صحافة دولية

MEE: لهذا فإن الانقلاب ضد موراليس هو انقلاب لصالح إسرائيل

ميدل إيست آي: الانقلاب ضد موراليس هو انقلاب لصالح إسرائيل- أ ف ب
ميدل إيست آي: الانقلاب ضد موراليس هو انقلاب لصالح إسرائيل- أ ف ب

نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للكاتبة بيلين فرنانديز، تتحدث فيه عن الأوضاع الجديدة في بوليفيا، قائلة إن الانقلاب على إيفو موراليس يعد انقلابا لصالح إسرائيل.

 

وتشير فرنانديز في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن اليمين المتطرف في بوليفيا يرغب في إعادة غزو البلد، وتفكيك تضامنه مع القضية الفلسطينية، وجلب المستشارين الإسرائيليين لسحق المحتجين ضد حكومة اليمين الجديدة.

 

وتقول الكاتبة: "بعد فترة قصيرة من الإطاحة بالرئيس البوليفي الذي يميل لليسار إيفو موراليس، في انقلاب دعمته الولايات المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر، الذي قدم على أنه رد على التزوير الانتخابي، قامت الحكومة اليمينية المتطرفة، التي نصبت نفسها، بالإعلان عن استئناف العلاقة مع إسرائيل".

 

وتلفت فرنانديز إلى أن موراليس قطع العلاقة مع إسرائيل عام 2009 أثناء عملية الرصاص المسكوب ضد قطاع غزة، التي قتل فيها حوالي 1400 فلسطيني، بينهم 300 طفل، مشيرة إلى أنه رغم أن إسرائيل تصور نفسها على أنها ضحية رئيسية للحرب، إلا أن معدل القتلى المدنيين بينها وبين الفلسطينيين هي بنسبة 400- 1.

 

وتذكر الكاتبة أنه في أثناء حمام الدم الذي ارتكبته إسرائيل عام 2014 في عملية الجدار الصلب، التي قتل فيها 2251 شخصا، وصف موراليس إسرائيل بـ"الدولة الإرهابية"، ولهذا السبب فإنه لم يكن مستغربا مسارعة إسرائيل للتقارب مع الحكومة الجديدة بعد تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث ذكر الموقع الإسرائيلي "واينت نيوز" أن "استئناف العلاقات بين بوليفيا وإسرائيل كان ممكنا في نهاية حكم الرئيس العدواني أبو موراليس" (ومن غير المعلوم إن كانت كلمة أبو هي خطأ مطبعي لكتابة اسم إيفو، أو أنها محاولة ساخرة لتعريف اسم الرئيس السابق). 

 

وتفيد فرنانديز بأن علاقات التقارب زادت من خلال طلب النظام الجديد المساعدة من إسرائيل لتدريب وحدات الشرطة على أساليب مكافحة الإرهاب، ففي 5 كانون الأول/ ديسمبر قال وزير الداخلية المؤقت أرتورو موريلو لوكالة أنباء "رويترز": "لقد وجهنا الدعوة لهم لمساعدتنا، وهم متعودون على التعامل مع الإرهابيين، ويعرفون كيفية التعامل معهم، وكل ما نريده هو جلب السلام". 

 

وتنوه الكاتبة إلى أن الإرهابيين الذين يتحدث عنهم وزير الداخلية، كما تقول الوكالة الإخبارية، هم "اليساريون المتشددون الذين يزعم علاقتهم بحكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ومهربو المخدرات الذين زعمت الحكومة المؤقتة أنهم وراء حملة الاضطرابات الدموية في البلاد"، مشيرة إلى أنه بعبارة أخرى هي توليفة من التبريرات التي تتهم اليسار بالمذابح التي ارتكبها الجيش البوليفي والشرطة هناك. 

 

وتقول فرنانديز إن "تجربة إسرائيل المزعومة في التعامل مع الإرهاب، وهي الدولة التي قامت بعمليات تطهير عرقي مستمرة، وعرقلت محاولات التسوية السلمية، تجعل منها مرشحة قوية لمساعدة البوليفيين على تحقيق السلام". 

 

وتستدرك الكاتبة بأن "تجربة إسرائيل في القمع والوحشية هي ما تجعل من أساليبها مقبولة لحكومة اليمين المتطرف في بوليفيا وغيرها، ففي أمريكا اللاتينية كانت إسرائيل متواطئة في كل شيء، من تسليح فرق الموت في غواتيمالا والسلفادور إلى تغذية سلوك الديكتاتور التشيلي السابق أوغستينو بينوشه، والنزعات الجديدة للنظام الحالي في ذلك البلد، وليس مصادفة أن تصوب القوات الإسرائيلية والتشيلية على عيون المتظاهرين في وقت واحد". 

 

وتشير فرنانديز إلى أن الحكومة اليمينية في بوليفيا تتفق مع إسرائيل على أهمية تطهير الهوية المحلية للسكان الأصليين في البلاد، لافتة إلى أنه في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل محو الهوية الفلسطينية فإن اليمين البوليفي يتطلع لإعادة عكس تمكين للسكان الأصليين، الذي تحقق في عهد موراليس، الذي كان أول رئيس يمثل السكان الأصليين، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر قتل 33 من المعارضين، ومعظمهم من السكان الأصليين، وجرح المئات في مواجهات مع قوات الأمن البوليفية، التي كشفت عنها الصحافية البوليفية جاكلين كوفاريك في مقابلة مع "ريل نيوز نتوورك". 

 

وتنقل الكاتبة عن كوفاريك، قولها إنه بعد رحيل موراليس "بدأ الناس، خاصة الجيش، بحرق العلم (ويفالا) بألون قوس القزح التي مثلت السكان الأصليين والأفرو بوليفيين، وهو العلم الذي لا يمثل سكان بويبلوس الأصليين، بل سكان الأنديز كلهم". 

 

وتستدرك فرنانديز بأن الاضطرابات، كما يقول اليمين، هي من عمل اليسار المرتبط بفنزويلا ومهربي المخدرات.

 

وتقول الكاتبة إنه "كما هو متوقع فقد رحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة بوليفيا للعلاقة مع إسرائيل، أما الموقع اليميني الأمريكي (بريتيبارت) فمدح الرئيسة الانتقالية جينين إنيس، التي (ستستخدم وقتها في الرئاسة لإعادة تأهيل البلاد بعد عقد تقريبا من الحكم الاشتراكي، وكان استئناف العلاقات مع إسرائيل بندا على قائمة الإصلاحات التي ترغب في تحقيقها)". 

 

وتتساءل فرنانديز قائلة إنه بعد هذا كله فما الذي يهم المواطن البوليفي العادي الذي يكافح من أجل البقاء في إعادة العلاقة مع إسرائيل؟ 

 

وتختم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنه بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"، فإن وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتز قال إن استئناف العلاقات "يساهم في علاقات إسرائيل الخارجية وموقعها الدولي"، ولهذا كله فإن الانقلاب ضد موراليس هو انقلاب لصالح إسرائيل.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)