هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، للصحافي قريب الله، قال فيه إن آلاف العمال الأجانب الذين سلموا أنفسهم للسلطات الكويتية، خلال فترة العفو عن العمال غير المسجلين رسميا، علقوا في مخيمات احتجاز في الصحراء لمدة أكثر من شهر في ظروف رهيبة، دون مؤشر على انفراج قريب.
وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21"، فإن المحتجزين يخشون من تفشي فيروس كورونا، بسبب عدم تمكنهم من تطبيق التباعد الاجتماعي، وبسبب عدم توفر المرافق الصحية اللازمة، بحسب ما قاله المحتجزون لميدل إيست آي.
وبحسب التقرير وعدت الحكومة الكويتية العمال الوافدين المقيمين بصورة غير شرعية الشهر الماضي، بأنه سيسمح لهم بالعودة إن سلموا أنفسهم ليتم تسفيرهم إلى بلدانهم.
وبناء على ذلك يقول التقرير، إن حوالي 23500 عامل وافد سلمو أنفسهم للسلطات، لكنهم ما زالوا محتجزين في أربعة مخيمات خارج مدينة الكويت، بينما ينتظرون التسفير إلى بلدانهم.
وقال التقرير إن معظم المخالفين يتبعون جنسيات من بنغلاديش ومصر وأثيوبيا والهند وسريلانكا والسودان.
وأدت حالة الإحباط وتأخر عمليات الترحيل لاندلاع احتجاجات داخل مخيمات الاحتجاز، وقامت قوات الأمن على إثرها بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على المحتجزين لتفريقهم.
وأشار التقرير إلى تلكؤ العديد من البلدان في نقل رعاياها، وبحسب ما قال مصدر لميدل إيست آي، فإن بنغلاديش مثلا وعدت بنقل حوالي 600 من مواطنيها في الأسبوع، لكنها لم تفعل، ويعتقد أن هناك 5000 بنغالي في المخيمات.
وقال عمال إغاثة من مؤسسة BRAC، وهي مؤسسة إغاثة في بنغلادش بأن العمال محتجزون في أربعة مخيمات بمناطق صحراوية خارج المدن.
اقرأ أيضا : #سحل_مصري_في_السعودية
وتظهر الصور التي اطلع عليها موقع ميدل ايست آي، بروز ظروف احتجاز قذرة في المخيمات حيث لا يمكن للمحتجزين أن يمارسوا التباعد الاجتماعي ويضطرون للعيش في ظروف مكتظة.
وقال المحتجزون لميدل ايست آي بأن شرطة الهجرة توصل الطعام للمخيم ولكنها ترفض دخول الخيام أو تنظيف الحمامات.
ويظهر مقطع فيديو أرسل إلى ميدل ايست آي حمامات تفيض بمياه المجاري حيث لا يستطيع المحتجزون غسل أيديهم بسبب عدم توفر المياه الجارية.
وقال شفيع الله، وهو من بنغلادش وعالق في مخيم بمنطقة "كبد" لمدل ايست آي، إن المحتجزين حرموا من مرافق الاستحمام النظيفة والرعاية الطبية الأساسية ومنعوا من مغادرة المخيم.
وقال إن أربعة من المحتجزين ماتوا في المعسكرات الأربعة خلال وجودهم في الحجز والأسباب غير واضحة.
وطلب موقع ميدل ايست آي مكررا تعليقا من وزارة الداخلية الكويتية والسفارة الكويتية في لندن ولكن دون رد حتى لحظة نشر هذا التقرير.
وقال شفيع الله، الذي لم يعط اسمه كاملا لأسباب أمنية: "لدينا في بعض الغرف 50 إلى 200 شخص يعيشون معا ويشتركون في عدد قليل من المراحيض، ثم يطلبون منا البقاء على بعد أمتار من بعضنا... نحن عالقون هنا في ظروف مكتظة مثل السردين".
وأضاف: "في الظروف العادية عندما يعاني الشخص من سعلة أو برد، يكون ذلك بسبب العمل لساعات طويلة في الشمس، ولكن الآن الكل يفكر أنه أمر آخر بسبب فيروس كورونا".
وبحسب شفيع الله، الذي قضى أكثر من شهر في الاحتجاز، لم يتم إعادة سوى المصريين إلى بلادهم.
وقال: "الآخرون مثل الهنود والبنغال عالقون هنا وليس هناك اتصال" .
وتسببت الوفيات داخل المخيمات الأسبوع الماضي بقيام عشرات المحتجزين باحتجاجات ضد السلطات الكويتية.
ويظهر فيديو تم نشره على الإنترنت العمال وهم يهتفون "نريد سفارتنا"، بينما قامت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وقام بعض العمال ببناء الحواجز داخل أماكن إقامتهم لحماية أنفسهم من الشرطة الكويتية، بحسب رويترز.
كما أبرز تقرير صدر مؤخرا عن مركز موارد الأعمال وحقوق الإنسان، بأن العمال المهاجرين في الخليج يعيشون أصلا في ظروف "غير صحية" وفي "مخيمات عمل مكتظة".
وقالت هذه المنظمة غير الحكومية بأن هذا يوفر "الظروف المثالية لانتشار مرض كوفيد-19".
وسجلت الكويت 11975 حالة إصابة بفيروس كورونا و88 حالة وفاة، وفرضت الكويت الإغلاق في شهر آذار/ مارس وبدأت فقط مؤخرا بتخفيف بعض القيود.
كما عانت كل من البحرين وعمان وقطر والسعودية والإمارات من أعداد كبيرة من الإصابات بمرض كوفيد-19 بين العمال المهاجرين.
واشتكت باكستان من أن أكثر من نصف المسافرين على بعض رحلات إخلاء العمال من الإمارات مصابون بالفيروس.
وقال عمال من بنغلاديش إنه لم يتصل بهم أحد من سفارة بلادهم، بالرغم من قول السفير أبو الكلام لموقع Arab News بأن بنغلادش تتوقع أن تتمكن من إخلاء 600 عامل كل أسبوع.
ووضعت عدد من دول الخليج، بما فيها الكويت، ضغطا على بنغلادش لتقوم بإعادة العمال المقيمين فيها بشكل غير شرعي.
لكن بنغلادش كانت مترددة في إعادة أولئك العمال من دول أخرى خشية المزيد من العدوى بمرض كوفيد-19.
كما قالت الهند بأنها تخطط لإرسال سفن وطائرات لإخلاء مواطنيها العالقين في الكويت، لكن وجه الانتقاد للخطة برز بعد أن قالت الحكومة الهندية بأن على العمال العالقين دفع أجور إعادتهم وأنه سيفرض عليهم حجر صحي لمدة أسبوعين عند عودتهم للهند.