هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الإدارة الأمريكية تواجه مشكلة جدية عنوانها أنه لا توجد دولة عربية واحدة تريد صفقة القرن، التي يسعى الرئيس دونالد ترامب لطرحها قريبا، وفي حين أن إسرائيل تبدي تجاوبا مبدئيا معها، فإن الأردن يعارضها، ودول الخليج مشغولة بالتوتر مع إيران، والسلطة الفلسطينية لا تكترث بالتهديدات الأمريكية".
وأضاف آفي يسسخاروف في مقاله بموقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "التقدير السائد لدى الفلسطينيين أن الأمريكان من خلال إعلانهم عن قمة البحرين الاقتصادية، فإنهم يتراجعون رويدا رويدا، ويبدو أنهم سيكتفون بمبادرة محدودة ومقلصة، تنشغل في قضايا اقتصادية، في ظل عدم وجود قابلية لصفقة القرن في العالم العربي".
وأشار يسسخاروف، الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية، إلى أنه "بعد إعلانات الرفض الفلسطينية لقمة البحرين، فلا يبدو أن هناك دولة عربية كبيرة تبدي دعمها لصفقة ترامب، أو على الأقل يمكن لها أن تتفهم إصدار أي نسخ معدلة منها، رغم ما يبذله صهره ومستشاره جاريد كوشنر من جهود كبيرة لتسويقها لدى العرب".
وأكد أن "الملك الأردني عبد الله الثاني لا يتردد في إعلان رفضه للصفقة، لأنه ليس لديه مصلحة بأن يدعمها لأنها لا تتضمن نصا واضحا وصريحا للإقرار بحل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعاصمتها القدس، أما في مصر فالأصوات أخف وطأة من الأردن، رغم أن القاهرة لديها شكوك بأن يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانضمام لجهود تسويق الصفقة في الرأي العام العربي".
اقرأ أيضا: كيف ستنفذ أمريكا مخرجات مؤتمر البحرين رغم الرفض الفلسطيني؟
وأوضح أن "أحد المؤشرات الإشكالية التي تواجه صفقة القرن تتمثل في انعقاد القمة الاقتصادية في البحرين أواخر يونيو القادم، ما يشير إلى أن الدول الخليجية شريكة للولايات المتحدة في هذه الصفقة، لكن الإعلان عن موعد انعقاد القمة الاقتصادية مقابل إرجاء موعد إعلان الصفقة، فهذا يعني بوضوح أن الأمريكان لديهم مشكلة، ومشكلة جدية".
وشرح قائلا أنه "بالنسبة للسعودية وباقي دول الخليج العربي، فإنها منشغلة بملفات أخرى، وأحد التحديات التي تواجه واشنطن في الموضوع الفلسطيني يتعلق بعدم الاهتمام العربي الرسمي بالقضية الفلسطينية، وهنا قد تتحول الفرصة إلى مخاطرة، لأن الموضوع المشتعل حاليا في الخليج، وعلى رأسه السعودية، يتعلق بإيران، والتوتر معها، والمس بناقلات النفط في دولة الإمارات والسعودية، قد تكون من نفذتها إيران أو أذرعها".
وأضاف أنه "في أواخر أيار/ مايو الجاري ستنعقد قمة عربية طارئة، ثم قمة إسلامية للبحث في موضوع مواجهة إيران.. بكلمات أخرى ليس لأحد في الدول العربية الرغبة أو القدرة للانشغال بالصفقة الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وختم بالقول إن "أبا مازن الذي يزور قطر حاليا لا يسارع في التأثر بالتهديدات الأمريكية لمقاطعته، أو وقف تمويل سلطته، خاصة بعد أن تبرعت قطر بـ480 مليون دولار للفلسطينيين، منها 300 مليون لخزينة السلطة الفلسطينية، وهو يعلم أن استمرار النقص في الخزينة المالية للسلطة، مع استمرار توتر علاقته بواشنطن، إنما يحقق ذلك له شعبية جماهيرية هو بحاجة لها".