هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عزز
وصول مياه النيل عبر ترعة السلام، المعروفة بترعة الشيخ جابر الصباح إلى المحطة
الرئيسة في مدينة بئر العبد جنوبي العريش شمال سيناء، مخاوف بدء مخطط توصيل مياه
النيل للاحتلال الإسرائيلي.
وأعلنت
محافظة شمال سيناء، في بيان لها قبل أيام، وصول مياه النيل لأول مرة إليها،
وذلك عن طريق مياه ترعة السلام إلى مدينة بئر العبد، في إطار ما وصفته بخطة الدولة
لتحقيق التنمية المستدامة والمشروع القومي لتنمية سيناء.
وأوضحت
أنه تم الانتهاء من تنفيذ سحارة ترعة السلام أسفل قناة السويس لتوصيل مياه النيل
إلى سيناء بتكلفة مالية قدرها 221 مليون جنيه، فضلا عن الانتهاء من إنشاء ترعة
الشيخ جابر الصباح تكلفة مالية قدرها 560 مليون جنيه.
"أنفاق سرية"
وكان
رجل الأعمال والممثل المصري، محمد علي، قد أكد - في مقابلة حصرية مع موقع ميدل
إيست آي البريطاني- أن "النظام المصري أنشأ أنفاقا سرية تحت قناة السويس ربما
تستخدم لنقل المياه إلى طرف أجنبي"، لافتا إلى أن مهندسين -عملوا في تشييد
الأنفاق- أخبروه بأمر هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليارات الدولارات.
وأشار
إلى أن الغرض من الأنفاق على ما يبدو منح المياه لطرف أجنبي، في وقت يواجه فيه
الشعب خطر شح المياه بسبب مشروع سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل، مشككا بأن تكون
سيناء هي وجهة المياه التي يجري ضخها عبر تلك المشاريع.
كما ان الفنان محمد علي، طالب رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بإجابة الشعب، والكشف عن الطرف
الآخر الذي تذهب إليه المياه عبر "الأنفاق السرية".
اقرأ أيضا: محمد علي لـ"MEE": أنفاق سرية تحت "السويس" لسحب مياه النيل (شاهد)
"سحارات
سرابيوم والسلام"
وكشف
الخبير الدولي في مجال الاتصال والمعرفة، نائل الشافعي، عن البدء في تنفيذ مخطط
تحويل حصة من مياه النيل إلى إسرائيل عبر سحارات سرابيوم والسلام.
وقبل
عامين كتب الشافعي، منشورا عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي
"فيسبوك"، تحت عنوان "اتفاقية سد النهضة هي: المياه لإسرائيل مقابل
المياه لمصر"، قال فيها: "لكي تصبح المقايضة ممكنة، إذا أرادت مصر أن
تحصل على مياه من النيل (عبر سد النهضة)، فعليها تمرير قدر معين منها إلى إسرائيل،
(عبر سحارات سرابيوم والسلام)".
وأضاف:
"انتبهوا لسحارة سرابيوم التي بدأ السيسي بناءها في 2014، لنقل مياه النيل
إلى شرق قناة السويس، في نفس الوقت الذي يتم فيه إخلاء شمال شرق سيناء من
سكانها".
وقال
خبير السدود والمياه الدولي، محمد حافظ، إن "وصول مياه النيل لسيناء منذ أيام
عبر سحارة ترعة السلام هو أمر ضروري خلال هذه الأيام بهدف التخلص من المياه
الزائدة ببحيرة ناصر، حيث وصل منسوب البحيرة يوم 17 تشرين الأول/ أكتوبر لمنسوب
(182)، وهو أعلى منسوب ممكن تخزين المياه عنده".
وأوضح
لـ"عربي21": "وعليه فوصول المياه لسيناء قبل أيام لم يكن حقا بهدف
إيصالها للكيان الإسرائيلي، بل بهدف (رميها) في سيناء"، متسائلا: "بعد
تهجير أكثر من نصف سكان شمال سيناء ومعظمهم يعيش تحت قصف الطائرات المصرية
والإسرائيلية فعن أي استفادة تتحدث الدولة؟".
ورأى
أن "ما يجري يتناقض مع مزاعم الدولة بضرورة ترشيد استهلاك المياه واستغلالها
على أكمل وجه"، قائلا: "نتيجة إدارة وزارة الري بقرار (سياسي) وليس
(فني) نرى كل هذا التناقض؛ فالحكمة الفنية كانت تتطلب التخلص من المياه الزائدة
على منسوب (181) بشكل تدريجي منذ منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بحيث يستفاد منها
في ري الأراضي السوداء بالوادي أو حتى التخلص منها في مفيض توشكي أو رفع تصريف
السد العالي".
