هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد أيام من الترقب، شن حزب الله، هجوما على هدف إسرائيلي في الأراضي المحتلة، ما يثير التساؤلات حول تمكن الحزب من إعادة فرض قواعد الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي في لبنان.
وأعلن حزب الله اللبناني الأحد، عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية عند طريق ثكنة أفيفيم، وقتل وجرح من فيها، بحسب بيان له.
وعقب الهجوم، أطلقت قوات الاحتلال ما يقارب 100 قذيفة نحو الأراضي اللبنانية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "اندلاع القتال مع حزب الله على الحدود انتهى على ما يبدو، بعد أن أطلق الحزب صواريخ مضادة للدبابات، وردت إسرائيل بضربات جوية ونيران مدفعية".
وزعم الاحتلال الإسرائيلي، بأن حزب الله قد أخفق في هجومه، إلا أن "الموقف الاستراتيجي لا يزال قائما وقواتنا لا تزال في حالة تأهب قصوى".
وفي قراءته لعملية حزب الله، قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، فيصل عبد الستار، إن الحزب استطاع مكانيا وزمانيا، أن يثبت المعادلة التي تقول إنه إذا وعد أوفى.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن حزب الله نجح على المستوى العسكري والأمني، في استهداف آلية عسكرية، كانت تقل ثمانية جنود، والأنباء الواردة تتحدث عن تكتم في المعلومات يمارسه الاحتلال الإسرائيلي قد يتكشف شيئا فشيئا.
اقرأ أيضا: توقعات إسرائيلية بشن حزب الله هجوما آخر "بعد فشل الأخير
ورأى أن حزب الله لديه ما يثبت حقيقة بعض المعلومات حول العملية، وخاصة أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية ربما كشفت عن أن هناك شخصا برتبة عالية أصيب أو قتل في الحادث.
وأوضح أن حزب الله جعل الاحتلال يعيش حالة من الخوف والهلع الشديد، انعكست على المستوطنين قبالة الحدود اللبنانية على مدار أكثر من أسبوع، ويسجل ذلك للحزب في خانة الانتصار على الاحتلال في المعركة النفسية.
وأضاف أن الحزب، "تمكن من توجيه ضربة قاسية للاحتلال سياسيا، موضحا أن أحد أهداف نتنياهو السياسية خلف عدوانه، استعراض القوة العسكرية ليقول للناخب الاسرائيلي، أني الرجل الأقوى في إسرائيل، وعليه أن يعتمد على الأقوياء لحفظ أمنه".
ولفت عبد الستار، إلى أن العملية قد تكون غير شافية، إلا أنه يعتقد أن للحساب بقية بالنسبة لحزب الله، مضيفا: "هذا ما فهمته من العديد من المقربين، بأن هذا الرد أولي وليس كاملا، وحزب الله احتفظ لنفسه بأنه سيكون هناك رد على هجوم الضاحية الجنوبية".
ورجح الكاتب السياسي اللبناني، أن يكون هناك هجوم آخر للحزب، ردا على الهجوم الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية، من النوع ذاته.
ورأى أن من حاول تغيير قواعد الاشتباك هو الاحتلال الإسرائيلي، مستطردا بأنها كانت قائمة منذ 2006، فقواعد الاشتباك القائمة منذ 2006 صحيح لم تكتب أو يتفق عليها عبر الأمم المتحدة، إلا أن الطرفين، إلا أت الاحتلال حاول أن يخرقها في سوريا مع الحزب.
وأكد أن العملية التي قام بها الحزب أمس، كانت ردا على استهداف مركز الحزب في منطقة عقربة على طريق دمشق الدولي، لافتا إلى أن توقيت الهجوم الإسرائيلي، جاء بالتزامن مع محاولة من نتنياهو لتحريض الولايات المتحدة على القيام بمواجهة ضد إيران.
وأوضح، أن الأمريكان وحلفاءهم، لم يتجهوا لهذا الاتجاه الذي ترغبه إسرائيل، والوساطة الفرنسية تقدمت كثيرا، ما أثار مخاوف نتنياهو الذي لا يريد أي تقارب أمريكي إيراني أو أي اتفاق يعيد الأمور إلى نصابها.
