من أجمل الأخبار وسط هذا الكم الهائل من الأخبار القبيحة؛ هو عودتنا لقطر وعودة
قطر إلينا.. لأن حكاية تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين الأردن وقطر ما كان يجب أن ندخلها من البداية؛ لكنها السياسة قاتل الله لحظاتها الحرجة والتواءاتها القسريّة!
قطر التي تكبر وعياً وحضارة ونحن عنها غافلون؛ أو متغافلون.. والتي دخلت في ربع قرنٍ كلّ تفاصيل حياتنا اليومية لأن هناك استراتيجية إعلامية لم تحد عنها ولم تبدّل جوهرها كُرمى لأحد.. لأنها أخذت على عاتقها ألا تسيّر المال ولا تصيّره في البارات والحانات والملذا؛ التي امتلأت فيها أفلام هوليوود في رسم صورة العربي الجاهل الذي يريق كرامته قبل ماله تحت أقدام العاهرات..!
قطر؛ خرجت بعملاق "الجزيرة" ولم تنظر خلفها.. فغيّرت واقع الإعلام العربي، وجعلت أنظمة شمولية تغيّر كثيراً من قوانينها الناظمة كي تستر شيئاً من عوارها أمام ما تكشفه الجزيرة من حقائق.. هذا غير أنها ساهمت في خلع أنظمة في ثورات ربيعنا العربي.. قطر حكاية كبيرة؛ واضحةٌ للعيان لا ينكرها إلاّ جاهل ولا يغضّ البصر عنها إلاّ أعمى يسعى للظلام؛ لأنها مشروع عربي يستجلب العقول، ويسمح لك أن تعارضه وتشتمه وأنت لا تخشى العقاب ولا حتى العتب.
تختلف مع قطر؟ حقّك.. لا تحبّها؟ كما تشاء؛ أنت وقلبك.. ولكنك مهما بلغت من الأمر فلن تستطيع أن تمنعها بأن تكبر وتكبر وأن تكبر معها مشاريع عربية عملاقة؛ ولن تستطيع إلاّ أن تتعامل معها لأنها من زادك اليوميّ ومن أحلامك الدائمة.
مرحى لعودة قطر..