صحافة دولية

الإنترسبت: كراهية متزايدة لذوي الأصول الآسيوية بأمريكا

الدعاية الانتخابية من الحزبين تضع الصين في دائرة اللوم وتهدد حياة الأمريكيين الآسيويين- جيتي
الدعاية الانتخابية من الحزبين تضع الصين في دائرة اللوم وتهدد حياة الأمريكيين الآسيويين- جيتي

نشر موقع "الإنترسبت" تقريرا أعدته "مارا ويستندال"، أشارت فيه إلى أن الهجوم الأمريكي الكلامي ضد الصين يتزامن مع ازدياد جرائم الكراهية ضد المواطنين من أصول آسيوية.


وتوضح "ويستندال" في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، أنه مع زيادة أعداد الضحايا من فيروس كورونا في الولايات المتحدة قام ترامب بجعل هجماته على الصين استراتيجية انتخابية.

 

وتضرب الكاتبة مثالا بإعلان "حظر السفر" الذي تروج له مؤسسة داعمة لترامب، والذي يعد واحدا من الإعلانات المعادية للصين التي نشرت في الأسابيع الماضية، وتعيد التذكير بعدد من المجازات التي يستخدمها ترامب، لمحاولة الربط بين المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية "جو بايدن"، والصين.


ويعرض الإعلان لقطة قريبة لبايدن وهو يصافح الرئيس الصيني شي جينبنغ، مع صوت يقول في الخلفية: "تقتل الصين أعمالنا وهي الآن تقتل شعبنا".

 

وبدلا من التصرف بأخلاقية عالية انجرت حملة بايدن لاستخدام الصين في الدعاية المضادة، ففي إعلان نشرته حملته منتصف نيسان/إبريل ظهر فيه عمال صحة صينيين بملابس واقية وبعبارات تقول إن الأمريكيين ينتظرون الفحص من الفيروس الذي توقف ترامب عن مقاومته.

 

وأثارت الدعايتان غضب الأمريكيين الأسيويين، ولكن دعاية بايدن لم تغضب الناس الذين يرونه حليفا وسط تصاعد مظاهر العداء للأجانب.


وينقل التقرير عن جون يانغ، رئيس "أسيويون أمريكيون يدعمون العدالة"، قوله: "هنالك علاقة بين الخطاب المستخدم والأذى المتزايد في مجتمعنا.. نحن قلقون من الطرفين ونحن قلقون من التسابق للهبوط إلى القاع".


وتخطط "فيرست أكشن"، وهي مؤسسة داعمة لترامب، لشراء دعايات بعشرة ملايين دولار في مناطق مهمة للسباق الإنتخابي في ميتشغان وبنسلفانيا وويسكنسون، فيما لم يتم تعريض الأموال لفحص الحقائق.

 

ويتضمن موقع تديره الجماعة باسم "بكين بايدن دوت كوم" الكثير من العبارات والكلمات الصينية التي تستخدم الخط المستخدم في هونغ كونغ وتايوان وليس الصين الشعبية، وفي طائرة ظهرت بإعلان "حظر السفر" على اعتبار أنها للخطوط الجوية الصينية، ظهر شعار الطيران التايواني، وبعد السخرية من الإعلان استبدلت الحملة الصورة.

 

وفي لقطة أخرى ظهر بايدن وهو يسير باتجاه السفير الأمريكي في الصين غاري لوك، بشكل يلمح أن لوك هو مسؤول صيني.

 

ولوك هو مولود في سياتل وشعر بالغضب وكتب قائلا: "الآسيويون الأمريكيون هم مواطنون أمريكيون".

 

ورغم استخدام الديمقراطيين لغة هادئة إلا أن وثائق داخلية من الحزبين تظهر أنهما سيقومان في عام الانتخابات بـ"لوم الصين"، وتكشف خطط الحزبين عن نقاط رديفة لمواجهة أية اتهامات بالعنصرية.

 

وفي آذار/مارس تعرض السناتور الجمهوري عن تكساس جون كورنين لانتقادات عندما قال إن وباء فيروس كورونا هو "نتيجة ثقافة يأكل فيها الناس الوطاويط والثعابين والكلاب وأمورا كهذه".

