فجأة قرر محافظ
الأقصر إزالة مجسم مفتاح الحياة الذي كان يمثل دلالة حضارية وكوزمو بوليتانية، فضلا عن وجوده بميدان الأقصر العريق أمام معبد الأقصر المهيب، متذرعا بحجج واهية، وهي أن المادة المصنوع منها عاكسة للضوء؛ مما يسبب ضيقا للسياح الأجانب، ومنها أيضا، أنه من غير اللائق، وضع مفتاح الحياة؛ المشغول بمواد صناعية، أمام جلال المعبد
التاريخي للأقصر، وإضافة إلى ذلك رداءة الصنع.
أثار هذا القرار زوبعة بين أهل الأقصر الرافضين لهذا القرار، ورواد المواقع الاجتماعية المختلفة، وأجمعت كل الآراء على جمال مفتاح الحياة، وجودة صنعه وجماله.
وتساءل الجميع: لمصلحة من تتم الإزالة؟ وهل هذه هي الأسباب الحقيقية لهذا القرار؟ أم هناك أسباب أخرى؟ ولمصلحة من تتم إزالة كل الجمال بقرارات عنترية؟
ويقال ضمن ما قيل، إنه تمت الإزالة لقرب الشبه بين مفتاح الحياة، وصليب أعزائنا المسيحيين.
إن صحت هذه المعلومة، يؤسفني أن أعلنها أننا مقبلون على موت الحضارة في مشهد عبثي بامتياز، فهل نحن أمام عملية منظمة وممنهجة لإزالة الجمال من حياتنا؟
وذلك بدءا من مذابح قطع الأشجار التي كانت تزدان بها شوارع
مصر المحروسة، مرورا بإزالة البيوت الأثرية البديعة؛ لتحل محلها كيانات معمارية قبيحة المنظر، ومشوهة للذوق السليم، وانتهاء بمسألة إغلاق كل المقاهي التي لها تاريخ طويل من العراقة.
أعتقد أن مسلسل الإزالة ليس عليه رقابة تهمها مصلحة الوطن، وإلا ما الذي يحدث لكي تمتد يد المعاول إلى هذا الحد أو ذاك، لتزيل الجمال الذي يعطي لوجودنا معنى المشروعية، ويقوي رهاننا على مستقبل مشرق؟ فالجمال هو إكسير الحياة فلا تحرمونا من.. مفتاح الحياة.