هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي، الدعاية الإعلامية الإيرانية وأتباعها "بالخداع والتغرير بأتباع المذهب الشيعي، من خلال تسويق التدخل في سوريا على أنه حماية لبعض الأضرحة والقرى الشيعية".
وقال الطفيلي (72 عاما) إن الجميع اليوم "يعرفون أنهم خدعوا وغرر بهم عن دينهم، وباتت الأصوات ترتفع بقوة في وجه الساسة الإيرانيين، وما نشاهده من تظاهرات في العراق ولبنان خير شاهد".
ورأى في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن الأمر الشيعي "سيخرج قريبا من يد إيران، بسبب سياستها المدمرة"، مشددا على أن "الجيش السوري ومرتزقة طهران في سوريا لا يتحركون من دون أوامر روسيا، ومنذ زمن كل شيء في سوريا روسي، وتتظاهر روسيا أحيانا بالحياد، وهي خديعة مكشوفة تحاول أن تناور من خلالها عند الحاجة".
وردا على سؤال حول إمكانية انسحاب "حزب الله" من سوريا، أجاب: "يسعدني أن ينسحب حزب الله من سوريا ومعه الإيرانيون، ويطرد الصليبي الروسي من أرضنا، وتعود سوريا إلى أهلنا، وينعم شعبنا فيها بنظام يحترم أهله ويحقق لهم الحياة الكريمة".
لكنه شدد على أن "حزب الله لا يملك من أمر الحرب في سوريا غير المشاركة فقط، بحكم أنه يخضع بشكل كامل للسياسة الإيرانية".
وأضاف أن "سياسة إيران في سوريا هي الحفاظ على سلطة قاتل الشعب السوري (بشار) بأي ثمن، حتى ولو ضاع السوريون بين القتل والتهجير، وتسلط على البلاد الصليبي الحاقد بوتين.. وإيران تعتمد السياسة نفسها في لبنان والعراق".
وسبق أن انتقد الطفيلي، في أكثر من مناسبة، زج إيران بـ"حزب الله" في الحرب الأهلية السورية، محذرا من فتح الباب أمام حرب بين السنة والشيعة، من شأنها أن تقضي على المقاومة ضد إسرائيل.
وعن التدخل الروسي في سوريا أكد الطفيلي أنه "ليس أمام الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، سوى الرضوخ والتقيد بمقررات خفض التصعيد، بعد موقف تركيا الحازم في محافظة إدلب شمال غرب سوريا".
اقرأ أيضا : صبحي الطفيلي يهاجم السيسي.. "صهيوني أكثر من الصهاينة"
وقال إن "بوتين حاول أن يستثمر ما بقي من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضعيف والمتردد أمام سيد الكرملين، فضلا عن الفوضى السياسية في البيت الأبيض، لتحقيق سيطرة شبه كاملة على سوريا".
وأعلنت تركيا وروسيا وإيران، في أيار/ مايو 2017، توصلها إلى اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوب سوريا.
وشدد الطفيلي على أن وضع ترامب "يفسر هجوم (بوتين) السريع والمستمر على منطقة خفض التصعيد في إدلب، متجاوزًا كل الاتفاقات، ومعتبرًا أن تركيا في وضع ضعيف لا يسمح لها بالمواجهة، وليس أمامها إلا الاستسلام والخروج من سوريا".
وتابع الطفيلي: "للإنصاف يُسجل بكثير من الاحترام لتركيا موقفها الحازم وبصيرتها النافذة وقدرتها على تحقيق ما ظنه الآخرون غير ممكن، وفرضها على الآخرين احترام مصالحها الحيوية".
وتمنى "أن يتعلم السياسيون العرب الحكمة من الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، وعدم الاستسلام للغرب بحجة العجز وعدم القدرة، وأن يتعلموا كيف يصنع القادة من الضعف قوة، ومن الهوان منعة".
وشدد على أنه "لم يكن أمام تركيا خيار غير الإقدام وانتزاع النصر في إدلب؛ فلو تهاونت وتراجعت في إدلب، لكانت ستتراجع إلى داخل تركيا، وتخرج من كامل التراب السوري، ويخرج معها ملايين المستضعفين من السوريين، وسيتدفق بعد ذلك الكثير من مرتزقة التنظيمات الإجرامية إلى داخل تركيا".
ورأى أنه "بعد الموقف التركي الحازم الشديد فليس أمام بوتين من خيار إلا الرضوخ والتسليم والتقيد بمقررات خفض التصعيد المتفق عليها سابقًا".
وتوصلت أنقرة وموسكو، في 29 شباط/ فبراير الماضي، إلى اتفاق لخفض التوتر ميدانيا في إدلب، وحماية المدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد، وإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للجميع في هذه المنطقة.