هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا عرضت فيه بعض الطرق التي من شأنها المساهمة في تحويل منزلك إلى "فضاء صحي".
ويوضح التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أن البيئة التي نعيش فيها تؤثر على صحتنا بشكل كبير وعلى نحو متزايد، ولعل أكثر ما يؤكد ذلك تزايد أعداد المصابين بأمراض ناتجة عن التلوث البيئي.
ويضيف أن منظمة الصحة العالمية لم تتوقف عن التحذير من مخاطر التلوث، إلا أن هذا الأمر لا يتعلق بالحد من تواجدنا في المساحات العامة فقط، بل يجب علينا الاهتمام بنظافة منازلنا أيضا.
ووفقا لدراسة أجرتها شركة "يوغوف" البريطانية للتحليلات، فإننا نقضي حوالي 90 بالمئة من وقتنا في الأماكن الداخلية، سواء في المنزل أو العمل أو وسائل النقل.
وللحفاظ على الفضاء الذي نعيش فيه صحيا قدر الإمكان، فإن علينا دراسة "قابلية السكن من الناحية البيئة"، ومن ثم تحديد مستوى الرفاهية والصحة التي تضمنها الأماكن التي يقضي فيها الناس معظم وقتهم.
وذكرت الصحيفة أنه حسب المعهد الإسباني للبناء الأحيائي، من الواضح أن البيئة الصحية مفيدة فهي لا توفر الراحة فحسب، وإنما تقلل من احتمال الإصابة الأمراض، وتحد من الانبعاثات الملوثة.
وقد يكون للإسكان غير الصحي آثار سلبية على صحة الأشخاص، حيث تسبب العوامل البيئية ظهور أعراض مثل التعب أو الحساسية.
اقرأ أيضا: في أثناء موجات الحر.. المروحة تسبب لك الضرر أكثر من النفع
وفي حين أنه من الصعب اكتشاف أن أصل هذه الأمراض يكمن في البيئة التي نعيش فيها، تصنفها منظمة الصحة العالمية منذ سنة 1982 على أنها أمراض ناتجة عن أسباب بيئية.
ونقلت الصحيفة عن المهندس المعماري وعالم الجيولوجيا، بير ليون، أنه "عندما تتعرض بشدة لمكان به متغيرات، يصبح الجهاز المناعي ضعيفا للغاية، وتبدأ الأعراض الأولى بالظهور".
ووفقا لدراساتهم، فإن المؤشرات الأولى لمثل هذه الحالات تكمن في اضطرابات النوم، مضيفا أن "أجسامنا تقوم بعمليات بيولوجية مختلفة أثناء النوم وقد يؤدي حدوث أي تغيرات إلى وقوع اختلالات".
ويتابع: "فالحقول الكهرومغناطيسية، على سبيل المثال، تؤثر بشكل كبير على النظام المركزي. كما أن الاستيقاظ بين الساعة الثالثة والرابعة صباحا، تقريبا، وطحن أسنانك أثناء النوم أو الاستيقاظ متعبا، يدل على ذلك تماما".
وأضافت الصحيفة أن الحقول الكهرومغناطيسية، سواء الاصطناعية منها أو الطبيعية، تعد من أكثر الملوثات قوة في بيئتنا؛ حيث أنها تؤثر على حوالي 75 بالمئة من السكان، لكنها ليست العوامل الوحيدة.
وحسب المهندسة المعمارية كارمن إسبينوزا، قد نكون أيضا على اتصال يومي بالملوثات الكيميائية والبيولوجية، "وللحفاظ على منزل يتمتع بقابلية للسكن من الناحية البيئة، علينا الحفاظ على توازن بين الحقول الكهرومغناطيسية والملوثات الكيميائية والبيولوجية ومحاولة تقليل وجودها في منازلنا".
وأبرزت الصحيفة أنه يتم بذل الجهود اللازمة لتوفير بيئة قابلة للعيش من قبل المتخصصين في الهندسة المعمارية، وقبل بناء أي منزل، يبحث المهندسون عن المكان الذي تكون فيه نوعية الهواء جيدة ونسبة الإشعاع مخفضة.
وأوضحت إسبينوزا أن العديد من هذه الإنشاءات الجديدة تحاول احترام البيئة على أكمل وجه، ويتم العمل على جوانب مثل تحسين كفاءة الطاقة.
ونوهت الصحيفة بأن التعديلات التي يتم إحداثها بشكل تدريجي على تصميمات المنازل الجديدة، لا يمكن تنفيذها دائما في المنازل المأهولة.
بناء على ذلك، يقترح المهندس كارليس سوريا تعديلات صغيرة يمكن لكل عائلة القيام بها لتحسين البيئة التي يعيشون فيها.
وفي هذا الصدد، ينبغي التقليل من التدفق الكهربائي، أما فيما يتعلق باضطرابات النوم التي ذكرها ليون، يشير سوريا إلى أن "منبهات الطاقة يجب أن تظل منخفضة قدر الإمكان، خاصة في منطقة النوم".
وكل ما عليك فعله هو إيقاف الواي فاي في الليل، وتفعيل وضع الطائرة في الهاتف، ومن الأفضل استخدام ساعات منبه تعمل بالبطاريات، وإذا أمكن، اترك الهواتف اللاسلكية وشاشات الأطفال التي تبث مقاطع الفيديو خارج غرفة النوم.
وأوردت الصحيفة أن الأثاث الخشبي الصلب عادة ما يكون أكثر تكلفة، بينما تحتوي الأخشاب المركبة على العديد من المواد اللاصقة التي تنبعث منها المواد الكيميائية.
ولتحسين هذا الأثاث، يمكن سد الثقوب المرئية يدويا، خاصة تلك المستخدمة في تعليق الأرفف أو الخزانات على مستويات مختلفة.
وأكدت الصحيفة على ضرورة استهلاك المنتجات العضوية، ومن المعلوم أن المبيدات المستخدمة في المحاصيل أو الأطعمة المصنعة ليست دائما مضرة بالصحة، لكن الطبخ باعتماد منتجات عضوية وطبيعية في المنزل يضمن عدم تعرضنا لبعض المواد الكيميائية والسموم.
وأوضحت الصحيفة أن تهوية المنزل بانتظام تعد من بين إجراءات الصيانة الأساسية التي يمكن تنفيذها لتوفير ظروف صحية في المنزل. فالسماح بتجديد هواء المنزل بانتظام يحد من تراكم البكتيريا ويقلل من ظهور العفن.
بالإضافة إلى ذلك، إن وجود فضاءات مضاءة جيدا بالضوء الطبيعي يقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية وانتشار البكتيريا.