ملفات وتقارير

هل يؤثر لقاء البرهان نتنياهو على تماسك المجلس السيادي؟

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجات شعبية رافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي- الأناضول
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجات شعبية رافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي- الأناضول

تواصلت الاحتجاجات الشعبية في السودان الرافضة للتطبيع، وشهدت الخرطوم الجمعة، مظاهرات رافضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية اللقاء الذي شهدته العاصمة الأوغندية بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.

وعلى المستوى السياسي أدانت أحزاب سياسية اللقاء، بينما عبرت قوى الحرية والتغيير المشاركة في الحكم عن رفضها له، وذلك على لسان القيادي محمد يوسف محمد، في تصريح خاص لـ"عربي21".

وقال القيادي في تصريحه: "نعتقد أن رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح البرهان، قد انتهك ما جاء في الوثيقة الدستورية التي وقعت في آب/ أغسطس العام الماضي بين المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان الحرية والتغيير".

"رفض اللقاء لأهداف انتخابية"

وأثار هذا الرفض للاجتماع السوداني الإسرائيلي من قبل قوى الحرية والتغيير، تساؤلات حول تأثير هذا اللقاء على تماسك المجلس السيادي.

من جهته توقع أستاذ العلوم السياسية أحمد علي عثمان في رده على التساؤل: "ألا يحدث خلاف بين شقي المجلس السيادي، فكلاهما يهمه السلطة والوصول إليها فقط"، وفق قوله.

وأشار إلى أن "الطرفين يرغبان بخوض الانتخابات المقبلة، لهذا لن يكون هناك خلاف بينهما، إلا إذا رغب أحدهما في كسب فئات جديدة من الجمهور".

وقال عثمان في حديث لـ"عربي21": "لا بد من التأكيد أن خلافهما ليس في جوهر قضية التطبيع والتواصل مع إسرائيل، ولكن في أن البرهان التقى نتنياهو ولم يخبر الحكومة".

وأوضح بأن "غضب قوى الحرية والتغيير جاء نتيجة رؤيتهم للبرهان يسبقهم للتطبيع، فهم كانوا يرغبون أن يكون السبق لهم، حيث لم نجد مسؤولا منها يمثل الحكومة قال نحن ضد التطبيع، هم فقط يقولون إن البرهان لم يخبرنا".

وأكد عثمان أن رفض قوى الحرية والتغيير للقاء لن يؤثر على وحدة المجلس، مضيفا: "جاء رفض الشق المدني للقاء البرهان بنتنياهو لأهداف انتخابية ولقراءة الشارع السوداني، لأن غالبية الشعب يقف مع القضية الفلسطينية ويعتبرها قضية أمة، وهم حين رفضوا قالوا الكلام الدبلوماسي "لم يخبرنا البرهان" بقصد القول بأننا نقف مع القضية الفلسطينية والبرهان ضدها".

"تأثير محدود"

من جهته قلل المحلل السياسي السوداني محمود جحا من احتمالية تأثير اللقاء على وحدة المجلس السيادي وتماسكه، ورأى بأن التأثير  سيكون محدودا ولن يصل إلى حد القطيعة.

وأكد أن المجلس السيادي سيبقى قائما، فهو في الأساس يعتمد على المكون العسكري.

وأشار جحا في حديث لـ"عربي21" إلى أن طرفي المجلس يدركان أهمية العلاقات مع أمريكا، ويعلمون أن اللقاء تم بطلب منها، من ثم هم مقتنعون بضرورة علاقتهم معها مهما كان الثمن".

ونفى جحا أن تستخدم قوى الحرية والتغيير هذا اللقاء لابتزاز المكون العسكري، للحصول على مكاسب سياسية، مستدركا بالقول: "ربما يحاول أحد مكوناتها تحقيق مكاسب سياسية إذا ما استعرت إدانة الرأي العام لإسرائيل وللتطبيع".

 

اقرأ أيضا: احتجاجات شعبية بالخرطوم ضد لقاء البرهان ونتنياهو (شاهد)

"مكاسب سياسية"

وحول ما هي المكاسب التي قد تسعى إليها قوى الحرية والتغيير عبر رفضها اللقاء، قال جحا: "هم يسعون لمكاسب مثل نقابات أو اتحادات مهنية، وربما تحالفات حزبية إذا ما تقرر إجراء انتخابات مبكرة".

بدوره أكد المحلل السياسي ومدير المركز السوداني لحقوق الإنسان وحرية الإعلام أمية يوسف أبو فداية أن المجلس السيادي سيبقى متماسكا، لكن سيسعى المكون المدني للحصول على مكاسب سياسية.

وأشار أبو فداية في حديث لـ"عربي21" إلى أن أحد المكاسب التي يسعى إليها المكون المدني، هي "تشكيل لجنة لمراقبة الأداء الحكومي والالتزام بالوثيقة الدستورية، خاصة أنه كان هناك خروقات كثيرة وآخرها لقاء البرهان بنتنياهو".

ولفت إلى أن هناك "شكوكا ظهرت بين المكون المدني ككل والمكون العسكري، وتجلت بعد بروز خروقات كثيرة تم التجاوز عنها في حينها، لكن التجاوز الأخير الذي قام به البرهان، جعلت الناس تراجع كل التجاوزات السابقة، وهذه المراجعة دفعت تجمع المهنيين أحد مكونات قوى الحرية والتغيير للطلب بوجود حسم سياسي للمحاسبة والمراجعة وفق الوثيقة الدستورية".

وأكد أن أكبر مكسب تسعى له قوى الحرية والتغيير، هو "وقف عملية التطبيع وأي خطوات سياسية أو عسكرية أو اقتصادية تسير في هذا الاتجاه قد تنتج عن هذا اللقاء".

وأضاف: "ستتجه قوى الحرية للتغير للسعي لإنشاء آلية تقوم بمتابعة أداء مؤسسات الدولة وفق الوثيقة الدستورية، التي تحكم العلاقة بين مؤسسات الدولة".

التعليقات (5)
أحمد
السبت، 08-02-2020 05:42 م
بالتأكيد الشعب السوداني سيرفض التطبيع
أحمد
السبت، 08-02-2020 05:42 م
الواقع العربي مرير سواء كحكام أو شعوب وكلنا مهزومين
التطبيع خيانة
السبت، 08-02-2020 04:50 م
كل مطبع خائن مهما كان منصبه
عروبي
السبت، 08-02-2020 04:48 م
كل الشعوب العربية ضد التطبيع
حسن السوداني
السبت، 08-02-2020 04:48 م
كلام سليم