هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الوضع الأمني في الأراضي الفلسطينية يشير غياب الردع وزيادة التهديدات من المنطقة الجنوبية في قطاع غزة، مقابل المبادرة والإحباطات المركزة في الضفة الغربية، وإن هذه النتائج تلزمنا بإجراء كشف حساب مع خطة الانسحاب من غزة منعاً لتكرار كوارث أخرى في الضفة الغربية، بما قد يهدد سكان تل أبيب".
وأضاف نداف شرغاي في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أنه "بعد 14 عاما من تنفيذ الانفصال أحادي الجانب عن غزة في 2005، بلغ مجموع القذائف الصاروخية التي أطلقت منها باتجاه إسرائيل 13 ألفا، لكن الصواريخ الثلاثة الأخيرة على سديروت خلال مهرجان احتفالي شكلت خرقا للردع الذي تراكم في السنوات الماضية، مما يتطلب من جديد العودة للسؤال القديم الجديد: وماذا بعد، ماذا نحن فاعلون".
وأكد شرغاي، الباحث في المعهد المقدسي للشئون العامة، والمتخصص في قضية القدس، أنه "رغم التهديدات المحيطة بملايين الإسرائيليين المقيمين في وسط إسرائيل كتل أبيب وغوش دان ، فإن الأوساط الأمنية التي تضم جنرالات كبار في صفوف الاحتياط من مؤيدي أحزاب أزرق-أبيض والعمل والمعسكر الديمقراطي، لا يرون أن الانفصال كلمة سيئة، بل يعتبرونها خيارا قابلا للتطبيق في الضفة الغربية".
وأشار إلى أن "تاريخ غزة مع إسرائيل مرتبط بثلاثة تواريخ: الأول يونيو 1967 عام السيطرة الإسرائيلية على القطاع في حرب الأيام الستة، والثاني مايو 1994 حين تم نقل الصلاحيات الإسرائيلية للفلسطينيين على 80% من أراضي القطاع، وأغسطس 2005 انسحاب إسرائيل من القطاع عبر خطة الانفصال".
اقرأ أيضا: خبير: مؤشرات على اندلاع انتفاضة فلسطينية شبيهة بـ1987
وفصل قائلا إنه "بين عامي 1967-1994 لم تسجل ولا حادثة إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل، لأن الاطلاق بدأ في المرحلة الثانية بعد عام 1994 حين انسحب الجيش من القطاع، وازدهرت عمليات التهريب والصواريخ، حيث تركز الإطلاق في البداية على مستوطنات غوش قطيف، وإلى حين الانسحاب من غزة تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة هاون".
واستدرك أن "مستوطنة سديروت تلقت أول صاروخ من غزة في تاريخها عام 2001، وحتى العام 2005 أطلقت على المستوطنات الجنوبية ومنها سديروت قرابة 600 قذيفة، وبصورة إجمالية فقد سقط على إسرائيل منذ الانفصال عن غزة في المرحلة الثالثة قرابة 13 ألف قذيفة وصاروخا من طرازات مختلفة، بدءا بالقسام، ثم غراد والبراق، وأنواع أكثر تطويرا".
وأكد أن "مدينة عسقلان دخلت لاحقا إلى مدى النيران الفلسطينية، حتى في مرحلة ما قبل الانسحاب من غزة، ثم دخلت مدينتا بئر السبع واسدود بعد الانسحاب وصولا إلى مدن: يبنا، كريات غات، رحوبوت، كريات ملاخي، منطقة هشارون، مطار بن غوريون، أنحاء القدس وتل أبيب، وصولا إلى حيفا".
وينتقل الكاتب إلى الضفة الغربية قائلا إنه "منذ 52 عاما لدى السيطرة الإسرائيلية عليها عام 1967 أطلق منها 13 قذيفة فقط باتجاه إسرائيل، أي أن نسبة ما أطلق من غزة يقرب من ألف ضعف خلال السنوات الـ14 الماضية، وهذا لا يعني أن الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يحاولوا، فقد اعتبر صالح العاروري نائب زعيم حماس أن ذلك من أهم أهدافه".
وختم بالقول إن "الوضع في الضفة بعكس غزة، فالجيش مسيطر هناك، والضفة مستباحة أمامه بحرية العمل والحركة والعمليات البرية والتنفيذية والاستخبارية، ليس هناك من مكان لا يدخله الجيش في الضفة، سواء بمساعدة السلطة الفلسطينية أو بدونها، كما أن المستوطنات تساعد بعمليات الجيش الذي يبذل جهودا مضنية لمنع إقامة دولة حماستان في الضفة، مقابل تل أبيب وغوش دان التي ستكون عرضة لإطلاق الصواريخ".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: خياراتنا أمام حماس بين السيئ والأسوأ