هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "مونيتور" تقريرا لمراسله بن كاسيبت، يقول فيه إن إسرائيل استهدفت في الغارات الأخيرة على سوريا بشكل خاص فيلق القدس وقائده قاسم سليماني.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قائد هيئة الأركان الإسرائيلي أفيف كوتشافي وقف أمام الكاميرات في 25 آب/ أغسطس، وأعلن عن محاولات إيرانية لإرسال طائرات مسيرة إلى إسرائيل، وأكد أن المحاولات هي بإشراف قائد فيلق القدس قاسم سليماني.
ويفيد كاسيبت بأن الهدف من تصريحاته كان أمرا واحدا، وهو أن تصعيد الحرب مع إيران ليس موجها للشعب الإيراني، ولا حتى النظام، بل ضد سليماني.
وينقل الموقع عن مصدر إسرائيلي بارز، قوله: "الأمر كله يتعلق بسليماني"، وأضاف في تصريحات لـ"مونتيور": "سليماني هو الشخص الرئيسي الذي يقود الحرب ضد إسرائيل بتصميم كبير، الذي لم يفهم بالإشارة، عليه أن يفهم أن إسرائيل ستلاحق فيلق القدس، وستعثر عليه في أي وقت ومكان، وتراقب قدراته على التطوير والتهديد المحتمل"، وبعبارة أخرى فإن هذه ليست حربا بين بلدين.
ويجد التقرير أن هذه التصريحات تعبر عن معضلة إسرائيل في التعامل مع سليماني، فهو الشخص الذي يقود الجهود لمحاصرة إسرائيل من الخليج إلى البحر المتوسط والأحمر، وزرع المنطقة بالعملاء التابعين لإيران، مشيرا إلى أن قادة إسرائيل العسكريين يعبرون عن إعجابهم بتصميمه حتى بعد تلقيه ضربات مهينة من الإسرائيليين.
ويقول الكاتب إن "سليماني يظل في موقع متدن في المواجهة مع إسرائيل، وعلى عدة جبهات، منها جبهة الاستخبارات، حيث حققت إسرائيل في السنوات الأخيرة تقدما على أعدائها، وفي المجال التكنولوجي، فإسرائيل تملك قدرات عسكرية أهم مما تملكه إيران وحزب الله، وكذلك في مجال القوة الجوية، فلا يزال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بالتفوق النوعي على أعدائه".
ويلفت الموقع إلى أن القاسم المشترك بين سليماني والإسرائيليين هو التصميم، فيعرف سليماني أن التصميم الإسرائيلي نابع من بعد ديني إن لم يكن عقائديا، وليس لديه حكم شخصي على هذا الموضوع؛ لأنه المبعوث الشيعي لتدمير إسرائيل، ويدفعه حسه العقائدي لمواصلة الدفع حتى عندما يتحطم القارب وينتهي البحر.
ويقدم التقرير حصيلة أسبوع من العمليات التي واجهت سليماني من الهجوم على قربة عقربا قرب دمشق، إلى ضرب الضاحية الجنوبية في بيروت، لافتا إلى أن إسرائيل ردت على خطاب نصر الله الغاضب ببث شريط فيديو يكشف عن محاولات ناشطين للحزب إطلاق صواريخ باتجاه الجولان.
وينوه كاسبيت إلى أنه في الوقت الذي كان فيه حسن نصر الله يتحدث فإن جماعة الجهاد الفلسطينية في غزة أطلقت صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل، مشيرا إلى أنه وسط هذا كله فإن غارات غامضة شنت على قافلة عسكرية شيعية قرب الحدود العراقية السورية، قتل فيها تسعة من المقاتلين وقائد بارز.
ويذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي عزز من وجوده على الحدود الشمالية بعد أن أعلن نصر الله أن قواعد اللعبة قد تغيرت، مشيرا إلى أن "الشمس غربت على ذلك اليوم المشؤوم، الذي لم يكن سوى تدريب على مواجهة سليماني".
ويبين التقرير أن "القائد الإيراني تجاوز الخلاف مع التيار البراغماتي في إيران، وسيطر الآن بدعم قوي من مرشد الجمهورية آية الله خامنئي، وبعيدا عن إيران فإن إسرائيل تقوم اليوم بفحص الشق بينه وبين نصر الله في لبنان ورئيس النظام السوري بشار الأسد".
ويقول الكاتب إن "قصة نصر الله معقدة، فهل كان يعرف عن الهجوم الإسرائيلي ويخطط للرد عليه، وماذا كان يفعل جنوده في عقربا؟ والجواب هو أن حزب الله لا يزال يرسل مقاتليه لقتال تنظيم الدولة، ويضحي باللبنانيين المولودين في جنوب لبنان من أجل إيران، ونصر الله يعلم أن القاعدة في عقربا هي إيرانية وليست لحزب الله، ويعلم أنه لا يستطيع التخفي وراء المنظمة والتخطيط الجيد؛ لأن إسرائيل تعرف ما يجري، ويخدم نصر الله اليوم سليماني، وقد يدفع الثمن في المستقبل، وعليه أن يقرر إن كان يريد الدفاع عن إيران أم لبنان".
ويفيد الموقع بأنه "مهما كان دور إسرائيل في الهجوم على الضاحية الجنوبية، الذي التزمت الصمت حياله، مثل الهجمات الغامضة على العراق، فإن الهدف منه كان توجيه ضربة معنوية، وكانت الرسالة لنصر الله واضحة: الضاحية الجنوبية ليست آمنة".
ويشير التقرير إلى أنه بالنسبة للأسد فإن الغارات كانت بمثابة رسالة حادة له، ومع أنه حاول الظهور بمظهر البعيد عن الغارات، إلا أن هذا لن يساعده، بحسب مسؤول إسرائيلي.
ويختم "مونيتور" تقريره بالإشارة إلى قول مصدر إنه يجب على الأسد وكذلك الروس والأمريكيين أن يفهموا أنه لن يكون هناك سلام أو هدوء أو إعادة إعمار طالما لم يتوقف النظام عن فتح المجال للجماعات الوكيلة عن إيران للعمل بحرية من داخل الأراضي السورية.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)