هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ذا إنترسيبت" مقالا للمعلق مهدي حسن، يدعو فيه إلى عدم نسيان أن السعودية تسجن وتعذب الناشطة في مجال حقوق المرأة، لجين الهذلول.
ويبدأ حسن مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول: "لا أعرفها، ولم ألتق بها، ومع ذلك في كل مرة أرى صورتها قلبي يتحطم، ربما لابتسامتها المليئة بالأمل والمثالية والمشبعة بالشباب والتفاؤل، مع معرفتي أن هذه الابتسامة قد ذهبت، فهي سجينة في قبو في الرياض في السعودية".
ويقول الكاتب إن "هذه هي لجين الهذلول البالغة من العمر 30 عاما، والناشطة في مجال حقوق الإنسان، التي طالبت برفع الحظر السخيف على قيادة المرأة للسيارة في بلدها، وإلغاء قانون ولاية الرجل على المرأة، وجاء اعتقالها واحتجازها في أيار/ مايو 2018 إلى جانب الناشطات الأخريات، مثل إيمان النجفان ونوف عبد العزيز، اللاتي طالبن بتحسين أوضاع المرأة في السعودية".
ويشير حسن إلى أن "الرسالة وراء اعتقال الناشطات كانت واضحة: لن يحدث أي إصلاح إلا بناء على أوامر من العائلة المالكة، وبموافقة منها، وهذه عملية تأتي من فوق لتحت، ويدعمها الديكتاتوريون لا الديمقراطيون".
ويبين الكاتب أنه "نتيجة لهذا، فإنه أصبح للمرأة الحق في قيادة السيارة، فيما جردت النساء اللاتي طالبن بهذا الحق من حقوقهن كلها، واعتقلن ووضعن خلف القضبان في أماكن مجهولة، وتعرضن لعمليات انتهاك وتعذيب وحشية، ومع ذلك صمدت الناشطات، وأظهرت الهذلول شجاعة وقوة لا مثيل لها، وقالت عائلتها إن السلطات السعودية عبرت عن استعداد للإفراج عنها لو وافقت على نفي التعذيب الذي حصل عليها وعبر شهادة مصورة، لكنها رفضت".
ويلفت حسن إلى أن شقيقتها علياء الهذلول، كتبت في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في بداية العام الحالي: "قالت إنها في حجز انفرادي، وتعرضت للضرب والإيهام بالغرق والصدمات الكهربائية والانتهاك الجنسي، وهددت بالاغتصاب والقتل"، وهو ما قالته لجين لوالديها في أثناء زيارة نادرة لها في السجن، "ثم شاهد والدي كدمات زرقاء على فخذيها".
ويقول الكاتب: "دعونا نقول بوضوح إن من السهل على الليبراليين والمحافظين في الولايات المتحدة شجب السعودية لانتهاكات حقوق الإنسان، خاصة تعذيب السجناء السياسيين، إلا أن أمريكا متواطئة وبشكل مخجل في هذه المعاملة الوحشية للهذلول وزميلاتها الناشطات".
ويضيف حسن أنه "كان بإمكان الولايات المتحدة، التي تعد السعودية حليفا مقربا الإصرار على الإفراج عنها، وعلينا تذكر أن مستشار وصهر الرئيس دونالد ترامب، جارد كوشنر، هو صديق قريب من محمد بن سلمان ويتواصلان معا عبر (واتساب)، والسؤال هو ما الذي يمنع جارد من إرسال رسالة إلى محمد بن سلمان يطالبه بالإفراج عنها؟ ولماذا لم تقم زوجته إيفانكا، التي تعمل في البيت الأبيض مثله، وزارت الخليج في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تفاخرت بجهودها لتعزيز وضع المرأة، بالمطالبة علنا بالإفراج عن الهذلول؟ وهي نقطة تحدث عنها حسن منهاج في نتفليكس أمام حشد من الحضور، في حفلة (تايم) لأهم 100 شخصية، وذلك في نيسان/ أبريل".
ويورد الكاتب نقلا عن منهاج، قوله إن "هذه غرفة قوية، وكما تعلمون، فأنا أعرف أن هناك أشخاصا مؤثرين هنا"، وكان منهاج يشير إلى كوشنر الذي لم يكن بعيدا عنه، وقال: "سيكون من الجنون، لا أعلم، لو قام مسؤول بارز في البيت الأبيض وأرسل رسالة نصية لـ(أم بي أس/ محمد بن سلمان) عبر (واتساب)، وقال له: (ربما ساعدت بإخراج ذلك الشخص من السجن لأنه لا يستحق ذلك)، لكن هذا جنون، وربما كان هذا الشخص موجودا في الغرفة، لكن هذه فرضية كوميدية".