 

اقرأ أيضا: لماذا تأخرت أمريكا بمواجهة الصين حتى بلغت أعتاب "التفوق"؟


ويعلق يانغ: "يبدو لي أن هذه النقاط تم استخدامها بطريقة سيئة تسببت بالأذي للمجتمع الأمريكي الآسيوي"، فترامب الذي انتخب بناء على برنامج معاد للأجانب عام 2016 يبدو مستعدا لاستخدام كوفيد-19 وألا يشير إليه بالاسم المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية.

 

وبدا تصميمه واضحا من خلال الصورة التي التقطها مصور لواشنطن بوست في آذار/مارس والتي شطب فيها ترامب على كل كلمة "كورونا" ووضع مكانها "الصين"، إلى جانب كلمة "فيروس".

 

وارتفعت حالات الكراهية ضد الأسيويين الأمريكيين بعد اكتشاف أول حالة كوفيد-19 في كانون الثاني/يناير بواشنطن. ورغم عدم القدرة على تحديد عدد الجرائم لأن عددا منها لم يتم الإبلاغ عنها إلا أن منظمة سجلت حوالي 1.500 حالة.

 

كل هذا رغم حالة الإغلاق التي فرضتها الولايات. وقال نسوة آسيويات أمريكيات إنهن تعرضن لاعتداء مرتين أكثر من الرجال. وسجلت مفوضية حقوق الإنسان في نيويورك 113 حادثا معاديا للآسيويين منذ بدء الأزمة، فيما حذر مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) في آذار/مارس من زيادة جرائم الكراهية ضد تلك الشريحة، بحسب التقرير.

 

وفي الأول من أيار/مايو دعا 16 سناتورا ديمقراطيا بمن فيهم كوري بوكر وديان فينشتيان وكاملا هاريس وإليزابيث وارين، قسم الحقوق المدنية في وزارة العدل لتصميم سياسة لمواجهة جرائم الكراهية.

 

ولفتت جمعية "آسيويون- أمريكيون من أجل العدالة" إلى أن مؤتمرا لأفرادها عبر "زووم" تعرض لهجوم من جيش الذباب الإلكتروني بعبارات "تشينغ كونغ يأكل الوطاويط".

 

وفي نادي "سام" في ميدلاند بتكساس قام رجل غاضب بطعن أفراد عائلة أسيوية، بمن فيهم طفلين، أحدهما في الثانية والثاني في السادسة من العمر. ونجت العائلة بعدما تدخل مسؤول في دائرة الحدود والجمارك ولكنها احتاجت للعناية الطبية في المستشفى. ويحمل الطفلان آثار الطعنة على وجهيهما.

 

وعندما تم إصدار إعلان بايدن في هذه الظروف غضب الأمريكيون – الآسيويون. وقال الحقوقي "توبيتا تشاو":  "نرفض التضحية بنا من أجل المصالح الذاتية.. نعتقد أن حملة بايدن والديمقراطيين يمكنهم عمل الكثير من ناحية الرد والتركيز على الحجة الصحية الماسة وأزمة كورونا وفشل ترامب".

 

واتصل وغيره من الناشطين مع حملة بايدن واحتجوا على الدعاية التي قالوا إنها تضعف جهوده  لإظهار ترامب بالمتعصب، مطالبين بسحب الإعلان وتنويع فريق بايدن الانتخابي عرقيا.

 

ولكن "الانترسبت" ترى أن دعاية بايدن لم تأت من فراغ، فقد وردت في مذكرة اللجنة القومية للديمقراطيين و"غرفة الحرب" التي أنشئت عام 2017 للإطاحة بترامب. وتتهم المذكرة ترامب بالتودد إلى الصين في محاولة منه للحصول على صفقة تجارية معها. وهاجمت ترامب لأنه أرسل معدات طبية إلى الصين في المراحل الأولى من الوباء.

 

في المقابل، أعدت اللجنة القومية الجمهورية لأعضاء مجلس الشيوخ مذكرة من 57 صفحة تعطي المرشحين فكرة عن موقف الحزب من الصين، وطالبت بتحميلها اللوم على سرقة وظائف الأمريكيين وتصدير معدات طبية فاشلة وغمر السوق الأمريكي بمادة "فتنانيل".

 

ونشر موقع "بوليتكو" المذكرة والتي قال إنها ستكون عرضة للنقد لأنها ستحمل الأمريكيين- الأسيويين مسوؤلية انتشار المرض، رغم تأكيد الجمهوريين أن اللوم لا يتعلق بهم بل بالحزب الشيوعي الصيني.

التعليقات (0)

خبر عاجل