هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية في فترة
رئاسة بنيامين نتنياهو للحكومة توترا وجفاء كبيرين، خاصة بعد قرار نقل السفارة
الأمريكية للقدس المحتلة، وفي ظل سياسة تهويد المدينة من قبل الاحتلال.
ويثار تساؤل عن خيارات الأردن في التعامل مع
الحكومة الإسرائيلية المقبلة إذا لم يرأسها نتنياهو، وهل تملك عمّان أوراق ضغط
يمكنها استخدامها للضغط على رئيس الحكومة المقبل، والذي تشير التوقعات بأنه سيكون
بيني غانتس.
خيارات محدودة
ويرى أستاذ العلوم السياسية أحمد سعيد نوفل بأن
خيارات الأردن محدودة، مشيرًا أيضا إلى أنه لا يمتلك أوراق ضغط قوية، مضيفا:
"يجب أن نأخذ بعين الاعتبار نقطة مهمة وهي أنه لا فرق بين نتنياهو وغانتس".
وتابع نوفل في حديث لـ"عربي21":
"خلاف الأردن كان مع الحكومة وليس مع نتنياهو كشخص، وبالنسبة لغانتس لم نلمح
في حملته الانتخابية أي تغير في الموقف الإسرائيلي اتجاه عملية السلام".
وأضاف: "أيضا لا ننسى بأن أمريكا هي
اللاعب الرئيسي، وفي حال تغير موقفها اتجاه عملية السلام، يمكن أن نرى تغييرا
إسرائيليا، وبالتالي الأردن لا يملك خيارات وأوراق كثيرة، وأيضا لا يمكنه الضغط
على واشنطن بل على العكس ترامب هو من يضغط".
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي حسن
البراري: إنه "لا يوجد خيارات كثيرة
للأردن، وليس عليه إلا الالتزام بما يُعلن عنه وهو حل الدولتين، فهو يقيم علاقات
رسمية مع إسرائيل لأنه وقع معها معاهدة سلام، بالتالي هو معني بإقامة هذه العلاقات
بالحد الذي يضمن مصالحه".
وأضاف البراري في حديث لـ"عربي21" :
"لا يوجد أمام الأردن إلا الخيار الدبلوماسي أو خيار تخفيف العلاقة، التي
تراجعت أصلا في عهد نتنياهو إلى أدنى مستوياتها منذ توقيع معاهد السلام، ولكن إذا
جاء رئيس حكومة جديد بأجندات مختلفة، يمكن أن يغير الأردن من الطريقة التي يتعامل
فيها معه وفقا لما ستطرحه الحكومة الإسرائيلية الجديدة".
إقرأ أيضا: القائمة العربية بالكنيست تدعم غانتس ونتنياهو يعلّق
وتابع: "حاول الأردن مع جميع الحكومات
الإسرائيلية وليس فقط حكومة نتنياهو، وكان هدفه واضح وهو تمكين الفلسطينيين من
اقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية ومحاذية للأردن، أو أكبر قدر ممكن من هذا
الطلب لكن المشكلة الان الوقائع التي خلقها الاحتلال الإسرائيلي عبر حكوماته
المتعاقبة أصبح من الصعوبة أن نتحدث عن دولة فلسطينية مستقلة، بالتالي الأردن معني
على الأقل بوقف هذا التدهور ويبقى الوضع كما هو حتى تنتهي هذه الظروف".
نظام عربي مهترئ
وحول قدرة الأردن على توحيد موقف النظام العربي
اتجاه إسرائيل ليكون أحد خياراته وأوراقه في التعامل مع الحكومة الإسرائيلية
المقبلة قال نوفل: "للأسف النظام العربي مهترئ ولم يُعد موجودا، والمراهنة
عليه خاسرة، بالتالي هذه الورقة أيضا غير موجودة".
وعن امكانية استغلال زيادة عدد مقاعد القائمة
العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي للضغط على رئيس الحكومة المقبل أشار إلى
أن: "تأثير نتيجة القائمة العربية المشتركة يمكن أن يكون داخل المجتمع العربي
في أراضي 48، ولتحصيل حقوقهم فقط، ولكن لن يكون لهم تأثير قوي على حكومة غانتس،
بالتالي هم أيضا ورقة ضعيفة لن يستفيد منها الأردن".