وينوه حسن إلى أن تحقيقا لوكالة أنباء "رويترز" كشف عن مساعدة مجموعة من المسؤولين السابقين في البيت الأبيض ومتعهدين أمنيين أمريكيين، الإمارات العربية المتحدة، في تطوير برنامج رقابة سري اسمه "دريد"، الذي ساهم في اعتقال لجين الهذلول وترحيلها إلى السعودية.
وينقل الكاتب عن التقرير، قوله: "في عام 2017 قام عملاء باختراق رسائل إلكترونية للناشطة السعودية لجين الهذلول، بعدما تحدت المنع ضد قيادة المرأة للسيارة، بحسب ما قال عامل سابق في البرنامج، وكانت الهذلول قد اعتقلت قبل سبعة أعوام لمدة 73 يوما عندما قادت سيارتها من الإمارات، حيث كانت تدرس إلى السعودية".
ويفيد حسن بأن العاملين في البرنامج أطلقوا اسما سريا على لجين هو "السيف الأرجواني"، مشيرا إلى أنه في عام 2018، وقبل أسابيع من رفع الحظر عن قيادة السيارة، اعتقلت الهذلول في الإمارات ووضعت على طائرة خاصة متجهة إلى السعودية.
ويورد الموقع نقلا عن شقيق الناشطة، وليد الهذلول، قوله: "هذا أمر مثير لخيبة الأمل، وهو أن ترى الأمريكيين وهم يستخدمون المهارات التي تعلموها هنا في الولايات المتحدة لدعم هذا النظام"، وأضاف الهذلول الذي يقيم في كندا: "إنهم مثل المرتزقة".
ويشير الكاتب إلى أن مؤتمر الاستثمار، الذي عقد في تشرين الأول/ أكتوبر، الذي قاطعه رجال الأعمال العام الماضي بعد مقتل جمال خاشقجي، شهد هذا العام حضور عدد من الشركات ذات الوزن الثقيل، مثل "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان تيس" و"سيتي غروب" و"بلاك روك"، وقد برر البعض حضورهم بأنه محاولة لتعزيز التغيير في المملكة.
ويتساءل حسن قائلا: "ما هو التغيير؟ هل المهرجانات ومباريات المصارعة ودور السينما ستلغي الانتهاكات المستشرية والمتصاعدة لحقوق الإنسان؟".
ويلفت الكاتب إلى من يروجون لمحمد بن سلمان، مثل الزميل في المعهد المحافظ هدسون، والمسؤول السابق في فريق جورج دبليو بوش، مايكل دوران، الذي أشاد بـ"أكبر مهرجان موسيقي في الشرق الأوسط"، قائلا: "هل هو في دبي؟ تل أبيب؟ لا، دعني أبحث في مفكرتي، هذا مكان اسمه الرياض".
ويقول حسن إن "من يحاولون الترويج لمحمد بن سلمان ويتجاهلون قمعه للناشطات مثل الهذلول هم على الجانب الخطأ من التاريخ، فلا شك لدي أن الديمقراطية ستأتي لأنحاء الشرق الأوسط كله، سواء لحلفاء أمريكا، السعودية أو الإمارات وقطر، أو إلى أعداء أمريكا في سوريا وإيران، لكنها ستأتي من القاع إلى القمة وليس العكس".
وينقل الكاتب عن سارة لي ويتسون، من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، قولها لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن "الشعب السعودي مدين بدين كبير للجين".
ويعلق حسن قائلا: "نحن مدينون لها؛ لأنها تذكير بأن النساء والشباب كانوا في الجبهة الأمامية للإصلاحات والثورات في العالم العربي وخارجه، وهي دليل حي على أن الديكتاتوريين والمستبدين، مثل (أم بي أس) قد يستقبلون بالأحضان في أروقة السلطة في واشنطن، إلا أن رعاياهم لن ينحنوا لهم".
وينوه الكاتب إلى أن لجنة نوبل منحت في تشرين الأول/ أكتوبر جائزة نوبل للسلام لرئيس الوزراء الإثيوبي المثير للجدل آبي أحمد، فيما قامت مجلة "تايم" باختيار الفتاة غريتا ثانبيرغ شخصية عام 2019.
ويختم حسن مقاله بالقول: "سأضيف اسمي الخاص لشخصية عام 2019، واختياري لجائزة السلام والعدالة للعام هو لجين الهذلول، ولا يمكننا تناسيها في عام 2020".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)