صحافة دولية

نيويورك تايمز: أميرة جديدة تنشق من قصور حاكم دبي

نيويورك تايمز: الأميرة هيا زوجة حاكم دبي تبحث عن ملجأ في لندن- جيتي
نيويورك تايمز: الأميرة هيا زوجة حاكم دبي تبحث عن ملجأ في لندن- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مشتركا أعده كل من فيفيان يي وديفيد كيرباتريك، يتحدثان فيه عن فرار الأميرة هيا بنت الحسين، وزوجة حاكم إمارة دبي، إلى ألمانيا ثم بريطانيا، قائلين إن "أميرة أخرى من دبي تنشق وأشعار الألم تتوالى". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عددا قليلا من قادة العالم ممن عرف عنهم أنهم يكتبون الشعر، والأقل منهم يقومون بنشره للاستهلاك العام، ولا أحد منهم البتة يتحدث عن مشكلاته الزوجية شعرا وينشرها على صفحته في الإنترنت. 

 

ويستدرك الكاتبان بأن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد بن المكتوم نشر أشعاره باللغتين العربية والإنجليزية، التي تعبر عن قلبه المكروب، ليقرأها أي شخص لديه إنترنت، فتحدث في واحدة عن نهاية الكلام والصمت القاتل الذي يعذبه، وفي أخرى أكد لحبيبته أنه لم يعد لديها مكان عنده، فيما قال في ثالثة إنه لم يعد يهتم إن عاشت أو ماتت. 

 

وتقول الصحيفة إن الأميرة هيا، وهي أكثر نسائه ظهورا وفتنة، تركته، وغادرت مع ولديها، 11 عاما و7 أعوام إلى لندن قبل عدة أشهر، بحسب ما قاله مصدر مقرب من العائلة الحاكمة، مشيرة إلى أنها الأميرة الثالثة التي تهرب من قصور الشيخ محمد في دبي، أكبر مدن الإمارات العربية المتحدة. 

 

وينقل التقرير عن الشخص الذي تحدث للصحيفة، قوله إن الأميرة هيا (45 عاما) تحاول الحصول على لجوء سياسي في بريطانيا والطلاق من الشيخ محمد، مشيرا إلى أن انشقاقها يأتي بعد محاولة اثنتين من بنات الشيخ محمد الهروب، وهما شمسة ولطيفة، اللتان قبضت عليهما القوات الإماراتية، حيث تحتجزان ضد إرادتهما، كما تقول جماعات حقوقية. 

 

ويفيد الكاتبان بأن الأميرة هيا تعرضت لنقد لدورها في محاولة تبييض صفحة العائلة الحاكمة، بعد هروب الشيخة لطيفة والقبض عليها، حيث قامت بدعوة صديقتها الرئيسة الإيرلندية السابقة ماري روبنسون لزيارة دبي، والشهادة بأن لطيفة في حالة جيدة وتعيش حياة طبيعية، مشيرين إلى أن الأميرة هيا لم تتحدث عن سبب مغادرتها الإمارة، فيما لا تذكر أشعار الشيخ محمد اسم المرأة المعنية في قصائده، ورفضت حكومة الإمارات التعليق. 

 

وتذكر الصحيفة أن حياة الأميرة هيا معروفة في الإعلام البريطاني، فتتم متابعة أخبارها إلى جانب زوجها وحضورهما لسباق الخيول في أسكوت وإيبسوم داربي وغير ذلك من سباقات الخيل المعروفة في التقويم السنوي لمباريات الفروسية، لافتة إلى أنها ابنة الملك الأردني الراحل الحسين، ودرست في مدارس خاصة، وأنهت دراستها الجامعية في جامعة أوكسفورد، حيث درست السياسة والفلسفة والاقتصاد.

 

وينوه التقرير إلى أن الأميرة هيا مثلت الأردن في سباق قفز الحواجز في أولمبياد سيدني عام 2000، وكانت الرئيسة السابقة للفيدرالية الدولية للفروسية، وتعد وزوجها من بين أصدقاء الملكة إليزابيث الثانية، مشيرا إلى أن الإعلام الإماراتي عادة ما كان ينشر تقارير عن عملها الخيري، وحفلة زواجها البسيطة من الشيخ التي تمت في عام 2004. 

 

ويشير الكاتبان إلى أن مجلة المرأة الإماراتية كتبت مقالا، تحت عنوان "11 لحظة تجعل من الشيخ محمد والأمير هيا الزوجين المثاليين"، تقول فيه: "لا نتعب من متابعة الاثنين"، ويقدم المقال تفاصيل عن زيارة الزوجين لسباق الخيل الملكي في أسكوت، وهو من أشهر سباقات الفروسية البريطانية، حيث يملك الشيخ إسطبل خيول ضخما اسمه "غودولفين" في نيو ماركت. 

 

وتستدرك الصحيفة بأن الأميرة كانت غائبة بشكل واضح عن مباريات أسكوت، التي عقدت في حزيران/ يونيو، مشيرة إلى أن صحيفة "التايمز" ذكرت في يوم الاثنين أنها تعيش مع ولديها الشيخ زايد والشيخة جليلة في بيت كبير قرب قصر كينسينغتون في لندن، الذي تقدر قيمته بحوالي 107 ملايين دولار، وذكرت تقارير غير مؤكدة أنها طلبت اللجوء السياسي في ألمانيا قبل أن تصل إلى لندن. 