اقرأ أيضا: حزب الله يعلن تدمير آلية إسرائيلية وقتل وجرح من فيها (شاهد)
كما أسهب الكاتب، في أن أهداف نتنياهو كانت لتحريض اللبنانيين، على حزب الله، إلا أنه لم يستطع تحقيق هدفه في ذلك، وهذا ما أظهره الاصطفاف في المواقف السياسية والإجماع الوطني في البلاد مع حزب الله.
وأوضح أن من أهداف الضربة الإسرائيلية، والتي أجهضتها رد المقاومة في لبنان، تغيير منطوق القرار الدولي 1701، وتغيير مضمونه، بما يشمل قوات الطوارئ الدولية الموجودة، لكي تكون قوة رادعة تمنع أي تحرك لحزب الله على الحدود.
بدوره قال المختص بالشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، إن هجوم حزب الله في الشمال، يمكن قراءته من ناحيتين؛ الأولى، رغبة الحزب بإبقاء قواعد الاشتباك ضمن معادلات الردع، وهذا الأمر بات واضحا لجهة رده في المكان والزمان ونوعية الهدف.
أما القراءة الثانية، تكمن في إيصال رسالة لإسرائيل بأن أي اعتداء على حزب الله سواء في سوريا، أو لبنان سيكون هناك رد مباشر دونما تأخير.
وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن الواضح بأن حزب الله وكذلك إسرائيل لا يريدان التصعيد، وأخذ التطورات إلى حرب مفتوحة، وهذا الأمر مرتبط لدى الجانبين بالعديد من الاعتبارات.
وأوضح أن إسرائيل تحاول وضع قواعد اشتباك جديدة رغبة منها في رسم خطوط عريضة للمسارات العسكرية في المنطقة، وحزب الله لن يصمت عن أي اعتداء إسرائيلي لكن ضمن الظروف الإقليمية.
وأضاف أن ظروف الحرب الشاملة لم تنضج بعد، وهذا ما يدل عليه طبيعة الرد من حزب الله، والرد المضاد من إسرائيل، والتي لن تؤدي إلى تصعيد.
ولفت إلى أن "إسرائيل تعلم أن قوة محور المقاومة، وتحديدا حزب الله في تعاظم مستمر، وهذا الأمر يؤثر بشكل مباشر عليها سواء سياسيا أو عسكريا، خاصة أن الخبرات القتالية الكبيرة التي راكمها حزب الله من خلال الحرب على سوريا تؤرقها، فضلا عن نوعية الأسلحة والصواريخ التي باتت بيد الحزب".
اقرأ أيضا: سيناريوهات إسرائيلية لمستقبل التوتر مع حزب الله
وأضاف مرهج، أن "حزب الله برده أعاد قواعد الاشتباك إلى ما كانت عليه قبل الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية، وهذا لا شك بأنه رادع، خاصة خلال الفترة التي سبقت الاعتداء، شاهدنا استنفارا إسرائيليا غير مسبوق على الحدود اللبنانية وإخلاء مواقع، وهذا بحد ذاته فرض واقع من قبل حزب الله على هذه المنطقة".
وأكد على أن حزب الله نجح في ضبط الأوضاع، وإعادة الأمور إلى نصابها لجهة قواعد اشتباك جديدة ومعادلات ردع على مبدأ الرد والرد المضاد.
ونوه مرهج، إلى أن الأمور لن تتجه إلى التصعيد، وخاصة أن إسرائيل مقبلة على انتخابات، ونتنياهو لا يريد سوى الحصول على مكاسب سياسية، تنجح في نقله وحزبه إلى الضفة الأخرى
وأوضح أنه يمكن القول بأن هجوم حزب الله ورده بهذه الطريقة الاستراتيجية، والصور التي تم تسريبها لجهة نقل الجنوب المصابين وعطفا على المؤتمر لصحفي لنتنياهو، والقول بأن لا إصابات، سيجعل نتنياهو يفقد الكثير من النقاط السياسية في الانتخابات.