صحافة إسرائيلية

"انعطافة تاريخية".. قلق إسرائيلي من أداء العرب بالانتخابات

الكاتب قال إن من أسباب قوة القائمة وحضورها الانتخابي سياسات نتنياهو- جيتي
الكاتب قال إن من أسباب قوة القائمة وحضورها الانتخابي سياسات نتنياهو- جيتي

تحدث كاتب إسرائيلي، عن "انعطافة تاريخية" في أداء المواطنين العرب بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، في انتخابات الكنيست الـ23 التي جرت الأسبوع الماضي، مشددا على أهمية مراجعة هذا الأداء الذي ينذر بميل يلوح في أفق المستقبل.


وأوضح الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنياع، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان وكذلك رئيس تحالف "أزرق-أبيض" بني غانتس، "فهما أن رحلتهم السياسية وصلت لنقطة اللاعودة، وفي حال واصلا السير خلف جدول الأعمال الذي يمليه عليهما بنيامين نتنياهو، فسيجران لجولة انتخابات رابعة وخامسة وسادسة، وفي كل جولة سيتقلصان قليلا إلى أن يختفيا".

وأضاف: "فإما أن يجدا السبيل للعمل مع "القائمة المشتركة" أو أن يعيدا العتاد ويرحلا إلى البيت، فليس في الأفق حل آخر"، مؤكدا أنه "يوجد مستقبل للقائمة العربية بدونهما، أما هما ("إسرائيل بيتنا" و"أزرق-أبيض") فلا مستقبل لهما بدون المشتركة، من كان يتصور هذا؟".

وقدر برنياع، أن "غانتس وليبرمان توصلا إلى التوافق أو على الأقل إلى التفاهم على هدف استراتيجي مشترك وهو؛ حكومة تقوم على أساس الليكود بدون نتنياهو، أزرق أبيض، وربما، في الهوامش، "العمل – ميرتس" وحزب "يمينا" أيضا".

ونوه أنه "من أجل الوصول لمثل هذه الحكومة، عليهما قبل كل شيء أن ينتخبا رئيسا من قبلهما للكنيست، وأن يرفعا إلى الرئيس ما لا يقل عن 59 نائبا يوصون بغانتس، يجيزا أو لا يجيزا القانون الذي يمنع نتنياهو من تشكيل حكومة، يجتازا عائق محكمة العدل العليا، يقيما حكومة أقلية بتأييد من الخارج من "القائمة المشتركة"، لاستقرار حكومة أقلية، وعندها يدعوان الليكود إلى الداخل".

وقال: "هذه مناورة رائعة ومعقدة جدا وملتوية أيضا، وهي تحتاج لذكاء تلاعبي ومرونة، ولكن أشك بشكل كبير أن تنجح هذه المناورة"، مضيفا: "العجز الذي تتركه الحكومة المنصرفة خلفها كبير جدا، والآثار الاقتصادية لأزمة كورونا تهدد بأن تكون قاسية، والجيش يطلب ميزانية بالمليارات، والوعود التي قطعت للناخبين مبالغ فيها، والأحزاب التي يفترض أن تقيم الائتلاف وتدعمه لم تختبر أبدا في عمل مشترك، وبعضها معادية للآخر ومتمزقة في حروب داخلية، ونتنياهو هو السبب الوحيد الذي يوحدها، ولن يكون سهلا إدارة حياتها المشتركة بغيابه".


اقرأ أيضا :  غانتس يقود مباحثات مع ليبرمان و"المشتركة" حول الحكومة


ولفت الكاتب إلى أن "هذا هو النصف الفارغ من الكأس، ومشوق أكثر التصدي للجزء المملوء"، مضيفا: "منذ بداية سنة الانتخابات، وأنا أتابع التغييرات السياسية في الوسط العربي، وكان ممكنا التوقع أن التحريضات للناطقين بلسان كتلة اليمين، وعلى رأسهم نتنياهو، ستؤدي لتطرف وانعزال الوسط العربي؛ وكان هذا هو هدف التحريض، ولكن حصل العكس".

وتابع: "المواطنون العرب صوتوا بجموعهم إلى المشاركة والاندماج، فالضغط جاء من أسفل وفي بعض الأحيان بخلاف إرادة النواب، وهذه انعطافة تاريخية، يجب مراجعتها ليس وفقا لما قاله هذا النائب أو ذاك في الماضي، بل وفقا للميل الذي يلوح في المستقبل"، لافتا أن "نتنياهو؛ ساهم مساهمة هامة في هذه الانعطافة".

وأشار إلى أن "التغيير طرأ في الجمهور اليهودي، وقادة "أزرق أبيض" ارتكبوا كل الأخطاء المحتملة في موقفهم من الوسط العربي؛ وعمليا تخلوا عن الناخبين هناك، تحدثوا باغتراب، بتعال وجهل، عن العرب وممثليهم داخل إسرائيل، ومستشاروهم قالوا لهم؛ إنهم هكذا سينجحون في جذب الأصوات من اليمين".

ونبه برنياع، أن "رفض المقترعين العرب ليس أمرا جديدا، ففي الماضي تحدثوا عن "أغلبية يهودية"؛ أما اليوم، ولاعتبارات السلامة السياسية، يتحدثون عن "أغلبية صهيونية"، وفي داخل الأغلبية الصهيونية يدرج الأصوليون، الذين كراهية حاخاميهم للصهيونية أكثر تطرفا من كراهية العرب؛ ويدرج أيضا الأصوليون المتدينون، الذين لهم صهيونية خاصة بهم".

وذكر أن "الحكومات تقام على قاعدة الخطوط الأساس، و"القائمة المشتركة" لا أعتقد أنها ترغب في الجلوس في حكومة تقر حملات عسكرية في غزة، ولكن البذرة التي نبتت في هذه الانتخابات تحمل معها وعدا لنبتة مشتركة وباندماج، في السياسة ومن خارجها".

التعليقات (0)