بقلق وبعيون نصف مغلقة عالما يتقدم لا يضع قيمة كبرى على برميل النفط.