ملفات وتقارير

انتخابات الطلاب بمصر.. عسكرة وتعيين وتزكية

غابت الحركة الطلابية بعد قرار منع ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية داخل الجامعات- جيتي
غابت الحركة الطلابية بعد قرار منع ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية داخل الجامعات- جيتي

تجرى انتخابات الاتحادات الطلابية في مصر، الخميس المقبل، دون أي إثارة على مستوى الجامعات أو الإعلام، وغياب أي شخصيات مؤثرة أو فعالة.

وتجرى الانتخابات للمرة الثالثة، وسط عزوف الطلاب، بعد تعليقها أربع سنوات منذ إجرائها آخر مرة في عهد الرئيس الراحل، محمد مرسي، في عام 2012/ 2013.

وفي أول انتخابات طلابية بعد تولي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، جمد وزير التعليم العالي آنذاك، أشرف الشيحي، اتحاد طلاب مصر في 2015 – 2016، بزعم وجود خطأ في الإجراءات وعدم قانونية الاتحاد، في حين وصف الطلاب الفائزون إجراءات الوزارة بأنها "سياسية".

وأجريت الانتخابات للمرة الأولى في عام 2017/ 2018، وسط عزوف كبير من الطلبة والطالبات، ونجاح معظم الفائزين بالتزكية، بعد إقرار اللائحة الطلابية الجديدة، وتفريغ الاتحاد من مضمونه وأهدافه، وفق الطلاب المعارضين.

وغابت الحركة الطلابية بعد قرار منع ممارسة أي أنشطة سياسية أو حزبية داخل الجامعات، وتجريمها، وملاحقة الطلاب المنتمين لحركات وأحزاب وتيارات سياسية، وعودة الطلاب "الأمنجية" التابعين لأمن الدولة للتنصت والتجسس على زملائهم.

وتظهر الإحصائيات الرسمية تراجع أعداد الطلاب المتقدمين للترشح في الجامعات والمعاهد الحكومية هذا العام، إذ بلغت 24 ألفا و864 مرشحا ومرشحة، مقارنة بنحو 26 ألفا و825، العام الماضي.

"عسكرة الجامعات"

وانتقد نائب رئيس اتحاد طلاب مصر الأسبق، أحمد البقري، غياب جلبة انتخابات اتحادات الطلاب عن المشهد العام في مصر، قائلا: "الجامعات أصبحت ثكنة عسكرية، الكلمة فيها للعسكري وليس للأستاذ أو الطالب ".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "منذ الانقلاب العسكري لم تشهد مصر انتخابات طلابية حقيقية، وتم تجميد الانتخابات لسنوات؛ لأن النظام يعلم جيدا أن الثورة لم تمت، وأن الحركة الطلابية هم وقودها، لذلك فإن السيسي حريص على قمعها والتنكيل بها؛ لوأدها تماما".

واعتبر أن تجريم العمل السياسي بالجامعات جريمة في حد ذاتها؛ "لأنها تخلق شبابا دون وعي، فالعمل السياسي هو حق من حقوق الطالب، وإذا كان محروما من ممارسة العمل السياسي والتفاعل مع قضايا الوطن، فأين ومتى يمارس السياسة؟".

واستدرك البقري بالقول: "إذا كان من يحكم ويتولى شؤون البلاد والعباد يقول "أنا مش سياسي"، فطبيعي أن تجرم السياسة في الجامعات، ويعتقل كل من يقول لا للتفريط في تراب الوطن وإهدار مقدراته وثرواته، ولكن لن تنجح محاولاته، وسيعود الطلاب لحراكهم".

"تزكية وتعيين"

وعلق السياسي والبرلماني المصري السابق، الدكتور محمد عماد الدين، على المشهد بالقول: "مسلسل تحجيم دور الحركة الطلابية في الجامعات المصرية هدف استراتيجي لنظام السيسي وعصابته، فالطلاب المرشّحون يتم اختيارهم بعناية من قبل مكاتب رعاية الشباب التي تُشرف عليها الأجهزة الأمنية، مع وجود رغبة لوزارة التعليم العالي في تحجيم الاتحادات الطالبية وإسناد ميزانيتها إلى الحكومة".


وأوضح لـ"عربي21": "انتخابات الاتحادات الطلابية في 2018 بـ27 جامعة حكومية فاز فيها "الأمن" وأنصاره، لا الطلاب، بعدما تدخلت كافة الأجهزة الأمنية والسيادية في تحديد أسماء المرشحين واستبعاد الكثير من المرشحين، وسط عزوف تام من الطلاب؛ لقناعتهم بأنه لا توجد انتخابات حقيقية".

ورأى أن "ثمة رغبة من نظام السيسي بألَّا يكون طلاب الجامعات أداة ضغط عليه، واستبعاد طلاب غير معروفين له يطالبون لاحقا بمحاربة الفساد، ومن ثم لعب النظام بكل أدواته دورا محوريا في إيجاد اتحاد طلابي مسالم لا يقوم بالدفاع عن حقوق الطلاب، ولا يزعج الجامعة".

وعن كيفية سيطرة السلطة على الاتحادات، أوضح عماد الدين: "عقب انقلاب 3 يوليو 2013، سعت الجهات الأمنية للتفكير في قائمة طلابية جديدة تمثل السلطة، وعلى غرار نغمة "تحيا مصر" أنشأت كيانا اسمه "أسرة من أجل مصر"، أو "طلاب من أجل مصر"، بدأ أنصاره يدخلون الانتخابات تدريجيا منذ 2017، وكان شعار انتخابات 2018 مثل 2017 هو "التزكية والتعيين".

التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 05-11-2019 09:23 ص
كلمة انتخابات اصبحت غريبة و مغربه في مصر المحتلة و لذلك فكلها مسرحيات مسفة لزوم الاختلاس و السرقة و النهب و انتم تعرفون ما يتم رصده لميزانيات الاتحادات الطلابية في الجامعات المصرية حيث انعدمت الرقابة و المحاسبة و اصبح للعسكر انف و يد و بيادة في تحويل كل مصدر للصرف إلي جيوبهم القذرة .