هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر رئيس الحكومة المغربية السابق، والأمين العام السابق للحزب، عبد الإله بن كيران، من انهيار حزب العدالة والتنمية من الداخل بفعل الانحرافات الأخلاقية، واعتبر أن السياسة ليست ملء الكراسي فقط، وانتقد ما أسماهم بـ"المهرجين والنصابين".
جاء ذلك في شريط مسجل نشره على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليل الجمعة 28 حزيران/ يونيو الجاري، أثناء استقباله عددا من شبيبة حزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء.
وأوضح ابن كيران: "لسنا الإسلام السياسي، نحن الإسلام في إطار الجدية، الذي رد الأمور إلى نصابها الصحيح، وأنا صاحب هذه المراجعة داخل حركة التوحيد والإصلاح لما كنت رئيسا".
وزاد: "في بداية التجربة كنت قلت للإخوان لم نأت لإقامة الدولة الإسلامية، وإنما جئنا من أجل الله، كما وجدتموه في ميثاق حركة التوحيد والإصلاح، البند الأول والهدف الأول وهو (ابتغاء وجه الله والدار الآخرة)".
ومضى يقول: "في مرحلة شرعنا في ترتيب الأولويات والأهداف والوسائل، وبعدها شرعنا في ترتيب أمورنا، واكتشفنا أن السياسة في الرتبة الثامنة كوسيلة، أو باعتبارها واجبا، لأننا مغاربة نعيش مع المغاربة، وتدبير الشأن العام هو تدبير من الجميع، كما أننا سكان عمارة، ونظافة الشارع مسؤولية السكان، وهذه هي السياسة".
وأفاد: "إن ابتغاء مرضاة الله، الذي اجتمعنا عليه منذ اليوم الأول، هو الهدف والمعيار والميزان الذي يجب أن نظل ملتزمين ومتشبثين به، إن أردنا أن نظل أوفياء لذواتنا".
اقرأ أيضا: رسائل ابن كيران: الملك ليس نبيا.. والحكومة غير مقدسة (شاهد)
وشدد: "وهذه لأكون واضحا لقد انتهي منها، لا يهمني أن يخسر الحزب الانتخابات، لستم أنبياء، أنتم ناس تحاولون خدمة الناس، والناس تراقب وتنظر وتحكم ولا خوف عليكم ما دمتم لم تبدلوا من أنفسكم".
وسجل: "علينا أن نشعر أننا روح جديدة تجري في البلد، ولسنا أيها الناس اصنعوا لي كرسيا حتى أجلس عليه، لست وحدك من يريد الجلوس على الكرسي، مليون إنسان تريد الجلوس على الكرسي، لذلك علينا الاستقامة واستحضار رقابة الله".
وكشف ابن كيران عن التحرش داخل حزب العدالة والتنمية، على المتحرشين بالأخوات بترك الحزب، هناك أحد الإخوة أو (إخ) يتحرش بالأخوات فهل هذا هو عمل الصالحات؟ دعونا نتحدث بصراحة شديدة، أيها الإخوان إذا أردتم هذه التصرفات اخرجوا من هذا الحزب أو قولوها لنا حتى نخرج منه".
واستطرد: "قولوا لنا إن هذا الحزب ليس لكم أو لم يعد لكم، كونوا واضحين معنا، كونوا صرحاء معنا، حتى نفعل ما ينبغي لنا اتخاذه".
فالله لم يأمرنا بدخول العدالة والتنمية، فالعدالة والتنمية ليس حزب المواقع والنصابين والمهرجين، والباحثين عن المغانم، أخبرونا حتى نترك لكم الحزب، وليضرب الله بيننا وبينكم حجابا مستورا".
وقال ابن كيران، إن بعض أعضاء الحزب يتهافتون على المناصب ويحلمون بالظهور على التلفاز فقط، عليهم إما الخروج من الحزب أو إخبارنا لكي نخرج منه.
وزاد إن "استمر حزب العدالة والتنمية، ولم يقع حله من طرف الدولة أو حل نفسه، فلا يجب أن يستمر لملء المقاعد الفارغة فقط".
وأضاف: "نحن ساهمنا في الإصلاح والبداية كانت جيدة ولكنه بداية البداية فقط، لكن كيف سنحافظ على هذا النفس ونستمر كأداة للإصلاح في المجتمع؟".
اقرأ أيضا: حديث مثير لابن كيران عن الحزب والعلمانية وصلاة التروايح
وقال أيضا: "حزب العدالة والتنمية إن كان سيستمر، وليس ضروريا لأنه يمكن أن تحله الدولة ويمكن أن يحل نفسه، لكن الصواب أنه سيستمر، فهل سيستمر لملء الكراسي الفارغة؟ أم ليكون فقط في الواجهة ويظهر في التلفاز ويقوم بالتدبير العادي؟".
وسجل ابن كيران أن هناك "وزراء سابقين يخرجون للشارع لا يعرفهم أحد ولا يسلم عليهم أحد حتى لو كانوا يعرفونهم".
واعتبر رئيس الحكومة السابق أن حزبه جيد لحد الآن، وأضاف: “الحكومة الحالية سنحكم عليها في نهايتها والعبرة بالخواتيم، حتى حكومتي كان فيها نزول وصعود، وفي النهاية الشعب هو الذي أعطى النقطة في الانتخابات”.
وأوضح المتحدث أن حزبه انتقل من 107 إلى 125 مقعدا برلمانيا، "فهذا غير طبيعي بعد نهاية الولاية الحكومية، ويؤكد أن الناس قدروا ما قمنا به، رغم مسيرة ولد زروال وتخويف الناس بالإصلاحات التي قمنا بها في التقاعد والمقاصة، والحديث عن المس بالقدر الشرائية للمواطنين".