هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عادة ما توصف معتقداتها السياسية بأنها شعبوية يسارية.
تصنف ضمن أهم التقدميين في الولايات المتحدة الأمريكية بحسب مجلة "نيوستيتسمان" البريطانية.
يشن عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمحافظين واليمين الأمريكي حربا بوصفها أحد أطراف "عصابة الاشتراكيين" .
اليزابيث آن وارن المولودة عام 1949 في أوكلاهوما، والحاصلة على شهادة الحقوق من جامعة هارفارد، متخصصة بقوانين الإفلاس.
اهتمت وارن بالأزمة المالية عامي 2007 و2008 وأشرفت على برنامج إغاثة الأصول للشركات المتعثرة خلال رئاسة باراك أوباما.
واشتهرت في الأزمة المالية قبل 10 سنوات، عندما انتقدت بشدة البنوك الكبرى، والرأسمالية "غير المنضبطة".
وضغطت وقتها على أوباما لمنع تدخل الحكومة الفدرالية لإنقاذ الشركات الأميركية المتعثرة، ووضع ضوابط تشريعية على أعمالها مما جعلها العدو الأول لشركات "وول ستريت".
كما كسبت تعاطف الرأي العام بدعوتها لحماية المستهلكين، ودخلت في خلاف مع إدارة أوباما عدة مرات بسبب أفكارها الليبرالية.
وفيما بعد ستنتخب عام 2012 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي كأول امرأة تصل لمنصب سيناتور في ولاية ماساتشوستس, وأعيد انتخابها لفترة ثانية في " الشيوخ" عام 2018 في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي.
إعلان ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 عن الحزب الديموقراطي لم يمر دون تعليقات مستفزة من الرئيس ترامب الذي علق في "تويتر" بقوله: "في بعض الأحيان أطلق على إليزابيث وارن اسم "بوكاهانتس"، ابنة الأمريكيين القدماء (الهنود الحمر)، التي أسرها الإنجليز في حربهم ضد الأمريكيين القدماء".
وتابع: "انضمت وارن للسباق الرئاسي. هل ستكون أول سيدة من الأمريكيين القدماء تترشح للرئاسة الأمريكية، أم ستقرر بعد 32 عاما أن هذا الأمر لن يسير بطريقة جيدة".
وردا على سؤال، عما إذا كان يعتقد أن السيناتور وارن ، تؤمن فعلا بإمكانية فوزها في الانتخابات القادمة، قال ترامب: "لا أعرف ذلك، عليك أن تسأل طبيبها النفساني عن ذلك".
ومن المعروف، أن ترامب، ينتقد بشكل دوري، وارن، ويتهمها بالكذب بخصوص وجود هنود حمر في عائلتها، ولهذا السبب يقارنها بالأميرة الهندية "بوكاهونتاس".
وتقول إليزابيث وارن إن والدتها تنتمي إلى قبيلتي شيروكي وديلاوير. وردا على انتقادات ترامب، خضعت وارن، للاختبار الجيني لإثبات صحة كلامها، وظهر من النتائج وجود دماء هندية حمراء في عروقها، لكن معظم أسلافها كانوا أوروبيين.
وارن، من جانبها، لا تترك ترامب وشأنه فهي تواصل انتقاده قائلة: "إن الشخص الذي يجلس في البيت الأبيض الآن ليس هو السبب في عدم النجاح في بلدنا. إنه ببساطة أحدث وأشد أعراض ما هو خطأ في أمريكا، وهو نتاج نظام مزور يدعم الأغنياء والأقوياء، ويصب على الآخرين الوحل".
وران تؤيد جميع الإجراءات التي تسعى إلى عزل ترامب من منصبه على خلفية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، والاتصال الهاتفي مع الرئيس الأوكراني وتحريضه ضد المرشح جو بادين.
وحتى هذه اللحظة، تعتبر وارن، أحد أبرز المرشحين "الديمقراطيين"، إلى جانب نائب الرئيس السابق بايدن، والسيناتور بيرني ساندرز، الأقرب إلى وارن، والمنافس الأقوى لها في الانتخابات التمهيدية التي ستجرى في يوليو/ تموز المقبل، ويعقبها انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام ذاته.
تبدو المرشحة الديمقراطية "منفتحة" في قضية المساعدات لـ"إسرائيل" وأهمية ربطها بشرط وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وعندما سُئلت عن موقفها من الاستيطان والمساعدات، قالت: "في الوقت الحالي، يقول نتنياهو إنه سيعمل على زيادة المستوطنات، ولكن هذا لا يدفعنا في اتجاه حل الدولتين".
وأكدت أن السياسة الرسمية للولايات المتحدة هي "دعم حل الدولتين"، وقالت: "إذا كانت إسرائيل تتحرك في الاتجاه المعاكس، فكل شيء مطروح على الطاولة".
