هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ضابط إسرائيلي الثلاثاء، إن "غزة ستبقى تلاحق الإسرائيليين حتى إشعار آخر، ولذلك تستمر سياستهم الغامضة حولها دون توضيح الوجهة الذاهبة نحوها، وفيما تحقق إسرائيل إنجازات عسكرية في الجبهة الشمالية، واستمرار مواجهة البرامج النووي الإيراني، وضم غور الأردن، كل ذلك كان يمكن له أن يكون ورقة رابحة في يد نتنياهو قبل الانتخابات، لكن ملف غزة ما زال يطرح نفسه بقوة على أجندة الناخبين الإسرائيليين".
وأضاف تال ليف-رام في مقاله بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21" أن "تطورات الموقف في غزة تجعل الملف
الأمني يطرح نفسه بقوة على جدول أعمال الناخبين والمرشحين الإسرائيليين معا على حد
سواء، خاصة وأننا عشنا أسابيع ساخنة قبيل يوم الانتخابات تمثل في إسقاط طائرات
مسيرة، وهجمات منسوبة لإسرائيل في العراق وسوريا ولبنان، وعملية فاشلة لحزب الله
في مستوطنة أفيفيم، وقبل كل ذلك وبعده تبقى غزة".
وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي أن
"سيناريو اندلاع مواجهة في الجبهة الجنوبية لا يبدو متحققا مثلما هو الحال في
الجبهة الشمالية، رغم أن الشهور الأخيرة شهدت كيف أن غزة طرحت نفسها مجددا وليس
المرة الأولى لإرباك حسابات نتنياهو الانتخابية، وأثرت على جدول الأعمال السياسي
الإسرائيلي، وتمثل ذلك بإطلاق صواريخ الأسبوع الماضي على مدينة أسدود في اللحظة
ذاتها التي كان يخطب فيها نتنياهو أمام مؤيديه".
وأوضح أن "نتنياهو أراد الذهاب
للانتخابات، ولديه إنجازاته السياسية والعسكرية، لكن ما أحدثته غزة كان كفيلا
بالتشويش عليه، ومعها سلسلة التطورات السياسية المتلاحقة، من أهمها الأحاديث
المتزايدة عن لقاء مرتقب بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن
روحاني، وإقالة مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون".
وأشار إلى أن "نجاح نتنياهو في
تأجيل إعلان صفقة القرن، لم يتكرر بنجاحه في الموضوع الإيراني، لأن الولايات
المتحدة ليست بصدد انتظار فوز بيبي، فلديها مصالح سياسية واقتصادية، والحروب
والمواجهات العسكرية في الشرق الأوسط تعتبر الخيار الأخير لدى إدارة ترامب".
اقرأ أيضا: ارتفاع نسبة التصويت بانتخابات الكنيست وخروقات من نتنياهو
وأكد أنه "مع انطلاق العملية
الانتخابية الإسرائيلية لا يمكن فهم سياسة ضبط النفس التي تتبعها إسرائيل تجاه
تزايد إطلاق الصواريخ من غزة، لأن هذه السياسة تفتح الباب أمام عشرات الأسئلة دون
إجابات، أحدها الحصانة التي منحتها إسرائيل للمنظمات الفلسطينية في غزة، ربما لأنها
تعلم أن الثمن الذي يفترض جبايته يجب أن يكون من حماس باعتبارها رب البيت في غزة،
وليس من باقي التنظيمات".
وأشار إلى أن "هذه السياسة
الإسرائيلية منحت هذه التنظيمات الفلسطينية في غزة فرصة الحصول على حصانة من أي
استهداف إسرائيلي، وهنا يمكن القول إن عملية الجرف الصامد 2014 شكلت إهدارا للفرص
لا يصدق من الناحية العملياتية، فالسنوات الخمس الأخيرة كان يمكن ان تشهد تحقيق
جملة نتائج سياسية وعسكرية جمة لإسرائيل، لكن ذلك لم يتم".
وختم بالقول إنه "يجب علينا
الاعتراف اليوم أن كل الحكومات الإسرائيلية فشلت في موضوع غزة، وارتكبت أخطاء لا
يستهان بها تجاهها، ولذلك ليس عجيبا أن نجد أن السياسة الحالية المتبعة نحو القطاع
هي استكمال لحالة الغموض والتلعثم تجاه حماس".