هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "ترشيح أيوب قرا سفيرا إسرائيليا في مصر تحيط به كثير من الإشكالات والتحفظات، لأنه يعتبر أحد رموز الأحداث الدبلوماسية الأكثر إحراجا لإسرائيل.
وفي ظل شبكة العلاقات المعقدة بين إسرائيل ومصر، فإن "قرا مطالب بأن يحافظ على مستوى منخفض من الحضور، لأن لديه سجلا طويلا من التصريحات والسلوكيات المخجلة، ما يجعل من تعيينه بهذا المنصب الحساس أمرا غير مناسب، بل خطيرا".
وأضاف شلومي ألدار في مقال على موقع يسرائيل بلاس، ترجمته "عربي21" أن "توجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لتعيين وزير الاتصالات قرا سفيرا في القاهرة، جاء بعد فشل الأخير في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود عشية الانتخابات الأخيرة في أبريل المنصرم، وجاء ترتيبه في المكان 39، ولم يتم انتخابه للكنيست الحادي والعشرين، وبعد إعلان النتائج زعم أنه تعرض لعملية اغتيال سياسي مقصودة".
وأوضح ألدار، خبير الشؤون الفلسطينية والعربية، أن "نتنياهو يريد من تعيين قرا سفيرا في مصر إرضاءه، ومن خلفه الطائفة الدرزية الغاضبة من الليكود بسبب قانون القومية اليهودية، حيث جاء تصويت الدروز لصالح الليكود منخفضا جدا هذه المرة بنسبة 2.6%، بعد ان كانت نسبتهم في انتخابات 2015 تصل إلى 8%".
واستدرك قائلا إنه "من المتوقع ان يمنى نتنياهو بخيبة أمل كبيرة إن أراد أن يحصل على مزيد من أصوات الدروز في الانتخابات القادمة عقب تعيين قرا سفيرا في مصر، لأنه صوت آنذاك لصالح قانون القومية، بل كلفه نتنياهو لتسويق القانون بين الدروز، وزعم أن القانون لا يمسهم، ما أثار غضبا في أوساط طائفته، ورأوا في تصريحه هذا تزلفاً لنتنياهو من أجل تحسين موقعه الحزبي في الليكود".
وكشف أنه "في ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في مايو أرسل قرا مبعوثا باسم الحكومة للمقبرة العسكرية في بلدة عسفيا الدرزية، فأثار حضوره غضب العائلات الدرزية الثكلى، التي غادرت الاحتفال احتجاجا على حضوره، كما أن أعضاء حزب الليكود يطلقون عليه وصف "المهرج"، والحقيقة أنه يتكسب من وراء هذا الوصف غير المحبذ".
اقرأ أيضا : أيوب قرا.. مرشح نتنياهو سفيرا لإسرائيل بمصر.. من هو؟
وأوضح أنه "عقب انتخابات 2015 حين علم قرا أن نتنياهو ليس بصدد تعيينه وزيرا في حكومته السابقة، ادعى أنه يعاني من آلام في صدره، وحين توجه للمستشفى لم يكتشف الأطباء أي مشكلة صحية لديه، عقب هذه الحادثة عينه نتنياهو وزيرا بلا وزارة، وفي 2017 عينه وزيرا للاتصالات".
وأشار أن هذه "ليست الإشكالات الوحيدة الكفيلة باعتراض تعيين قرا سفيرا لإسرائيل في مصر، لأننا أمام الإنسان غير الملائم بالمرة لأن يكون سفيرا في واحدة من أكثر الدول المهمة لإسرائيل بسياستها الخارجية، فإسرائيل تعيش شبكة علاقات معقدة مع جارتها الجنوبية، والرأي العام المصري معاد لأي تطبيع مع إسرائيل، ما يتطلب من السفير الإسرائيلي أن يحافظ على مستوى منخفض من الحضور، والإدلاء بالتصريحات".
وأضاف أن "هذا التنويه يذكرنا بما حصل في 2017، حين تمت إعادة السفير الإسرائيلي في القاهرة لتل أبيب، ديفيد غوبرين وطاقمه الكامل، في أعقاب توفر إنذارات ساخنة عن تعرض حياتهم للخطر، مع أن سبتمبر 2011 شهد مهاجمة مقر السفارة في القاهرة من متظاهرين مصريين هددوا بإحراق المبنى على ساكنيه.
وحينها قررت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن يعمل الدبلوماسيون الإسرائيليون بصورة مجدولة زمنيا ولمدد محدودة داخل مصر، فالطاقم الإسرائيلي يسافر من إسرائيل إلى مصر ثلاثة أيام فقط في الأسبوع، ثم يعود إلى تل أبيب".
وخلص إلى القول إننا "أمام مهمة غير تقليدية لإسرائيل في مصر، خطأ صغير واحد، كلمة واحدة في المكان غير المناسب، ستكون نتيجة أزمة دبلوماسية خطيرة في أحسن الأحوال، أو خطر على حياة طاقم السفارة في أسوأ الأحوال..
مع العلم أن السيرة الذاتية للوزير قرا مكتظة بحوادث دبلوماسية مخجلة ومخيبة للآمال، ما جعل من تعيينه وزيرا درزيا وحيدا في الحكومة الإسرائيلية ليس مصدر فخر لطائفة الدرزية".
وأشار أن "ترشيح قرا سفيرا في مصر يعد أمرا خطيرا، وليس فقط غير ملائم، لأنه تسبب بأزمات دبلوماسية إقليمية، وعرض حياة إسرائيليين للخطر فقط لأنه يريد أن يحظى بعناوين الأخبار، فقد التقى بممثل عن الصحراء المغربية ما تسبب بإرسال رسالة احتجاج من الرباط لتل أبيب، كما أنه كشف عن علاقات لإسرائيل مع السعودية، وحصل معه حادث دبلوماسي مخجل بإمارة دبي تسبب بإعاقة الوفد الإسرائيلي المشارك في مؤتمر للاتصالات".
وأضاف أن "قرا وصل إلى إيطاليا على رأس وفد إسرائيلي للفاتيكان في 2016، والتقى مع البابا، وخلال وجوده هناك شهدت ايطاليا هزة أرضية دفعت قرا للحديث بشكل غريب أن سببها عقاب رباني لإيطاليا لأنها صوتت في اليونسكو على أن حائط البراق مكان مقدس للمسلمين، ما اضطر وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى إصدار بيان تنويه لمنع حدوث أزمة دبلوماسية مع روما".