وانتقد بعض المرشحين "الديمقراطيين"، بناء المستوطنات وحصار غزة، وقال ساندرز في تغريدة نشرها العام الماضي : "في الوقت نفسه، لا يزال الوضع في غزة يمثل كارثة إنسانية، يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً أكثر ايجابية في إنهاء الحصار المفروض على غزة ومساعدة الفلسطينيين".
ويبدو الصراع داخل الحزب الديمقراطي متصاعدا بين المؤسسة التقليدية التي تريد الإبقاء على نظام الاقتصاد الليبرالي الحالي بدعمٍ من "وول ستريت"، والقاعدة "اليسارية" التي تريد تغيير قواعد اللعبة، وإعادة توزيع الثروات في المجتمع الأميركي.
ومع صعود وارن المستمر في استطلاعات الرأي، بدأت "وول ستريت" تأخذ بجدية احتمال فوزها بترشيح الديمقراطيين، وبالتالي أطلقت معركة إسقاطها في الانتخابات التمهيدية، تفاديا لسيناريو رئيسة مقبلة للولايات المتحدة، والتي ستقوم بفرض ضرائب على هذه الشركات ومشاركة جزء من أرباحها المالية.
المخاوف من فوز وارن لم تتوقف عند "وول ستريت" ووصلت إلى الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك"، مارك زوكربيرغ الذي قال في تسجيل سربه موقع "ذا فيردج" التقني لاجتماع داخلي في "فيسبوك" قال فيه زوكربيرغ: "إذا تم انتخابها (يقصد وارن) رئيسةً، أراهن على أننا سنواجه تحديا قانونيا، وأراهن على أننا سنربح التحدي القانوني. هل هذا يعد مشكلة بالنسبة لنا؟ نعم.. أنا لا أريد أن أقيم دعوى قضائية كبرى ضد حكومتنا".
وفي التسجيل الصوتي، قال زوكربيرغ إن تفكيك شركات التكنولوجيا الكبرى من شأنه أن يجعل التدخل في الانتخابات "أكثر احتمالا لأن الشركات لن يمكنها التنسيق والعمل معا".
وكانت وارن قد دعت إلى تفكيك شركات التكنولوجيا "أمازون" و"ألفابيت" و"فيسبوك".
وجاء في تغريدة لها "السيئ هو عدم إصلاحنا نظاما فاسدا يسمح لشركات عملاقة مثل "فيسبوك" بالانخراط في ممارسات غير قانونية غير تنافسية".
وفي سلسلة لاحقة من التغريدات، قالت وارن إن "أكثر من 85% من زيارات الشبكات الاجتماعية تمر عبر مواقع تملكها أو تديرها فيسبوك.. لديها الكثير من القوة وتواجه القليل من المنافسة والمساءلة".
وتابعت "لقد ضربت المنافسة، واستخدمت معلوماتنا الخاصة من أجل الربح، وقوضت ديمقراطيتنا، وقلبت قواعد اللعبة ضد أي شخص آخر".
وفيما يتعلق بالوجود الأمريكي في الشرق الأوسط تطرح وارن شيئا قريبا من طرح أوباما ومن بعده ترامب بأنه يجب وضع حد للحروب التي "لا نهاية لها" وذلك يعني العمل على "السحب المسؤول لقوات الولايات المتحدة من الأعمال القتالية في الشرق الأوسط واستخدام الدبلوماسية للتعاون مع الحلفاء والشركاء بغية إنهاء النزاعات والمعاناة في المنطقة". بحسب تعهدت وارن.
وارن لا تخف عدائها الصريح لتصريحات ترامب العنصرية لذلك تؤكد على أن الحزب الديمقراطي "سيقف في وجه التعصب" وقالت: " لن يكون هناك المزيد من التنازلات في هذا الشأن. لن نتهاون في التعصب بجميع أشكاله. سنناضل ضد الهجمات والاعتداءات على اللاتينيين والأمريكيين من أصل إفريقي والنساء والمسلمين والمهاجرين والأمريكيين من ذوي الاحتياجات الخاصة وأيا كان".
السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي دخل في مرحلة جديدة، تحتل فيها وارن الموقع الرئيسي، ويطرح تحديا على القاعدة "الديمقراطية"، وعما إذا كانت مستعدة للمضي في مرشحة تقدمية، تميل إلى أقصى يسار الحزب.
كما بات واضحا أن صعود وارن يأتي على حساب المرشح اليساري ساندرز، بسبب الشكوك المحيطة بوضعه الصحي وفي قدرته على الاستمرار في جذب القاعدة الشبابية، التي بات يميل قسم متزايد منها نحو وارن.
ولا يبدو أن الحزب سيغير من طروحاته فقد وصلت قيادة الحزب إلى قناعة بأنهم "سيقولون أننا عصابة اشتراكيين مجانين" سواء كان البرنامج يساريا أو لم يكن.
وران تبدو سيدة لا تلين ولا تجامل في خطها السياسي الذي يخيف قطاع كبير من الأمريكيين خصوصا الأثرياء والشركات التي تريد مواصلة تحقيق الأرباح دون أن تقدم الكثير في برامج الرعاية الصحية والتعليم وغيرها.