هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علق الخبير العسكري والاستراتيجي، عادل عبد الكافي على المعارك التي تخوضها قوات حكومة الوفاق منذ أيام، ضد قوات حفتر في محاور جنوبي العاصمة طرابلس، ومنطقة أبو قرين (شرقا)، مؤكدا أن الوفاق أحرزت مكاسب مهمة ونوعية فيها.
وقال عبد الكافي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الجديد الذي أحرزته الوفاق "تمكنها من القضاء على ضباط رفيعي المستوى يتبعون لحفتر، كانوا يضطلعون بمهام استراتيجية في العدوان على جبهات العاصمة، بينها تسيير المعارك، وجلب المرتزقة الأفارقة"، مشددا على أن التطورات الأخيرة أثرت تأثيرا كبيرا على معنويات وقدرات قوات حفتر.
والأربعاء الماضي، تعرضت مليشيات حفتر إلى نكسة غير مسبوقة، عندما اقتحمت قوات الوفاق قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية (140 كلم جنوب غربي طرابلس)، وأسرت 27 عنصرا من مليشيات حفتر، كانوا يتمركزون فيها، بينهم طيارون وتقنيون، بهدف شل نشاطها.
وفي نفس اليوم، أطلقت قوات الوفاق عملية "عاصفة السلام"، التي تمثل مرحلة جديدة بعد عملية "بركان الغضب"، والتي كان دورها الرئيسي الدفاع عن العاصمة، في حين أن العملية الجديدة، هدفها الانتقال إلى مرحلة الهجوم بعد الدفاع.
اقرأ أيضا: حفتر يواجه خسائر متلاحقة بمحيط طرابلس.. ما السبب؟
وكرد فعل على هجوم الوطية، حاولت قوات حفتر السيطرة على منطقة أبو قرين وانطلقت مليشياته من منطقة الوشكة، غربي مدينة سرت (450 كلم شرقي طرابلس)، وهاجمت كتائب الوفاق في أبو قرين، لكنها تكبدت خسائر فادحة، إذ إن عشرات من عناصره قتلوا في هذا الهجوم الفاشل، على رأسهم اللواء سالم درياق، قائد غرفة عمليات سرت الكبرى، ونائبه العميد القذافي الصداعي، بالإضافة إلى العقيد علي سيدا التيباوي، قائد الكتيبة 129.
ولفت عبد الكافي إلى أن حالة التخبط التي تعيشها قوات حفتر خلال الأيام الماضية تمنع تحرك قواته، والمرتزقة الأفارقة في تلك المناطق المحيطة بسرت، وأبو قرين، بفعل غياب معرفتهم بالجغرافيا، على عكس قوات الوفاق التي اكتسبت خبرة كافية في التعامل مع الأرض في تلك المناطق لا سيما سرت، بفعل انخراطها في عمليات ملاحقة فلول تنظيم الدولة مؤخرا، ما أكسبها خبرة ميدانية كبيرة في المواجهات والمعارك.
ومعلقا على هجوم الوفاق على قاعدة الوطية قبل أيام، قال الخبير العسكري، إن الهجوم كان نوعيا واستراتيجيا، ونقل قوات الوفاق من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم والمباغتة.. لافتا إلى أهمية تحييد قاعدة الوطية بشكل نهائي، وعدم السماح لقوات حفتر بإعادة التمركز فيها من خلال تكثيف الاغارة عليها.