هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتبة ستيفاني دالي، تقدم فيه نظرة للشرق الأوسط عام 2019، كما وردت في موقع "مونكي كييج" التابع للصحيفة.
وتقول دالي في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إن "العام الذي يقترب من نهايته كان حافلا بالاضطرابات، وشهد موجة جديدة من التظاهرات، تحدى فيها المتظاهرون حكومات الجزائر والعراق ولبنان وإيران والسودان، وسحبت فيه الولايات المتحدة قواتها من سوريا، في وقت تتخذ فيه الحرب هناك مسارا ينذر بالخوف، ووصل التوتر بين السعودية وإيران لأعلى درجاته، وقتلت الولايات المتحدة زعيم تنظيم الدولة".
وتشير الكاتبة إلى مفاجآت دونالد ترامب وتحولاته في السياسة الخارجية، الذي أدت إعلاناته المفاجئة إلى حيرة المسؤولين، و"لعل أهمها قراره سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر، تاركا المقاتلين الأكراد دون حماية من القوات التركية التي دخلت شمال سوريا، ودخلت القوات التركية الشمال السوري، وأظهرت البيانات التي جمعتها الصحيفة أن معظم الأتراك دعموا الحملة بعد تحولهم ضد اللاجئين السوريين".
وتلفت دالي إلى أن "هذا القرار كان واحدا من عدة قرارات، ففي آذار/ مارس، أعلن أن الولايات المتحدة ستعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة، وأثر هذا التحرك على المحاولات كلها التي تبذل لتحقيق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيلين، وقد يخرب القرار المعاهدتين التي وقعتهما إسرائيل مع كل من الأردن ومصر".
وتذكر الكاتبة أن وزير الخارجية مايك بومبيو أعلن في نيسان/ أبريل عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ووصفت هذه الخطوة بأنها قد تخرب العلاقات المتوترة أصلا بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرة إلى أن مقالا نشرته الصحيفة كشف عن أن أي مواجهة عسكرية مع إيران لن تلقى شعبية بين الأمريكيين.
وتنوه دالي إلى التظاهرات التي شهدها العالم وبأرقام قياسية، بما فيه الشرق الأوسط، وأشار مارك لينتش إلى أهمية التظاهرات التي شهدها السودان في كانون الأول/ ديسمبر 2018، والتظاهرات الجزائرية في شباط/ فبراير.
وتفيد الكاتبة بأنه في بداية عام 2019، وبعد تسعة أشهر من الجمود، اتفقت النخبة اللبنانية على تشكيل حكومة جديدة، حيث وصف جيفري كرم التحديات والفرص التي تواجه البلد والإصلاحات التي يطالب بها المتظاهرون وإمكانية قطع الدعم الأمريكي، ووصفت مقالات الموقع انتشار التظاهرات في أنحاء لبنان كلها، التي جاءت بعد قرار الحكومة رفع ضريبة المكالمة من خلال تطبيق "واتساب"، مشيرة إلى أن التظاهرات استمرت حتى بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وتقول دالي إن "الأمر ذاته حدث في العراق، فاستمرت التظاهرات بعد استقالة عادل عبد المهدي ومقتل أكثر من 300 شخص، ورغم عدم تغيير التظاهرات للوضع في العراق، إلا أنها غيرت الطبيعة التي ينظر فيها العراقيون لأنفسهم".
وتشير الكاتبة إلى أن التظاهرات بدأت في الجزائر لتغيير بنية الحكم، واستمرت طوال العام، لافتة إلى أن دراسة مسحية أعدتها شبكة "أراب باروميتر" كشفت عن أن الجزائريين ليسوا معنيين بترتيبات المؤسسات السياسية وطبيعتها أكثر من مطالبتهم بحكومة تستجيب لحاجاتهم الأساسية.
وتبين دالي أن الحكومة في إيران ردت على تظاهرات اندلعت في تشرين الثاني/ نوفمبر بالقوة، وقتلت أكثر من مئة متظاهر، مشيرة إلى أن الصحيفة رأت أن القمع قد يوقف التظاهرات بشكل مؤقت، لكنه لن يمنعها في حال استمرت لمدة طويلة.
وتقول الكاتبة إن التظاهرات التي عمت المنطقة ربما دفعت الحكومة الإيرانية للرد بعنف على الاحتجاجات، كما كتبت دينا إسفنداري، فـ"طهران واثقة من ضعف سكانها، لكنها أقل ثقة بقوة موقعها في المنطقة بسبب التظاهرات المستمرة في العراق ولبنان".
وتنقل دالي عن مارك لينتش، قوله إن الدور الأمريكي في المنطقة يخفت بسبب تخندق الولايات المتحدة، ومن أجل ملء الفراغ فإن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان واصل بتبني سياسات طموحة حول العالم، بما فيها الاقتصاديات المهمة في آسيا، وهو ما كشف عن تحولات جيوسياسية مستمرة.
وتلفت الكاتبة إلى أن دول الخليج قاطعت خلال 30 شهرا قطر، إلا أن كريستبين كوتس أولرتشيسن أشار إلى محاولات السعودية البحث عن حل، وعندما عقدت القمة الخليجية في 10 كانون الأول/ ديسمبر كتب أنه في الوقت الذي لم يحصل فيه أي تغيير، إلا أن "الحوار سيتواصل بين السعودية وقطر إلى جانب الوساطة الكويتية المستمرة".
وتنوه دالي إلى أن شركة "تويتر" قررت في أيلول/ سبتمبر وقف عدد من الحسابات المرتبطة بالسعودية والإمارات ومصر، مستدركة بأن هذه الحسابات هي أقل من العدد الضخم من تلك الحسابات المرتبطة بالحكومات العربية المسؤولة عن حملات التضليل، بحسب ما كتب مارك أوين جونز.
وتقول الكاتبة إنه بالنسبة للحرب الأهلية السورية، فقد بدأ العام بتلويح ترامب بفكرة "المحور الآمن الجميل" في سوريا، الذي قالت سارة بلانا إن من الصعب إقامته، مؤكدة أنه يمكن لمحور الآمن أن يزيد من العنف، كما كتب ليونيل بهنر.
وتختم دالي مقالها بالقزل إنه على صعيد الإرهاب، فإن إدارة ترامب قامت في تشرين الأول/ أكتوبر بقتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، مشيرة إلى أن جينا جوردان تساءلت عما حققته عملية القتل، فتم إضعاف الخلافة، لكن "البغدادي أنشأ منظمة بيروقراطية قادرة على تحمل خسارة القادة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)