هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا جنرال إسرائيلي، إلى خارطة طريق للتطبيع مع الدول العربية، وحول التساؤلات عما إذا كانت إسرائيل تخلت عن هذه الفكرة خلال شهر رمضان.
وقال الجنرال داني سيترينوفويتش في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21" إن "بث مسلسلات تبث الكراهية ضد إسرائيل، مظهر لظاهرة أوسع وأعمق تدعم استعداد قادة العالم العربي، مع التركيز على قادة الدول المعتدلة، كمصر، لغض الطرف عن التحريض ضد إسرائيل واليهود، رغم اتفاقية السلام القائمة بين الجانبين، ورغم أن المسؤولين الإسرائيليين يعبرون عن عدم رضاهم عن الظاهرة، فلا يبدو أنها تضر بعلاقاتهما الأمنية".
علاقات أمنية
وأشار
سيترينوفيتش، الذي خدم 25 عاما في مناصب قيادية متنوعة في وحدات الاستخبارات وجمع
المعلومات، إلى أن "العلاقة الأمنية الإسرائيلية المصرية بأعلى مستوياتها، بسبب حملتهما
المشتركة ضد تنظيم الدولة بسيناء، لأنها تهدد مصالحهما في المنطقة، رغم أن الأمر
برمته يترك تأثيراته على السياسة الأوسع التي تتبعها إسرائيل تجاه الدول العربية، خاصة
مصر والأردن".
وأكد
سيترينوفيتش الذي عمل في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وحاصل على ماجستير العلاقات
الدولية من الجامعة العبرية، ويشغل منصب رئيس الأكاديمية الرقمية لإسرائيل أن
"هذه العلاقات العربية الإسرائيلية تقودها المنظومة الأمنية الإسرائيلية
في المقام الأول، والقرب الشخصي من رؤساء الدول، دون أن يصل لعموم السكان لعقود
قادمة، مما خلق وضعا جديدا في ظل التقارب العميق بين إسرائيل وجيرانها على المستوى
الأمني".
وأضاف
أنه "سواء كان التهديد الذي يشكله الراديكاليون على النظامين المصري
والأردني، أو التهديد الإيراني لدول الخليج، فيبدو أن المخابرات الإسرائيلية
وقوتها التكنولوجية تجذب الدول العربية لتوثيق العلاقات معها لمساعدتها على
التعامل مع مخاوفها الأمنية".
وأوضح
أن "إسرائيل ترى ذلك كدليل على قوة الشرق الأوسط، واستعداد قادة دوله لقبولها
كجزء لا يتجزأ من المنطقة، وهي في عجلة من أمرها لتشديد العلاقات الأمنية مع تلك
الدول، دون تضييق العلاقات المدنية بينهما، ورغم الأمن والقرب الشخصي بين إسرائيل
ورؤساء الدول، لكنه لا يتخلل إلى عموم السكان، الذين لا يزالون، بعد عقود من
اتفاقية السلام والحرب الأخيرة، ينظرون إلى إسرائيل على أنها عدو".
اقرأ أيضا: سفيرة الإمارات بالأمم المتحدة تشجع التعاون مع "إسرائيل"
استقرار الأنظمة
وأضاف سيترينوفيتش أن "هذه الحقيقة واضحة في علاقات إسرائيل مع مصر والأردن، ورغم اتفاق السلام
بين هذه الدول، لكنه لا توجد علامة على التطبيع بينها، رغم أن علاقاتها قائمة على سفارات
محصنة وصغيرة، وسياحة مهملة، واتفاقيات اقتصادية ذات تأثير جزئي، وتعاون محدود في
الطيران، دون تعاون ثقافي، واجتماعات عامة نادرة بين قادتها، صحيح أن هناك تعاونا
اقتصاديا محدودا، لكنه لا يدرك تمامًا إمكانات العلاقة".
وأشار إلى أن "سلطات تلك الدول تحرص على عدم توطيد العلاقات مع المجتمع المدني في
إسرائيل، وتعتبر أي أحد من مواطنيها يتواصل مع الإسرائيليين جاسوسا، وفي الوقت
نفسه، فإن التعاون الأمني لا
يتعرض للخطر فحسب، بل يتم تكثيفه أحيانًا وفقًا للتهديد الذي تشكله هذه البلدان في
المجال الأمني".
