هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "السلطان الراحل قابوس بن سعيد حاكم عمان استطاع أن يجسد فرضية قلما تكررت، وتقوم على إمكانية أن يكون صديقا لإيران وإسرائيل في آن واحد معا، وقد كان خسارة لإسرائيل ألا يتمكن من مصالحتها مع أعدائها في المنطقة".
ونقل جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي بالشؤون
العربية في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، عن "أفرايم هاليفي
ريس الموساد الأسبق أنه التقى قابوس للمرة الأولى عام 1975، أي بعد أربع سنوات فقط
على اعتلائه للسلطة في بلاده، من خلال انقلاب أطاح بأبيه، وقد جرى اللقاء في العاصمة
البريطانية لندن، وسافر هاليفي للقائه باعتباره مندوبا عن جهاز الموساد الإسرائيلي،
وهكذا تم استقباله من قبل السلطان الشاب".
وأكد أن "هذا الكشف يعطي دلالة عن
حجم العلاقة العميقة التي ربطت مسقط مع تل أبيب في مرحلة مبكرة، وبعد مضي عدة عقود
على ذلك اللقاء أقيمت علاقات رسمية بين الدولتين في 1996، حيث تم افتتاح ممثلية إسرائيلية
في سلطنة عمان، فيما وصل وفد دبلوماسي عماني رسمي إلى تل أبيب، وبعد أربع سنوات من
بدء هذه العلاقة الرسمية اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية، انتفاضة الأقصى أواخر
العام 2000".
وأشار خوجي، محرر الشؤون الفلسطينية في
إذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن "الانتفاضة أسفرت عن توقف استمرار العلاقات الرسمية
بين عُمان وإسرائيل، لكن الاتصالات السرية بينهما بقيت مستمرة طوال السنوات الماضية،
وشهدت تقديرا ثنائيا متبادلا، ويمكن رؤيتها نموذجا في الحد الأدنى عن علاقات إسرائيل
مع الملك الأردني الراحل الحسين، لأن العلاقات الإسرائيلية الأردنية خضعت لتأثير من
القضية الفلسطينية".
اقرأ أيضا: نتنياهو يعزّي بوفاة قابوس ويذكّر بدعوته لزيارة مسقط
وأكد أنه "بعد الإعلان عن وفاة قابوس
قال بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه كان زعيما كبيرا، كما أصدرت وزارة
الخارجية الإسرائيلية بيان تعزية، ووصفته بالصديق، مع أن تل أبيب ليس من عادتها توزيع
التعازي على من لا يستحقها".
وأوضح أنه "في أبريل 2019 فاجأت
سلطنة عمان الفلسطينيين والإسرائيليين بإعلان ذي علاقة بقضية الجانبين، حيث أوصى وزير
الخارجية العماني يوسف بن علوي بضرورة أن يغير العرب نظرتهم لإسرائيل، وبدلا من رؤيتها
عدوا، والخوف منها، فإنه يجب العمل على احتوائها، فلدينا نقطة مركزية يجب أخذها بعين الاعتبار
أن إسرائيل رغم القوة التي تحوزها، فإنها ليست مطمئنة لمستقبلها في هذه المنطقة".
جاءت أقوال بن علوي خلال مؤتمر دافوس
الاقتصادي السنوي الذي عقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، وأضاف أن "إسرائيل ليست دولة
عربية وسط محيط عربي، فيه أربعمائة مليون عربي، وهي ليست آمنة في إمكانية بقائها في
المنطقة، ويجب علينا نحن العرب أن نفكر بذلك، وتبديد مخاوفها من خلال اتفاقات حقيقية
بيننا، بين الأمة العربية وإسرائيل".
وأكد أن "تصريحات بن علوي شكلت محاولة
عمانية لجسر الفجوات بين إسرائيل والعرب، رغم أن هذا الوزير العماني المخضرم يعلم أن
دعوته هذه لن تلقى آذانا صاغية، على الأقل في المدى المنظور، لكنه أراد زرع فكرة التعايش
في أذهان العرب، مع أن ابن علوي عرف الإسرائيليين جيدا عن قرب، وخلال حقبة عمله الطويلة
وزيرا للخارجية لمدة 23 عاما قرأ التاريخ اليهودي جيدا".
وختم بالقول: "الخلاصة أن قابوس
أثبت خلال سنوات حكمه الخمسين، أنه يمكن إقامة صداقات مع الجميع دون إزعاج أحد، بدليل أن من جاءوا لتعزيته هم من جهات ليست متوافقة مثل سوريا والسعودية وإيران وحماس وقطر، لأنه
أدار سياسته الخارجية من وراء الكواليس بصورة هادئة، واليوم في حال واصل السلطان هيثم
بن طارق طريق سلفه قابوس، فربما نجد وساطة عمانية جديدة للتوسط بين إسرائيل وأعدائها
في المنطقة".