خبراء: عملية دوليب تركت تبعات أمنية وسياسية على إسرائيل

ما زالت عملية دوليب الفدائية التي وقعت يوم الجمعة قرب رام الله وسط الضفة الغربية، تثير المزيد من التساؤلات والاستفسارات لدى الخبراء العسكريين الإسرائيليين، سواء في سبب نجاح تنفيذ العملية، أو التبعات السياسية والأمنية المترتبة عليها.

الجنرال غرشون هكوهين قال "إن عملية دوليب تعيد النقاش الإسرائيلي مجددا حول الصراع على السيطرة على الأرض، لأن النزاع القائم بين الفلسطينيين واليهود لا يدور حول حرية الحركة في مناطق مفتوحة بالضفة الغربية، وإنما حول مسألة السيطرة الميدانية عليها، وهذا النزاع يأخذ أشكالا شتى، سواء في الضفة الغربية، أو الجليل، أو النقب".

وأضاف في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، وترجمته "عربي21" أنه "من ناحية الفلسطينيين، يستطيع اليهود أن يقيموا في الأبراج السكنية، والعمل في مجال الهايتك والتجارة، هذا مكانهم كيهود، أما في المناطق الرعوية والزراعية والحرجية، فهنا يجب أن تكون السيطرة للفلسطينيين والعرب، تطبيقا لشعار "فيلا في الغابة"، وهو الوصف الذي أطلقه إيهود باراك رئيس الحكومة الراحل على إسرائيل في وضعيتها بين الدول العربية".

وأشار إلى أن "عملية دوليب تقدم طلبا جديدا إلى بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، بأنه في أي حل مستقبلي مع الفلسطينيين لن يلجأ إلى اقتلاع تجمعات استيطانية جديدة في الضفة الغربية، صحيح أنهم سيبقون في مستوطناتهم، لكنهم سيبقون محبوسين فيها طالما أن السيطرة الميدانية على المناطق الزراعية حولهم ليست خاضعة لليهود، بل ستكون من نصيب الفلسطينيين، كما يدعو جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس دونالد ترامب لصفقة القرن".

ألون بن دافيد الخبير العسكري الإسرائيلي قال، إننا "أمام عملية تطلبت كثيرا من التنظيم، فالعبوة الناسفة تم إعدادها بصورة مسبقة، ويبدو أن هناك معملا لإعداد العبوات الناسفة وتحضيرها، فالمسلحون عرفوا جيدا مكان العملية، وليس لدي شك أن واحدا على الأقل من عناصر الخلية من سكان المنطقة".

وأضاف في حوار مع صحيفة معاريف، ترجمته "عربي21" أنه "من الواضح أن المسلحين وضعوا العبوة في ساعات الليل، وتم تشغيلها عن بعد، حين راقبوا المكان جيدا".

وأشار إلى أن "الجنرالات الإسرائيليين في المنطقة أعدوا تقدير موقف لتقييم أعمال التمشيط في مكان العملية، في حين قام قائد هيئة أركان الجيش الإسرائيلي بزيارة منطقة العملية، وأجرى جولة ميدانية، واطلع من قادة المنطقة الوسطى على آخر تطورات الموقف".