وأكد
أن "أسباب امتناع الدول العربية المعتدلة عن تعزيز العلاقات مع إسرائيل
معروفة، أهمها الخوف من رد فعل مواطنيها على تضييق هذه العلاقات، بجانب الرغبة
الحقيقية في الحفاظ على مصطلح "العدو الإسرائيلي"؛ واستكمال المبرر
الأمني لمواصلة
بناء جيوشها، والمخاوف أنه بدون حل القضية الفلسطينية، فإن أي حدث في الأراضي
المحتلة يضر بهم، وبالتالي يجب عليهم اعتماد سياسات "عقائدية" علانية
تجاه إسرائيل".
وأوضح
أن "إسرائيل مرتاحة لهذه اللعبة، فبالنسبة لها يبدو أن العلاقات الأمنية
ضرورية، أقل من أهمية باقي القضايا المدنية الأخرى، وإذا كان بإمكان رئيس الوزراء
أو كبار المسؤولين الأمنيين التقاط هاتف أو الاجتماع، بدون دعاية مع نظرائهم، فهذا
أمر مرضٍ.
وأضاف
أن "التصور الحالي في إسرائيل هو أن الحكام في الدول العربية ليس لديهم
القدرة و/أو الرغبة في المضي قدمًا في التطبيع معها، وأن هذه التحركات قد تعرض
الحكام في بلدانها للخطر، وتؤكد هذه السياسة لقادة الدول العربية أنه ليست هناك
حاجة حقيقية للتركيز على قضايا التطبيع، وأن إسرائيل ستقوم "بتسليم البضائع
على الجانب الأمني" على أي حال، لأن بقاءهم في السلطة يخدم مصلحتها".
القضية الفلسطينية
وأوضح سيترينوفيتش "أنه ليس من المستغرب أنه عندما حدث تغيير عميق في النظام المصري، عبر الإطاحة
بحسني مبارك، وانتخاب محمد مرسي، أثيرت العديد من الأسئلة في إسرائيل فيما يتعلق
بمستقبل اتفاق السلام مع مصر، ورغم أن هذا السلام لم يتم التنازل عنه، لكن مجرد
الخوف أن إسرائيل اعتقدت أن سلامها كان مع مبارك وكبار ضباط الجيش المصري فقط".
وأشار إلى أن "إسرائيل تقدر بحق أن العلاقات مع الدول العربية، ومنها دول الخليج، لا
يمكن تعزيزها دون أي تقدم في علاقتها بالفلسطينيين، وهو ما لا تنوي القيام به، لكن
مسلسلات رمضان التي تبث في الخليج تؤكد أن هناك تحولًا عقليًا بمكان إسرائيل في
الشرق الأوسط في دول مثل السعودية، رغم أن شعوب الخليج، بعكس المصريين والأردنيين،
لم يعرفوا الحروب مع إسرائيل".
وتابع أن "العلاقة الإسرائيلية العربية الخليجية، تعتمد على التهديدات المشتركة، لأن
ضعف خلايا داعش في سيناء، وانخفاض تهديد إيران تجاه دول الخليج، قد يضر بعلاقة
إسرائيل بها، خاصة إذا عادت القضية الفلسطينية لعناوين الأخبار، لذلك يمكن الاعتقاد
بأن التحركات الكبيرة المتمثلة بضم الضفة الغربية سيكون لها تأثير عميق على
العلاقات القائمة والناشئة، بسبب خوف هؤلاء الحكام من تعرض استقرارهم للخطر".
وبحسب سيترينوفيتش فإن "إسرائيل إن أرادت أن تضرب بجذورها بعلاقاتها مع الدول العربية، فعليها القيام
بعدة إجراءات هامة، أولها نقل مركز ثقل العلاقات معها إلى الكيانات المدنية، التي
ستشمل الاعتبارات والاحتياجات الأمنية والسياسية المشتركة، والمطالبة بالتقدم في
التعاون المدني كشرط لتعميق التعاون الأمني، وتنويع مساعداتها للنظامين اللذين
يعانيان استقرارا هشاً، لأن أي تغيير فيهما سيهدد اتفاقيات السلام بشكل مباشر".