هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت منظمة "فيث ماترز"، التي تلقت الدعم من خلال برنامج مكافحة التطرف الرئيس للحكومة البريطانية، حزب العمال في ظل حكم كوربن بأنه أشبه ما يكون بـ"طائفة ستالينية".
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المنظمة تستخدم بانتظام حساب التويتر الخاص بها لمهاجمة كوربين، سواء بشكل مباشر أو من خلال إعادة نشر المقالات الانتقادية التي تطاله. وتتعلق إحدى هذه الهجمات بمعالجة كوربين لشكاوى معاداة السامية داخل الحزب الذي عانى منذ انتخابه زعيما في سنة 2015.
وذكر الموقع أن المنظمة نشرت وشاركت محتوى يشير إلى أن كوربين متعاطف مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، وداعم للحكومات والمنظمات المسؤولة عن مقتل مئات الآلاف من المسلمين، كما أنه يعتبر تهديدا للأمن القومي.
وفي الواقع، يثير تمويل وزارة الداخلية لمنظمة "فيث ماترز" تساؤلات جديدة حول الهجمات السياسية التي تشنها المنظمات التي تستفيد من الدعم الحكومي على زعيم المعارضة الرسمية من قبل.
وأورد الموقع أن منظمة "فيث ماترز" تصف نفسها بأنها "أداة لتمكين المجتمعات الدينية من الحد من الصراعات باستخدام وسائل تسوية النزاعات"، كما تقول إنها تعمل على "الاندماج والتماسك وجرائم الكراهية ومكافحة مشاريع التطرف".
اقرأ أيضا: كاتب بريطاني ينتقد هجوم الإعلام ضد كوربين بحجة معاداة السامية
واعتُبرت منظمة فيث "ماترز" كمتلقّ للدعم برنامج "بناء بريطانيا أقوى معا"، وهو برنامج يعتمد على أساس من القيم المشتركة بما في ذلك الديمقراطية وحرية التعبير والاحترام المتبادل ومنح الفرصة للجميع.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون المنظمات شفافة فيما يتعلق بالدعم الذي تتلقاه من خلال البرنامج. وفي ردّه على استفسار "ميدل إيست آي" عن الدعم الذي تلقته "فيث ماترز" من البرنامج، رفض مدير المنظمة فياز موغال التعامل مع القضايا التي أثارتها أسئلة الموقع، والتي تضمنت أسئلة مشروعة حول كيفية استخدام "فيث ماترز" للأموال العامة.
وأضاف الموقع أنه في ردها على ما اعتبرته نظرية مؤامرة، نشرت فيث ماترز مقالا استباقيا، قالت فيها إنها استخدمت تمويل برنامج "بناء بريطانيا أقوى معا" لمواجهة اليمين المتطرف والتشدد على الإنترنت وتعزيز المجتمع المدني والمشاركة الديمقراطية للشباب". وأشارت ماترز إلى أنها اختارت عدم تسليط الضوء على هذا التمويل نظرا لأن موظفيها تعرضوا "للتهديدات والترهيب وسوء المعاملة".
وفي دفاعها عن هجومها على جيرمي كوربين وحزب العمال، صرّحت فيث ماترز أنها كانت وستظل تنتقد الطريقة الرديئة التي يتم بها التعامل مع معاداة السامية داخل حزب العمال، والطريقة التي ارتبط بها كوربين بالجماعات التي تتمتع بسجل بالغ السوء من العلاقات مع المنظمات اليهودية الطائفية".
وذكرت فيث ماترز أن هجومها العنيف على المحافظين بسبب نهجهم في التعامل مع مشاكل الإسلاموفوبيا داخل الحزب، بما في ذلك التعليقات السابقة لبوريس جونسون. وعلى الرغم من ذلك، لم توضح فيث ماترز كيف يمكن لمخاوفها بشأن حزب العمال ومعاداة السامية المزعومة أن تبرر الهجمات السياسية البحتة على كوربين دون أن يكون لها أي صلة بقضية معاداة السامية، مثل التغريدات التي تصف "عبادة كوربين الستالينية".
المسلمون ضد معاداة السامية
تطرق الموقع إلى أن فيث ماترز تعدّ على صلة بمجموعة أخرى تدعى المسلمون ضد معاداة السامية التي كانت شديدة الانتقاد لكوربين. ويُذكر أنه في أيلول/ سبتمبر سنة 2018، أرسلت المجموعة نسخا من كتاب الحاخام جوناثان ساكس إلى أعضاء حزب العمال بالبرلمان، بعد أن وصف ساكس كوربين بأنه معاد للسامية وقارنه بإينوك باول، السياسي المحافظ الذي اتهم بتأجيج العنصرية ضد المهاجرين في بلده. كما أن ماترز صرحت أن المجموعة لم تتلقّ أية تمويل حكومي.
تقديم كوربين على أنه "السمّ المطلق"
بيّن الموقع أن موغال، مؤسس كل من فيث ماترز والمسلمون ضد معاداة السامية، كتب مقالات رأي استشهد بها حول مهاجمة كوربين. وخلال مقابلة أجراها مع صحيفة "التلغراف" في آذار/مارس، وصف موغال كوربين بأنه "سمّ مطلق"، وأخبر الصحيفة أنه يعتقد أن هذا السياسي رفض لقاءه بسبب صلته بالجماعات اليهودية. ومن جهته، نفى متحدث باسم حزب العمال أن يكون موغال طلب لقاء كوربين.
وفي مقال رأي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، تساءل موغال عن سجل كوربين فيما يتعلق بالنشاط المؤيد للفلسطينيين، مشيرا إلى السنوات من غرس نظريات المؤامرة لدى أقصى اليسار فضلاً عن بروز الإسلاميين السياسيين كانت "سببا في دفعه إلى الاعتقاد بعوالم التآمر الخبيثة فيما يتعلق بإسرائيل".
بالإضافة إلى ذلك، كتب عظيم إبراهيم وهو أحد رعاة منظمة فيث ماترز قائلا: "بحسب تقديري، دعم كوربين علنًا الأنظمة والجماعات التي قتلت أكثر من 690 ألف مسلم". وفي تغريدة أخرى، اقترح إبراهيم أن كوربين لم يدعم الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين الذين يقاتلون الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية في البلاد نظرا لأنه دعم الأسد باعتباره "معاديا للإمبريالية".
اقرأ أيضا: كيف تسعى إسرائيل لتشويه الحياة السياسية لجيريمي كوربين؟
وتجدر الإشارة إلى أنه كانت تربط موغال ومنظمة فيث ماترز صلات وثيقة مع الحكومات المتعاقبة التي يقودها المحافظون. في المقابل، أنشأ موغال، سنة 2012، مشروعا يراقب جرائم الكراهية ضد المسلمين بتمويل حكومي.
وفي سياق متصّل، صرّح متحدّث باسم وزارة الداخلية البريطانية عند استفسار ميدل إيست آي عن تفاصيل الدعم المقدّم إلى فيث ماترز، أن برنامج "بناء بريطانيا أقوى معا" من شأنه أن يسمح للمنظمات المستقلة بإدارة مشاريع حيوية لمعالجة الروايات المتطرفة التي يمكن أن تنتشر في المجتمعات. فضلا عن ذلك، تخضع جميع المجموعات لإجراءات عناية صارمة قبل منحها التمويل، ويظل الدعم الذي يتلقونه قيد المراجعة المستمرة".