صحيفة إسرائيلية: كورونا إيران تفتح نافذة للتقرب من واشنطن

قالت صحيفة إسرائيلية الجمعة، إن وباء فيروس كورونا المستجد في إيران، قد يفتح نافذة فرصة للتقرب من الولايات المتحدة.

وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال نشرته للكاتب تسفي برئيل، أن "إيران تجد صعوبة في التعامل مع العبء على جهاز الصحة، في ظل العقوبات الأمريكية"، مؤكدة أن "مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقدون أن إظهار الشفقة الآن، سيفيد فيما بعد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أبقى القليل من الخيط، كي يلتقطه أحد ما في الطرف الآخر، من أجل إجراء مفاوضات حول اقتراح واشنطن تقديم المساعدة لإيران، رغم مهاجمته هذا الاقتراح.

مطالب رفع العقوبات

ولفتت الصحيفة إلى أن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، رفض باستهزاء العرض الأمريكي، قائلا: "إذا كانوا بحاجة إلى مساعدة، فنحن مستعدون لمساعدتهم"، مستدركا بقوله: "لكننا لا نحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة".

وذكرت الصحيفة أن "إيران تطالب برفع العقوبات الأمريكية عنها، وهي ليست الوحيدة التي تطلب ذلك"، مبينة أن "أعضاء بارزون في الكونغرس يطالبون ترامب باستغلال الفرصة وإظهار الشفقة، وتخفيف سياسة العقوبات، وأيضا إرسال مساعدات مباشرة للإيرانيين".

اقرأ أيضا: بايدن يدعو لتخفيف عقوبات إيران ومساعدتها بأزمة كورونا

وفي هذا السياق، دعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ترامب وإدارة البيت الأبيض، إلى اتخاذ سياسة خارجية حكيمة، تتضمن تخفيف العقوبات وإظهار الشفقة تجاه إيران، التي تضررت بصورة شديدة من وباء كورونا، لأن هذه السياسة يمكنها أن تحقق لترامب أهدافه.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن بادرة حسن النية يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح أمريكيين محتجزين في السجون الإيرانية، إضافة إلى وضع أساس لمفاوضات حول الاتفاق النووي، مؤكدين أن هذه البادرة حتى لو لم تحقق شيئا، فإنها على الأقل ستعرض الولايات المتحدة كدولة إنسانية، تعرف كيفية التسامي في أوقات الأزمة، فوق الاعتبارات السياسية.

أما صحيفة "هآرتس"، فقالت إنه "يصعب معرفة ما الذي يؤثر على الرئيس ترامب، هل هم أعضاء الكونغرس، الذين يدفعونه للتصرف خلافا لطبيعته، ويظهر الوجه الإنساني، أم مستشاروه الذين يعتقدون أن بادرة حسن نية أمريكية في هذا الوقت، لن تعدّ تراجعا أو علامة ضعف، بل يمكنها أن تفيد واشنطن.

ضائقة إيران

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "الوضع الاقتصادي في إيران، وتحديدا الخدمات الصحية، على وشك الانهيار"، لافتة إلى أن هناك نقصا شديدا في المعدات الأساسية لمكافحة كورونا، مثل الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي والقفزات، وحتى مواد التعقيم.

وبحسب تقدير الصحيفة، فإن ضائقة إيران الشديدة تخدم بشكل جيد عددا من مستشاري ترامب، الذين يعتقدون أن كورونا سيجعل طهران تركع وتوافق على إجراء مفاوضات بالشروط التي تمليها الولايات المتحدة، وهي النظرية نفسها التي تستند إليها العقوبات الأمريكية.

وأشارت إلى أن قائد المنطقة الوسطى بالجيش الأمريكي كينت ماكنزي، قال مؤخرا، إن "القيادة الإيرانية منقسمة الآن، وهي تجد صعوبة في علاج كورونا، وفي كل ما يتعلق باتخاذ القرارات، يمكن أن يكونوا أكثر خطورة في هذا الوقت".

وبيّنت الصحيفة أن ماكنزي يقصد أن إيران مستعدة للعمل بأذرعها في العراق ضد أهداف أمريكية، لذلك يطالب الجنرال الأمريكي بإيجاد "مسار دبلوماسي" مع إيران.