 

ويرجح التقرير أن تكون إجراءات الطلاق معقدة لأميرة مع ولدين، فهناك مليارات الدولارات، وتشابك في العلاقات، بما في ذلك علاقة الإمارات الطويلة مع بريطانيا والأردن.

 

ويلفت الكاتبان إلى أنه في الوقت الذي يمكن للرجال إنهاء الزواج بسهولة، بحسب الشريعة الإسلامية، التي يعمل بها في الإمارات العربية، إلا أن النساء يحتجن للذهاب إلى المحكمة، والتغلب على عدد من المعوقات قبل إنهاء الزواج، مشيرين إلى أنه يمكن للمرأة المطلقة الحفاظ على حق حضانة الأطفال لسن معينة، إلا أن الوصاية القانونية عليهم وتعليمهم والإنفاق عليهم تقع على كاهل الرجل. 

 

وتقول الصحيفة إن "ما يجعل رحيلها مثيرا للاهتمام هو دور الأميرة هيا في قضية الشيخة لطيفة، وربما سلطت الضوء في مرحلة معينة عليها، وحاولت الشيخة لطيفة الهروب مما وصفته بالجو الخانق في دبي، وفرت على متن يخت وجهته الهند، لكنها لم تصل إلا إلى المحيط الهندي، حيث قبض عليها ومن معها من الطاقم وتمت إعادتها إلى الإمارات". 

 

وينوه التقرير إلى أن مكتب الشيخ محمد أصدر بيانا في كانون الأول/ ديسمبر، أكد فيه أن الشيخة لطيفة آمنة في دبي، واحتفلت بعيد ميلادها الـ33 مع عائلتها، وتعيش "بسلام وخصوصية"، مشيرا إلى أن الشيخة لطيفة لم تظهر منذ اعتقالها وإعادتها إلى دبي، باستثناء صورة نشرتها عائلتها لها مع الرئيس السابقة لإيرلندا والمفوضة السابق لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة روبنسون؛ في محاولة لإظهار أن الشيخة لطيفة في حالة جيدة. 

 

ويذكر الكاتبان أن الأميرة هيا، التي تعرف روبنسون منذ سنين، قامت بدعوتها إلى دبي، وقد تعرضتا لانتقاد واسع لمحاولتهما المساعدة على تبرير اختفاء الشيخة لطيفة، التي ظهرت في الصورة في حالة ذهول وسكون.  

 

وتشير الصحيفة إلى أن الأميرة هيا دافعت عن نفسها وروبنسون، في مقابلة لاحقة مع إذاعة "آر تي إي" الإيرلندية، وأكدت أن الشيخة لطيفة في أمان، وقالت: "أبذل كل ما بوسعي لحماية الشابات اللاتي يتعرضن للخطر، والتأكد من عدم استغلال أشخاص لهن خدمة لأجنداتهم الخاصة". 

 

ويلفت التقرير إلى أن الناشطين الذين عملوا لدعم حالة لطيفة دعوا الأميرة هيا للتعاون مع المجتمع الدولي، والتحقيق في أخطاء الشيخ محمد، وقالت رادا ستيرلنغ من منظمة سجناء في دبي، إن "الأميرة هيا، على أكبر احتمال، هي ضحية وشاهد". 

 

ويقول الكاتبان إن المتحدث باسم وزارة الخارجية رفض التعليق، وكذلك وزارة الخارجية البريطانية، ووزارة الداخلية التي تتعامل مع طلبات اللجوء، فيما قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إنه لا توجد لديه أي معلومات. 

 

وتستدرك الصحيفة بأنه رغم زاوجهما في الأردن، إلا أنهما مواطنان إماراتيان، مشيرة إلى قول محامي القضايا العائلية في شركة "بيننغتونز مانشسيز كوبر" في لندن، جيمس ستيوارت، إن قضية الطلاق يمكن تقديمها في لندن طالما استطاعت الأميرة إثبات أنها مقيمة هناك، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي قد تحصل تعقيدات في الطلاق، بسبب طبيعة الزواج المتعدد، إلا أن الأزواج الأثرياء القادمين من الخارج، وبظروف معقدة، عادة ما يقومون بتسويات خارج المحكمة؛ بسبب نظام الخصوصية والحماية القانونية. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه مهما كانت الشروط فيبدو أن الشيخ محمد مستعد للطلاق، كما بدا في قصيدته الأخيرة، التي قال فيها إن العطار لا يوجد لديه علاج لما جرى. 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
الى ABARAN
الأربعاء، 03-07-2019 06:31 م
اني كاره لحكام الامارات والسعوديه لماتسببوا به من قتل في اليمن وسوريا وليبيا والسودان الان وربما الجزائر . الا ان ما ذكرت انت ليس حرام ان يبنوا وياكلوا ويتمتعوا بما اعطاهم الله.
ABARAN
الأربعاء، 03-07-2019 02:30 م
قبل عام 1971 كانوا يسكنون الخيمة ويشربون بـــول البعير ويركبون الجمال والبغـال وينامون عند غروب الشمس. وبفضل الغرب الكافر والملاحدة الذين إكتشف البترول أصبحوا يسكنون الأبراج ويشربون الريـــد بول والنبيــــذ الفرنسي ويركبون سيارات وطائرات فارهة.