سياسة عربية

"أمن الدولة" السعودية تتراجع عن وصف "النسوية" بالتطرف

رأى فيديو  "أمن الدولة" أن النسوية من ضمن أشكال التطرف المرفوض- جيتي
رأى فيديو "أمن الدولة" أن النسوية من ضمن أشكال التطرف المرفوض- جيتي

تراجعت رئاسة أمن الدولة السعودية عن فيديو وصفت فيه ما يعرف بتيار "النسوية" بأنه ضمن المصنفين تحت قوائم "التطرف".

 

ونشرت وكالة الأنباء السعودية "واس" بيانا لأمن الدولة، قالت فيه إن الفيديو الذي نشرته الإدارة العامة لمكافحة التطرف برئاسة أمن الدولة بشأن مفهوم التطرف، لم يكن موفقا من قبل القائمين عليه.

 

وتابع البيان بأن الفيديو احتوى على أخطاء في تعريف التطرف، "كما تبين أن من قام به ونشره تصرف بشكل فردي جانب الصواب، ما استدعى التحقيق في ذلك، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هيكلة التعامل مع الإعلام الجديد، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مجددا".

 

وفي السياق ذاته، أشارت رئاسة أمن الدولة إلى أن "ما نشرته صحيفة الوطن بتا ريخ 11/ نوفمبر/ 2019 تحت عنوان (عقوبات مغلظة للنسويات تصل إلى السجن والجلد) هو خبر عار عن الصحة".

 

وأضاف البيان أن "رئاسة أمن الدولة ليست جهة تنظيمية أو قضائية، كما هو منصوص عليه في النظام الأساسي للحكم والأنظمة الأساسية الأخرى".

 

وأوضحت أنها قامت بالإجراءات النظامية اللازمة ضد صحيفة "الوطن" لدى الجهات المختصة.

 

وصنف الفيديو المقصود الذي نشرته أمن الدولة، النسوية، والإباحية، والشذوذ الجنسي، بأنها تطرف أيضا، مثل التطرف الفكري.

وتابع الفيديو: "يعدّ التطرف بكافة أشكاله آفة مجتمعية من المهم الحذر والتحذير منها. فهناك من يتشدد لمسائل بعينها، وهناك من يتحلل من تعاليم الدين وقيم المجتمع، وفريق ثالث يغالي في ولائه للجهة التي ينتمي إليها على حساب الدين والوطن".

وأضاف: "كل هذه الأشكال تطرف مرفوض نتكامل لمكافحته".

 

وتعد الحركة النسوية في السعودية من الأنشط في المنطقة، وتختلف من يحملن توجهاته هذه الحركة غير المنظمة في درجة الولاء أو العداء للحكومة، وهو ما دفع الأخير للزج ببعض الناشطات النسويات في السجن.

وأثار مقطع مكافحة التطرف جدلا واسعا بين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد له، ورافض له بحجة حمله تحريضا ضد فئات واسعة من المجتمع.

 

من جانبه انتقد محمد السعيدي، الدكتور بأصول الفقه بجامعة أم القرىتعليق على صفحته بتويتر رفض هيئة حقوق الإنسان تجريم النسوية وقال: "جرمتموها في هيئتكم أم لم تجرموها، هذا لا يغير من الواقع شيئاً فهي جريمة عند الله وعند رسوله وعند خلقه.. ويجب عليكم مراعاة المصطلحات، فالنسوية مصطلح معاصر يطلق على هيئات تطالب بالشذوذ وزواج المثليات وووو وما تتحدثون عنه حقوق شرعية ليس لها علاقة بالنسوية".

وأوضح السعيدي في سلسلة تغريدات: " شكراً لأكثر التعليقات.. لكن يلاحظ أن الالتباس أو التلبيس يجري بقوة بين الحركة النسوية وبين تصحيح الأخطاء الاجتماعية والنظامية بحق المرأة؛ والأمران منفصلان ولا علاقة بينهما ،إلا أن النسوية حين تدخل إلى المجتمعات النظيفة تحاول أن تجد لنفسها مكانا عبر بوابة الحقوق ومظلومية المرأة.. وهذا أمر سبق ونبه إليه كثيرون ممن هم أكثر كفاءة ومعرفة في هذا الباب مني".

وتابع: "ومع ذلك يستمر النسويون والنسويات في محاولة إيهام أنهم طلاب حقوق يكفلها الدين والعرف لأنهم لن يجدوا مدخلاً لهم في المجتمعات المحافظة إلا بهذه الطريفة.. ولذلك يجب الحذر والتفريق بين النسوية والحقوق الشرعية".

وأضاف: "من طرق النسويين: تضخيم الحالات الفردية الخاطئة والحديث عنها بغزارة وتصويرها وكأنها وباء اجتماعي يقع في كل بيت وذلك للوصول إلى وضع نظام كلي يتماشى مع الفكر النسوي، مثال ذلك زواج القاصرات من طاعنين في السن يتم تصويره عندهم وكأنه أمر يقع في كل بيت للوصول إلى تحديد سن الزواج بـ18سنة"

وقال إنهم "في المقابل لا يتحدثون عن العنوسة ولا يبحثون عن حل لمشكلة تأخر الشباب في الزواج، لأن الحقيقة هي أن الطرح النسوي وليس الطرح المنخدع بالنسوي مشكلته مع الزواج وليست مشكلته مع عدم الزواج؛ بل حقيقة الطرح النسوي الذي تصرح به المنظمات النسوية في الخارج: إيجاد بدائل للعنوسة غير الزواج".

وأردف السعيدي قائلا: "وكذلك يتحدثون عن التحرش ولا يتحدثون عن أسبابه لأنهم حقيقة لا يهمهم القضاء على التحرش، لكن المهم لديهم النجاح في الوصول إلى أنظمة تعطي الفتيات حق عرض أنفسهن دون وازع من دين أو حياء ومن غير خوف من أي تعرض لهن في أسوء أحوالهن فالمقصود بمنع التحرش بالفتيات منع التعرض لهن مطلقا".

ولفت إلى أن "الحركة النسوية عالمية ظهرت أوائل القرن الميلادي الماضي وربما قبله؛ غايتها الوصول إلى عالم منقلب على فطرته تسقط فيه الأسرة والعفاف والحياء والرجولة والأنوثة، ونجحوا بشكل لم يكن العقل ليصدقه في الغرب والشرق ويعملون على جر بلادنا لهذا الأتون مستخدمين ذريعة الحقوق".

 

 

اقرأ أيضا: السعودية تصنف "النسوية" و"المثلية" في قائمة التطرف (شاهد)

 

التعليقات (0)