هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر حقوقيون مصريون من تعرض العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، والرموز السياسية المعارضة للانقلاب العسكري والمتواجدين بالسجون المصرية، لنفس مصير الرئيس المصري السابق محمد مرسي، نتيجة الإهمال الطبي، والظروف غير الإنسانية التي يعيش فيها المعتقلون.
وأكد الحقوقيون لـ "عربي21" أن اثنين من مرافقي مرسي في قضية التخابر مع حماس، تعرضوا لظروف مرضية مشابهة لما تعرض له مرسي، خلال الجلسات السابقة لنفس المحكمة، منهم نائب المرشد العام للإخوان المسلمين رشاد البيومي والذي يعد أكبر المعتقلين السياسيين سنا، والدكتور مصطفى الغنيمي (71 عاما).
وبحسب الحقوقيين، فإن البيومي تعرض قبل أسبوع من وفاة مرسي لأزمة صحية أثناء نظر الجلسة، وصفتها مصلحة السجون بأنها ذبحة صدرية خطرة، أدت لاحتجازه في مستشفى ليمان طرة، ويعاني البيومي (85 عاما) من مشاكل صحية عديدة، بالإضافة لكبر سنه، وهو ما أدى لنقله أكثر من مرة من محبسه في سجن العقرب، لمستشفى ليمان طرة، لتلقي العلاج ووضعه تحت الملاحظة الطبية.
أما مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، فقد تعرض لنوبة سكر داخل القفص، أدت لغيابه عن الوعي قبل وفاة مرسي بعدة أيام، وقد طلب المحامون من رئيس المحكمة، نقله للمستشفى لخطورة حالته الصحية، وكبر سنه وظروف احتجازه غير الإنسانية في سجن العقرب، إلا أن المحكمة رفضت ذلك واكتفت بتدوين وصف لحالته الصحية في محضر الجلسة.
سوابق خطرة
ويؤكد رئيس اللجنة القانونية بحزب الحرية والعدالة مختار العشري لـ "عربي21"، أن ملف الرعاية الصحية أصبح خطرا يهدد حياة المعتقلين السياسيين، كما أنه كان سببا في وفاة أكثر من 130 معتقلا منذ الإنقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، وحتى وفاة الرئيس محمد مرسي وفقا للعديد من التقارير الحقوقية المعنية بالملف الطبي للمعتقلين السياسيين.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تدعو لتحقيق "نزيه" وشامل في وفاة مرسي
ويشير العشري إلى أن البداية كانت بعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة فريد إسماعيل، الذي توفي في نيسان/ أبريل 2015، نتيجة إهمال طبي متعمد أدى لإصابته المستمرة بغيبوبة كبد داخل حبسه الانفرادي بسجن العقرب، وقد تدهورت حالته بعد رفض تقديم أي رعاية صحية له داخل محبسه.
وينقل العشري عن معتقلين سابقين رافقوا إسماعيل، أن ضباط المباحث رفضوا تنفيذ توصية أطباء السجن بتوفير عبوة عصير وزجاجة مياه معدنية له يوميا، نتيجة غياب السوائل والسكريات في جسمه، إلا أن الضباط رفضوا ذلك وتعنتوا في نقله للمستشفى بعد إصابته بالغيبوبة أكثر من مرة.
ويضيف الحقوقي السابق، أن نفس الوضع تكرر في نفس السجن، بعد أقل من أسبوعين مع الشيخ نبيل المغربي أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية بمصر، والذي أصيب بالسرطان نتيجة حبسه بزنزانة انفرادية لتسع سنوات كاملة خلال حكم مبارك، ونتيجة لاعتقاله بعد الانقلاب العسكري، عادت معاناته مع آلام السرطان مرة أخرى، وقد تعنتت إدارة السجن في نقله للعلاج بمستشفى المنيل الجامعي، التي نقل إليها قبل وفاته بـ 48 ساعة فقط بعد تردي حالته الصحية.
ويؤكد العشري أن قائمة الراحلين تضم المرشد العام السابق للإخوان محمد مهدي عاكف الذي أصيب بالسرطان وساءت حالته الصحية، ورفضت وزارة الداخلية الإفراج الصحي عنه، رغم تجاوز عمره التسعين، بالإضافة لمرجان سالم وعصام دربالة، وقبلهم طارق الغندور، وبعدهم العشرات من الشباب والشيوخ الذين تعرضوا لإهمال طبي متعمد أدى لوفاتهم.
قائمة الخطر
ووفق رأي المحامي والحقوقي أحمد عبد الباقي المتابع لملف المعتقلين بمصر، فإن الآلاف من المعتقلين السياسيين يعانون من خطر الوفاة نتيجة سوء الرعاية الصحية والمعيشية بالسجون، من أبرزهم المرشد العام للإخوان محمد بديع (74 عاما)، ونائبه رشاد البيومي (85 عاما)، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية، والسفير رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، والمستشار محمود الخضيري (82 عاما).
ويوضح عبد الباقي لـ "عربي21" أن هناك حالات خطرة يعاني مثل عصام حشيش ومحمد البلتاجي ومصطفى الغنيمي وإبراهيم أبو عوف، وجهاد الحداد ووالده عصام الحداد، وعصام العريان، والكاتب الصحفي أبو إسلام أحمد عبد الله، والشيخ محمود شعبان الذي سبق إصابته بشلل خلال اعتقاله في المرة الأولي، بالإضافة لرئيس تحرير جريدة الشعب مجدي أحمد حسين.
اقرأ أيضا: إيكونوميست: وفاة مرسي هي المقطع الأخير والحزين لثورة مصر
ويضيف الحقوقي المصري أن القائمة تضم كذلك محمد سعد الكتاتني رئيس البرلمان السابق، والشيخ مصطفى حمزة القيادي بالجماعة الإسلامية، وخالد صقر الداعية السلفي الشهير، والكاتب الصحفي الشاب إبراهيم الدراوي، بالإضافة للمئات أو الآلاف الذين لم يحظوا بنفس القدر من الشهرة ولكنهم متواجدين في معظم السجون المصرية.
وحسب عبد الباقي، فإن الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل ممنوع من الخروج من الزنزانة مثل غيره من معتقلي سجن ملحق الزراعة وهو ما أصابه بسمنة مفرطة، أثرت بالسلب على كل أجهزة الجسم، وهو ما يضع حياته أمام خطر حقيقي، إذا لم يتلق الرعاية العاجلة.