هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق نشطاء وخبراء فلسطينيون في مجال الأمن الإلكتروني، حملة "خليك صاحي" التوعوية، بهدف التعريف بطرق وأساليب أجهزة مخابرات الاحتلال، والثغرات التي يمكن أن تنفذ من خلالها للحصول على معلومات عن الفلسطينيين.
وتنشط تلك الأجهزة بشكل غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي، وتتخذ طرقا متعددة، وتمارس عمليات ابتزاز وإسقاط للفلسطينيين، خاصة فئة الشباب، بغية الحصول على أكبر قدر من المعلومات التي يمكن أن يستخدمها لاحقا ضد الفلسطينيين، لا سيما المقاومة.
ابتزاز وتشويش أفكار
الخبير والمختص في التوعية المجتمعية والإعلام محمد أبو هربيد قال، إن الحملة تأتي ضمن الجهود التي تبذل لمواجهة أنشطة الاحتلال في التأثير على المجتمع الفلسطيني، كاستغلال حاجات الناس وابتزازهم، وتشويش أفكارهم.
وأضاف أبو هربيد، وهو الناطق باسم هيئة التحصين المجتمعي بغزة، إن فكرة الحملة قديمة متجددة، وذلك لأن الاحتلال يجدد من أساليبه وإجراءاته لإضعاف صمود الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن صراع العقول يلزمة مجتمع واع يكون على قدر التحدي، وتابع: "كلما اتسعت مساحة الوعي، تراجعت فاعلية أساليب العدو".
وشدد الخبير الفلسطيني في حديث لـ"عربي21" على أن المعركة أصبحت مكشوفة وواضحة مع الاحتلال بعد انتشار مواقع التواصل الحديثة، "فلا ينبغي ترك المجال للمهاجم ولا بد من مواجهته".
ويقوم على الحملة التي انطلقت من قطاع غزة، قطاعات مختلفة من إعلاميين ومثقفين ووزارات وأجهزة وفصائل فلسطينية، بالإضافة لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا: الموساد ينشر تفاصيل مثيرة لاغتيال 3 قيادات لفتح ببيروت
ولفت أبو هربيد أحد المشرفين على الحملة، إلى أنها ما زالت في بداياتها، وهي تعتمد على خطة ناعمة تزحف بتصاعد، تبدأ بمواقع التواصل الاجتماعي ثم تنتقل للقاءات المباشرة مع قطاعات النخب والمؤثرين، ثم بالتوزاي مع الإعلام الرسمي إلى أن تصل لمعالجة الاحتياجات للحالات التي استغلت وبحاجة إلى توجيه.
استغلال حالة الفقر
وعن دور فصائل المقاومة التي تعد الأكثر استهدافا من قبل أجهزة الاحتلال، قال أبو هربيد: " الفصائل جزء من الحالة الوطنية التي تؤثر وتتأثر بمثل هذه البرامج، وهي أكبر قطاع يهتم بالحملة، كونها توفر بيئة صحية آمنة لأنشطتها، أما فيما يتعلق بدورها المباشر، فهي في مواجهة مستمرة مع أساليب العدو وهجماته التي تستهدف الجميع بمن فيهم عناصرها".
من جهته قال الباحث والكاتب بالشأن العسكري والأمني رامي أبو زبيدة، إن الاحتلال يحاول بأساليب متعددة إسقاط الشباب الفلسطيني في وحل العمالة والتخابر مع الاحتلال، مستغلا حالة البطالة والفقر المستشري في قطاع غزة.
وعدّد أبو زبيدة في حديث لـ"عربي21" أساليب الموساد الإسرائيلي في عمليات الإسقاط قائلا: "الاحتلال يستغل سذاجة بعض الشباب من خلال حب الاطلاع والمعرفة والفضول، فيعمد إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ورسائل الهواتف النقالة لإسقاط المواطنين لاسيما الشباب، إضافة لتقمص شخصيات مخابراتية في دور باحث اجتماعي يعمل على جمع معلومات مختلفة من المواطنين بحجة مساعدتهم اقتصاديا".
وأضاف: "يسعى العدو لجمع المعلومات عن المقاومة من خلال التجنيد من خلف الستار، ضمن مخطط يشمل التحديث المستمر للمعلومات، فقد ينقصه معلومات كعنوان أو اسم أو خبر أو معلومة أو رقم هاتف أو تفاصيل بسيطة لإكمال ملف إلى بنك أهدافه، وعليه يقوم العدو بتكليف من لديه قابلية لجلب المعلومات".
التجنيد بالاحتيال
"ويعدّ التجنيد بالاحتيال أو ما يسمى بالتجنيد من وراء ستار من أبشع أنواع التجنيد"، يقول أبو زبيدة، "فالمجندون والمستهدفون بمعظمهم لا يدرون بأنهم مجندون لخدمة الاحتلال، وهم يعملون بكل جد واجتهاد في أعمال يرونها أعمالا إنسانية او فكرية او وطنية، دون ان يعلموا أن جهدهم يذهب لصالح الاحتلال".
اقرأ أيضا: موقع سوداني يكشف دعم الموساد لحركة متمردة بدارفور
وأردف الخبير الأمني قائلا: "غالبا ما يتم التجنيد من خلال واجهات تصنعها الأجهزة الاستخبارية المعادية للمقاومة، كأن تكون قناة تلفزيونية، أو موقع إخباري، أو مركز أبحاث، أو منظمة إنسانية، أو حملة ظاهرها إيجابي وأهدافها خبيثة، أو أية واجهة يختارها العدو، فمثلما تعمل استخبارات العدو من خلال واجهات سرية، فهي تعمل أيضا من خلال التجنيد خلف الستار بإخفاء النوايا والأهداف والمتطلبات عن المجند، الذي لا يدري أنّ هناك أيديَ خفية تطلب منه أعمالا تحتاجها الاستخبارات، فهو يساعدها من حيث لا يعلم".
ودعا أو زبيدة الفلسطينيين إلى الحذر من الوقوع في شباك الإسقاط، وذلك من خلال رفع الوعي الأمني إلى أعلى مستوى، ومتابعة الحملات التوعوية والإرشادات التي تقدمها الجهات ذات الاختصاص والتي تغني المواطن بالمعرفة الأمنية اللازمة.
وحذر أيضا من "التعاطي مع الاتصالات المشبوهة، أو تناقل الإشاعات والتسرع في نشر معلومات، خاصة تلك المتعلقة بالمقاومة،إضافة إلى التنبه الجيد لأساليب الاحتلال خلال المقابلات التي تجريها مخابرات العدو مع المسافرين على المعابر".