هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ديلي بيست" مقالا للكاتبة غلودي تيلور، تحت عنوان "ترامب عنصري وإن كنت تدعمه فأنت مثله"، تقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عنصري في أقواله وأفعاله.
وتؤكد تيلور في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، أن "هذا الكلام ليس جديدا، وليس مجرد كلام عم سكران في حفلة شواء يمكننا التغاضي عنه".
وتقول الكاتبة إن "التعصب خطير، وعندما يتعلق الأمر بالقائد الأعلى للقوات المسلحة فهو يعني عدم القدرة على الاعتراف بالإنسانية، والفشل في التحرك بسلطة أخلاقية في وقت الأزمة".
وتشير تيلور إلى أن "الرئيس زعم يوم الأحد أن النائبات المنتخبات يعدن في أصولهن لبلاد وحكومات تعاني من كارثة كاملة، و(أسوأ وأكثر حمقا من أي مكان في العالم)، ودعا آيانا بريسلي ورشيدة طليب وألكسندرا أوكاسيو -كورتيز وإلهان عمر، وهن النائبات الديمقراطيات الأكثر صراحة وقوة في مواجهة الإدارة ومعاملتها غير الإنسانية للمهاجرين، إلى مغادرة أمريكا".
وتلفت الكاتبة إلى أن "من بين الأربع نائبات فإن ثلاثا ولدن في أمريكا، وكلهن مواطنات أمريكيات، وانتخبن في الكونغرس".
وتجد تيلور أن "استهانة ترامب البغيضة بالقيم الأمريكية لا تأتي من فراغ، فهي تظهر في كل يوم، فقد غضب لأنهن قمن مع وفد من النواب الديمقراطيين بزيارة مراكز الاحتجاز المقامة في الولايات الحدودية، وما وجدنه كان باعثا على الحزن، وسط تقارير عن الانتهاكات المستشرية والإهمال، ما دفع بترامب مرة أخرى لرفض التغطية الخبرية واصفا إياها بأنها (أخبار مزيفة)، وبدلا من تحسين الظروف الأساسية، والعمل مع الحزب الديمقراطي على إصلاحات شاملة، فإن الرئيس قال ببساطة إن على المهاجرين العودة إلى بلادهم إن لم تعجبهم الظروف في مراكز الاعتقال".
وتستدرك الكاتبة بأن ترامب قرر حرف النظر عن الموضوع الرئيسي، ووجه سهام هجومه إلى الأصوات الديمقراطية التي دعت كلها لمحاكمته، وكتب مخاطبا النائبات الأربع: "لماذا لا يعدن ويساعدن على إصلاح الأماكن المحطمة التي تستشري فيها الجريمة والتي جئن منها"، وعندما "يعدن يقلن لنا كيف يمكن عمل هذا"، وقال: "هذه الأماكن بحاجة للمساعدة الماسة وعليكن المغادرة بسرعة".
وتبين تيلور أن الجمهوريين التزموا بالصمت، إلا أن الرد من الديمقراطيين كان حاسما وسريعا، فردت النائبة أوكاسيو- كورتيز، قائلة: "سيدي الرئيس البلد الذي جئت منه وأقسم على الولاء له هو الولايات المتحدة الأمريكية"، وأضافت: "أنت غاضب لأنك لا تستطيع التفكير بأمريكا التي تضمنا، فأنت تعتمد على أمريكا الخائفة لمواصلة عمليات النهب"، فيما ردت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، قائلة إن دعوة ترامب النائبات الأربع إلى العودة إلى بلادهن الأصلية هي تأكيد أن خطته "جعل أمريكا قوية من جديد" هي عن "جعل أمريكا بيضاء مرة أخرى"، وأضافت أن "تنوعنا هو مصدر صلابتنا، ووحدتنا هي مصدر قوتنا".
وترى الكاتبة أن "خطاب ترامب ليس مجرد كلام مثير للانقسام وللاشمئزاز، بل هو تعبير عن سياساته القاتلة، التي ظهرت من طريقة معاملته للمهاجرين في مراكز الاحتجاز التي تشرف عليها الدولة، أو الدعم القليل الذي أرسل إلى بورتوريكو بعد إعصار ماريا".
وتؤكد تيلور أن "هذه ليست هي المرة الأولى التي كشف فيها ترامب عن نفسه ودون حياء أمام الرأي العام، فشعاره (لنجعل أمريكا قوية مرة ثانية) كان دائما عن دعم ومساعدة القطاع الكاره من الناخبين، الذين يعدون أنفسهم متفوقين على الآخرين من خلال لون البشرة والدين".
وتنوه الكاتبة إلى أنه "حتى قبل إعلانه عن ترشيحه للرئاسة، فإنه طالما أمتع مشاهدي الأخبار التلفازية بنظريات المؤامرة العنصرية حول الرئيس السابق باراك أوباما، وتعهد بإرسال المحققين لإثبات أن الرئيس الـ44 للولايات المتحدة ولد خارجها، ثم سخر من المهاجرين القادمين من هاييتي والسلفادور والدول الأفريقية، التي وصفها بـ(دول حفرة المجاري)، وقال ذات مرة إن المهاجرين من هاييتي مصابون بالإيدز، وإن المهاجرين القادمين من نيجيريا لن يعودوا أبدا لأكواخهم".
وتفيد تيلور بأنه "بحسب تفكير ترامب فإن قاضيا أمريكيا من أصول مكسيكية لا يصلح لأن يتولى قضية تزوير تتعلق بإحدى شركاته، ويعتقد أن (الكسل هو صفة ملازمة للسود)، وقام ترامب، الذي اتهمت شركة إسكان تابعة له بالتمييز ضد السود، بوضع إعلان على صفحة كاملة في (نيويورك تايمز) يدعو فيه إلى إعدام خمسة أحداث سود أبرياء، ورفض حذف الإعلان حتى بعد تبرئتهم، وبعد مقتل الناشطة هيذر هيير في تشارلوتسفيل في فرجينيا على يد المتفوقين العنصريين البيض، تحسر قائلا إن بين الطرفين (أناسا طيبين)".
وتختم الكاتبة مقالها بالقول: "ترامب ليس شخصا طيبا، وكلماته يوم الأحد ليست مشحونة أو تغذيها العنصرية أو تغمرها، بل هي عنصرية واضحة ولو كنت من داعميه فأنت مثله".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)