هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان
المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز، الذي انسحب من السباق للفوز بترشيح الحزب
الديمقراطي، مرشحا مفضلا للعرب والمسلمين وأنصار القضية الفلسطينية في المجتمع
الأمريكي.
وصف
بيرني ساندرز بنيامين نتنياهو بأنه "عنصري رجعي"، وانتقد حكام المملكة العربية
السعودية، ووصفهم بأنهم "سفاحون قاتلون"، بينما دعا إلى دبلوماسية أمريكية
متكافئة تعطي الأولوية لحقوق الإنسان والتعددية.
غيرت
حملته الرئاسية، التي أوقفها يوم الأربعاء، السياسة الأمريكية محليا، وتحدى الإجماع
بين الحزبين حول العديد من قضايا السياسة الخارجية الرئيسية، بما في ذلك الدعم غير
المشروط لإسرائيل.
وفي
تقرير لموقع "ميدل أيست أي"، أشاد نشطاء عرب أمريكيون بحملة ساندرز، وتعهدوا
بتنمية الزخم السياسي الذي بنوه حول ترشيحه.
وقال
الناشط الفلسطيني والناشط في حملة ساندرز، عامر زاهر: "لقد وقفنا مع بيرني ساندرز؛ بسبب الأفكار، وليس بسبب حزب سياسي أو بسبب انتخابات معينة".
زاهر
أبدى حزنه لانسحاب ساندرز، لكنه أكد أنه "متفائل للغاية بشأن المكاسب التي حققتها
حركتنا منذ عام 2016".
من
جهتها، اعترفت حملة بايدن بحقيقة أن ساندرز وأنصاره حركوا هوامش النقاش داخل السياسة
الأمريكية السائدة.
وقال
بايدن في بيان، الأربعاء: "السناتور ساندرز وأنصاره غيروا الحوار في أمريكا. القضايا
التي لم تحظ باهتمام كبير أصبحت الآن في قلب الجدل السياسي."
ونقل
الموقع عن طالبة الدراسات العليا في دراسات الشرق الأوسط في جامعة شيكاغو، وهاد الطويل، قولها إن ساندرز "أعطى صوتا لليمنيين الذين يعانون
على يد السعودية. وأعطى صوتا للفلسطينيين المستهدفين بالسياسات اللاإنسانية للحكومة
اليمينية الإسرائيلية، وحتى أنه حشد الناشطين اليهود الأمريكيين الشباب لاتخاذ مواقف
قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر تاريخي بحد ذاته".
تؤكد الطويل أن السياسة الداخلية والخارجية التي قدمها
ساندرز، تتعارض بشكل صارخ مع نهج بايدن الذي أدار حملة واعدة لشفاء الأمة، من خلال العودة
إلى الوضع الطبيعي قبل ترامب.
وهو
ما يؤكده زاهر بقوله: "ما يدافع عنه جو بايدن هو العودة إلى الوضع الراهن. وعندما
يتعلق الأمر بفلسطين، فإننا بحاجة إلى أي شيء سوى العودة إلى الوضع الذي كانت عليه
الأمور على مدار سبعين عاما الماضية".
اقرأ أيضا: ساندرز يعلق حملته للانتخابات الأمريكية ويفسح الطريق لبايدن
وهو
ذاته رأي ناريسا أيوب، الناشطة التي عملت في حملة ساندرز في ميشيغان، التي قالت إن
"موقف بايدن من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس كافيا". وتضيف: "من
الضروري أن يواصل العرب والمسلمون في جميع أنحاء الولايات المتحدة القتال من أجل القضايا
التي كان السناتور ساندرز يقاتل من أجلها بقوة".
ومشيدا
بالمرشح المنسحب، قال المدير السابق لتوعية الناخبين في حملة ساندرز في ولاية آيوا سامي
شيتز: "كانت حملة السناتور بيرني ساندرز الرئاسية واحدة من أولى الحملات -إن
لم تكن الأولى- التي تقوم حصريا بالتواصل والتركيز على الناخبين المسلمين والعرب".
ومع
انسحاب ساندرز، بدأ الجدل يشتعل حول ما إذا كان ينبغي على التقدميين اليساريين أن يضعوا
ثقلهم السياسي بالكامل خلف بايدن في الانتخابات العامة.
من
جهته، يقول شيتز: "إذا أعطيتني الخيار بين الرئيس ترامب الذي فرض حظرا عنصريا على العرب والمسلمين، فإن الخيار واضح بالنسبة لي". مضيفا: "بايدن
هو شخص يمكنه في اليوم الأول على الأقل تخفيف بعض الضرر الذي تسببت فيه سياسات ترامب
العنصرية للأمريكيين المسلمين".
من
جهته، يرى المحلل الفلسطيني الأمريكي، عمر بدار، أن مؤيدي ساندرز يمكنهم التصويت لصالح
بايدن، بينما لا يزالون يدفعونه أكثر إلى وجهات نظرهم. ويضيف:
"من المنطقي أن نصوت لصالح أهون الشرين، ثم نواصل العمل الشاق المتمثل في محاسبة
أي شخص في هذا المنصب".
زاهر
حث على الضغط على بايدن لتغيير موقفه من فلسطين والصراع في اليمن. وقال إن العرب الأمريكيين يجب ألّا يصوتوا لبايدن ببساطة فقط لأنه ليس ترامب.
وقال:
"إذا فعلنا ذلك، فسينهار على الفور كل رأس المال السياسي الذي بنيناه في حركتنا
هنا مع بيرني ساندرز".
وأضاف:
"من وجهة نظر المناضلين من أجل الحرية الفلسطينية، كان أفضل سيناريو هو رئاسة
بيرني ساندرز. ولست متأكدا من أن ثاني أفضل سيناريو هو رئاسة جو بايدن".