"عبث"
وقال
الباحث المتخصص في معالجة المياه، عمر الحداد، لـ"عربي21": إن
"مشروع توصيل مياه النيل لإسرائيل لا تعرف أبعاده بدقة، فمسألة استصلاح سيناء
كانت مثار حديث كل الرؤساء الذين حكموا مصر لكن في الوقت الحالي، فهذا المشروع يمثل
بالفعل مشكلة".
وأضاف:
"نحن نعاني من عجز مائي منذ ثلاثين عاما، وبمرور الوقت وزيادة عدد السكان
تزداد المشكلة؛ لهذا يصبح الحديث عن استصلاح سيناء الآن نوع من الفوضى العبثية،
فالسيسي قال صراحة إنه يريد قطع المياه عن المحافظات المطلة على البحرين المتوسط
والأحمر".
وتابع:
"ويدخل في هذا بالتأكيد شمال وجنوب سيناء توفيرا لاستهلاك المياه، وفي نفس
الوقت تصل المياه إلى سيناء. هذا عبث خطير بمورد هو من أهم الموارد المائية لمصر،
وهو ماء النيل، وليس من الحكمة أبدا القيام بمثل هذا المشروع في وقت تعاني فيه مصر
من شح مائي خطير على مدى السنوات القادمة بدءا من وقت ملء خزان سد النهضة العام
القادم".
"مخطط
غامض"
ووصف
السياسي المصري، ومنسق التجمع الحر للديمقراطية والسلام، محمد سعد خيرالله ، مخطط
تزويد إسرائيل بمياه نهر النيل عبر سيناء
بـ "الغامض"، قائلا: "هل يوجد مخطط أو لا يوجد لا توجد شفافية بشأن
هذا الموضوع، رغم ما يثار من مؤشرات على ذلك".
وأضاف
لـ"عربي21": "ما يجري هو صفقة سياسية قديمة، تقضي بمباركة اليمين
الصهيوني لحكم الجنرالات لمصر، مقابل التزامهم بأمن وسلام إسرائيل، والتعاون معهم
في كافة المجالات التي من شأنها خدمة مصالح إسرائيل".
واعتبر أن "توريد مياه النيل سيكون خيانة كبرى لمقدرات الشعب المصري، فما هو المقابل الذي ستحصل عليه مصر لتزويد إسرائيل بالمياه غير التفريط في أحد أهم ما لديها"، مشيرا إلى أنه "لا مانع من التكامل والتعايش وقبول الآخر في مسألة المياه، والعمل والبناء المشترك، ولكن على أساس الاستقلالية والسيادة، وليس أي شيء آخر، وفي هذا وبين ما يتم فرق كما بين السماء والأرض".
"مرحلة الفقر المائي"
وتواجه
مصر خطر العطش بسبب سد النهضة الذي تؤكد الحكومة أنه يحجب جزءا كبيرا من حصة
البلاد من مياه النيل، ما دفع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي لإعلان أن مصر دخلت
مرحلة الفقر المائي، بالتزامن مع إعلان وصول المفاوضات مع حكومة أديس أبابا إلى
طريق مسدود.
وكان
السيسي قد صرح بأن الدولة انتهت من خطة لقطع مياه النيل عن الساحل الشمالي والبحر
الأحمر، والاعتماد على تحلية المياه بهذه المناطق في عام 2020، مشيرا إلى أن تكلفة
المعالجة والتحلية ستصل إلى 300 مليار جنيه.
وحسب
خطة السيسي، فإن 10 محافظات مصرية سينتهي اعتمادها على مياه النيل، 7 منها في
الساحل الشمالي هي (شمال سيناء، وبورسعيد، ودمياط، وكفر الشيخ، والبحيرة،
والإسكندرية، ومرسى مطروح)، و3 محافظات تطل على البحر الأحمر هي (جنوب سيناء، والسويس،
والبحر الأحمر).
وجاء
حديث السيسي، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، الأحد الماضي، متزامنا مع
الإعلان عن تفاوض تحالف مصري مجري تمثله شركة "طرور" لإدارة الأعمال مع
شركة "مينوما" الإسبانية مع جهات تابعة للدولة المصرية، لإقامة 6 محطات
تحلية مياه بقيمة 780 مليون دولار من 3 إلى 5 سنوات.