هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية توجه انتقادات قاسية إلى المستوى السياسي الإسرائيلي، في ضوء توجهاته نحو إبعاد الأردن عن الإشراف على المقدسات الإسلامية في القدس؛ لأن ذلك قد يضر بالتنسيق الأمني القائم بين عمان وتل أبيب".
وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره المطول على موقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21"، أنه "رغم العلاقات الوثيقة بين الجيشين الإسرائيلي والأردني، وباقي الجهات الأمنية الأردنية، فإن أوساطا هناك تمارس تحريضا على إسرائيل، بزعم أنها تحاول تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، ما قد يشعل الأوضاع في الضفة الغربية بأسرها".
وأشار إلى أن "نقطة جديدة طرأت على علاقات الجانبين، إسرائيل والأردن، وقد تؤثر على تعاونهما الاستخباري، وهي صفقة القرن للرئيس دونالد ترامب، وصفقة الغاز التي وقع عليها الملك عبد الله الثاني، ولذلك فإن كبار ضباط المخابرات الإسرائيلية والجيش يطالبون المستوى السياسي بإبداء مزيد من الحذر تجاه التعامل مع المملكة؛ لأن المس بمكانتها في القدس قد تصيب بأذى كبير التنسيق الأمني والتعاون الثنائي بين الدولتين".
وأوضح أن "هذه السياسة الإسرائيلية قد تتسبب بتوتر الوضع حول الحرم القدسي، ما أشعل الأضواء الحمراء في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وخشيتها من أن حادثا واحدا ميدانيا كفيل بتصعيد الوضع في الحرم القدسي، ويؤدي لإشعال الضفة الغربية، وهو ما تسعى إليه حماس بصورة واضحة".
وذكر أنه "على طول 370 كيلومترا من الحدود الأردنية الإسرائيلية المشتركة، تعيش العلاقات الأمنية والعسكرية بين الجيشين الإسرائيلي والأردني تعاونا كبيرا، حتى إن المزارعين الإسرائيليين يشهدون على هذا الواقع الأمني الهادئ، باستثناء بعض الأحداث الموضعية المتفرقة، مثل تهريب السلاح والمخدرات والمتسللين من طالبي العمل من تركيا وجورجيا".
وأشار إلى أنه "في العموم تشهد هذه المنطقة الحدودية الأردنية الإسرائيلية هدوءا عاما، لذلك يكتفي الجيش حاليا بوحدات عسكرية متواضعة، وليس إقامة جدار أمني جديد بمليارات الشواكل، لأنه وفقا لشهادات المصادر الأمنية الإسرائيلية، فإن مستوى اليقظة الأمنية الأردنية عال جدا، وهناك مستوى متقدم من المباحثات بين الأجهزة الأمنية في كلا الجانبين".
وكشف النقاب أن "رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العام- الشاباك، نداف أرغمان، يجري اتصالات مباشرة مع نظيره الأردني، ما ساعده أكثر من مرة في حل أزمات ثنائية من وراء الكواليس، لكن النظر لعلاقات المستويين السياسيين في عمان وتل أبيب يرى الأمر مختلفا عن المستوى الأمني".
وأضاف أن "الأردن يعاني منذ فترة من مشاكل اقتصادية عاصفة، والملك عبد الله يسعى لاستيعاب هذه المشاكل؛ لمنع اندلاع أزمة خطيرة داخل المملكة، تتضمن نشوب احتجاجات ضده في الشارع الأردني، عبر مظاهرات كبيرة في البلاد".
وأوضح أنه "على الصعيد السياسي، يسير الملك في مسارات متناقضة: فهو من جهة وقع على اتفاقية الغاز مع إسرائيل، ومن جهة أخرى تخرج من قصره وبرلمانه تصريحات قاسية ضد إسرائيل، لكن الأوساط الأمنية الإسرائيلية تهدئ من روع الغاضبين الإسرائيليين، وتدعوهم لقراءة ما بين السطور، وعدم الاستفزاز من هذه التصريحات".
وختم بالقول إن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تحذر من نشوب أي حدث ميداني حول الحرم القدسي يؤثر على كل الشرق الأوسط، ما يتطلب من الحكومة الإسرائيلية المحافظة على استقرار التواصل مع المستويات السياسية والأمنية الأردنية".