ورقة اللاجئين
وختم نوفل حديثه بالقول: "لكن الأردن
يمتلك ورقة مهمة وهي قضية اللاجئين، خاصة أنه يحوي عددا كبيرا منهم، ويمكن أن يكون
له دور فعال فيها مستقبلا، لأنها قضية أساسية، وبالتالي يمكن استخدامها بجدارة
كورقة ضغط قوية".
"وعليه أن يحافظ على الضغط باستخدامها
والقول بأنه لن يكون هناك تطور في العلاقة مع الحكومة الإسرائيلية، ما لم تحافظ
وتؤكد إسرائيل على هذا الدور الاردني في قضية اللاجئين".
بدوره أكد البراري على أن "الورقة الأهم
التي بيد الأردن هي التطبيع، فهو وقع معاهدة سلام مع إسرائيل، بالتالي عندما يتحدث
بشكل علني عن استحالة تحقيق السلام مع إسرائيل، يعطل المشاريع الإسرائيلية في
المنطقة".
إقرأ أيضا.. ضابط إسرائيلي: أزمة الانتخابات ألقت ظلالا سلبية على الجيش
وتابع: "الورقة الثانية هي قضية اللاجئين،
لأنه لا يوجد معنى لأي حل بدون مخاطبة اللاجئ ومعالجة المشكلة الأساسية التي أدت
لتهجيره من أرضه، بالتالي مطلوب حل لمشكلتهم".
وأشار إلى أن "أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار
قضية اللاجئين لن ينال الشرعية، بالتالي الأردن لديه القدرة في التأثير على هذا
المسار من خلال قدرته على استيعاب اللاجئين او عدم استعيابهم، وعلى الأردن أن يعلن
بأنه يوطن اللاجئين".
وختم البراري حديثه بالقول: "هناك أيضا
ورقة مهمة وهي محاولة الأردن خلق نظام عربي موحد خلف مقولة أن إسرائيل لا تقيم وزنا
لمعاهدة السلام ولا لحل الدولتين، وبالتالي يرافق ذلك خطوات تعاقب إسرائيل لكن
لغاية الان لا يحدث هذا الأمر".
شكل التعامل
وفي ظل محدودية خيارات الأردن يبقى السؤال
الأهم كيف سيتعامل مع الحكومة الإسرائيلية المقبلة في حال لم يترأسها نتنياهو.
نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق جواد العناني
قال: "برأيي ستعتمد طريقة تعامل الأردن مع الحكومة المقبلة على كيفية
تشكيلها".
وتابع العناني في حديث لـ"عربي21":
"سواء دخلت القائمة العربية المشتركة في الحكومة أم لا، اعتقد في الحالتين
سيكون هناك وضع عربي جديد داخل الكنيست الإسرائيلي، لأنهم إذا دخلوا الحكومة لن
يصبحوا معارضة، ولكن سيكون لهم تأثير بسيط داخل الحكومة".
وأضاف: "ولكن في حال بقائهم داخل المعارضة
وتشكلت حكومة بدونهم، عندها سيضطر غانتس لإدخال بعض اعضاء الليكود في حكومته بدون
نتنياهو، عندها ستكون حكومته خالية من الاحزاب الدينية المتطرفة، هذا التشكيل لو
تم سيعطيه شيئا من المرونة إذا اراد التحرك نحو عملية سلمية معقولة".
وعبر عن اعتقاده بأنه "سيكون هناك انفتاح
أردني على الحكومة الجديدة، ولكن درجة هذا الانفتاح ستعتمد على كيفية سير الأمور
وكيف ستسير عملية السلام، وفي حال دخلت الاحزاب الدينية يمكن أن يكون هناك احترام
أكثر من قبلها اتجاه غانتس، ولكن لن يؤدي إلى نتيجة اتجاه تقارب الحكومة
الإسرائيلية مع الاردن".