كاتب إسرائيلي: ترامب أصبح "داعما متهالكا" لنا

مع تواصل ردود الفعل الإسرائيلية العنيفة على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من شمال سوريا، أكد قال كاتب إسرائيلي أن ترامب أصبح "سندا متهالكا" لا يعتمد عليه بالنسبة لـ"إسرائيل".

وشن الكاتب الإسرائيلي شمعون شيفر، في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" هجوما شرسا على ترامب، منوها إلى أن القرار الأمريكي بالانسحاب من شمال سوريا، "يجب أن يشعل كل الأضواء الحمراء عندنا".

ونوه إلى أن "ترامب المرة تلو الأخرى وبالطريقة التي يعالج فيها المسائل المتعلقة بالعلاقات الدولية، انكشف كزعيم ليس ضليعا في أي موضوع، فهو اعتباطي وليس لديه أي فكرة عما يمكن توقعه من زعيم قوة عظمى".

وأكد شيفر، أن قرار ترامب "مفزع"، مذكرا بتغريدة للرئيس الأمريكي جاء فيها: "حان الوقت للخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا تنتهي، والكثير منها هي حروب قبلية"، مضيفا: "الأكراد تلقوا كميات هائلة من المال الأمريكي".

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: تخبط جديد لترامب في سوريا.. هل يتراجع؟

وعلق الكاتب على حديث ترامب، معتبرا أنه "تصريح مهين ومثير للحفيظة، ومن الأفضل لنا أن نأخذه بالحسبان، فذات يوم نحن سنجد أنفسنا ننتمي على لسان ترامب للمقاتلين في حرب قبلية".

وأكد أن "الاستنتاج الذي لا لبس فيه، أن ترامب أصبح من ناحية اسرائيل سندا متهالكا، ولم يعد ممكنا الاعتماد عليه".

ونبه إلى أن هناك "تخوف حقيقي في أن تواصل إيران استفزازنا، وتجبرنا على التصدي لها، دون المظلة الأمريكية"، موضحا أن "الواقع الاستراتيجي الذي ينكشف أمام ناظرينا، يستوجب حسابا للنفس من جانب بنيامين نتنياهو (رئيس الحكومة) الذي وضع كل أوراقه في سلة ترامب".

وقال: "نتنياهو يطلب الآن علاوة بما لا يقل عن 4 مليار شيكل، من أجل ميزانية الدفاع، كي يشتري وسائل دفاعية ضد الصواريخ الجوالة الإيرانية الموجهة نحونا من العراق".

واقترح على نتنياهو الذي فشل في تشكيل حكومة إسرائيلية، أن "يمتنع عن التوجه لانتخابات ثالثة، ويوفر بذلك مليار ونصف شيكل"، مضيفا: "يا خسارة على المليار والنصف شيكل التي سكبت على الانتخابات الثانية".

وأكد شيفر، أن "تصريحات ترامب الأخيرة ومعانيها، هي ليس فقط سكينا في ظهر الأكراد بل أيضا سكينا في ظهرنا".

وفي سياق متصل، نبه إلى أن "التهديدات الإيرانية حديثة العهد، تلزم واضعي السياسة بإجراء حساب للنفس وتوفير تفسير كامل لكيفية وضع صواريخ جوالة إيرانية منصوبة في شمالي العراق موجهة نحو أهداف في اسرائيل".

وقدر أن عدم الرد من قبل إدارة ترامب على "الضربة القاسية التي وجهت لمنشآت النفط السعودية بواسطة الصواريخ الجوالة الإيرانية، تجسد الانهيار التام لمفهوم الامن الذي يقوده نتنياهو، والذي أقام كل خطواته على أساس أن ترامب هو الرئيس الأكثر ودا في البيت الأبيض".

اقرأ أيضا: الغارديان: ترامب خان الأكراد بعد وقوفهم معه بوجه "الدولة"

وبين الكاتب، أن هناك درسان من حرب أكتوبر 1973 (يطلق عليها الاحتلال حرب يوم الغفران)، يجب على "تل أبيب" أن لا تكررهما، الأول؛ أن "القيادة الإسرائيلية بثت قبل بضعة أشهر من نشوب الحرب نوعا من الاعتداد بالنفس، وقال الناطقون بلسانها، إن وضعنا الأمني أفضل مما يمكن تصوره".

والدرس الثاني، أنه "بدون المساعدة التي منحتنا إياها أمريكا بعد عشرة أيام من الحرب وخلالها، لم يتبق ما يكفي من طائرات وعتاد حيوي آخر، في قطار جوي هائل أكمل النقص الحرج الذي نشأ في ميدان المعركة، وبالأساس في المظلة الاستراتيجية التي حصلنا عليها، إسرائيل كانت ستهزم في الحرب".

ويأتي حديث الكاتب الإسرائيلي عشية "يوم الغفران" الذي يبدأ مساء اليوم وفي الوقت الذي حاول أمس رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في خطاب له، أن يوضح أن "إسرائيل قوية وقادرة على الدفاع عن نفسها".