أخنوش الوزير النافذ بالمغرب يحصل على صفقة طاقة حكومية

حصل تحالف شركات تقودها شركة "غرين أوف أفريكا" التي يعد وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، عزيز أخنوش، أحد أكبر المساهمين في رأسمالها، بصفقة للطاقة الشمسية أعلنتها وكالة الطاقة المستدامة الحكومية.

وتعد شركة "غرين أوف أفريكا" تحالفا من ثلاث شركات مغربية كبيرة متخصصة في مجال الطاقة وهي "أكوا غروب" المملوكة لأغنى رجل أعمال مغربي والوزير النافذ، عزيز أخنوش، و"ف س فينانس" التي يمتلكها ثاني أغنى رجل بالمغرب، عثمان بنجلون، وهولدينغ "صوفينام".

وأعلنت الوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن)، الأربعاء 22 مايو/ أيار الجاري، أن طلب العروض الدولي المتعلق بتصميم وتمويل وبناء واستغلال وصيانة مشروع "نور ميدلت 1"، الذي تبلغ طاقته الإجمالية 800 ميغاواط، أسند إلى اتحاد (كونسورسيوم) تقوده المجموعة الفرنسية "أو دي إف" للطاقات المتجددة، ويتكون من الشركة الإماراتية "مصدر"، والمغربية "غرين أوف أفريكا".

ونقل بلاغ للوكالة، حمل توقيع رئيسها ومديرها العام، مصطفى البكوري: "نحن راضون عن نتائج هذا الطلب وواثقون في قدرات هذا التجمع الذي اختير لإدارة هذا المشروع. ويشكل مشروع (نور ميدلت 1) قطيعة تكنولوجية، إذ سيغير من ملامح ميدلت وورزازات".

اقرأ أيضا: أخنوش.. الوزير الأكثر نفوذا بالمغرب وقع ضحية لمقاطعة شركته

 
وتابع البلاغ: "إن هذا الإعلان يندرج في إطار مخطط نور، الذي أطلقه الملك محمد السادس، ويأتي عقب التشغيل الكامل للمركب الشمسي نور ورزازات، بطاقة إجمالية تبلغ 580 ميغاواط".

 وسجل الباكوري، أن "هذا المشروع يشكل مرحلة أولى من مركب جديد للطاقة الشمسية متعدد التقنيات بميدلت".

وأوضح أن "نور ميدلت 1 ستكون إحدى أولى محطات توليد الكهرباء الهجينة المعلن عنها على الصعيد العالمي، بطاقة إجمالية تصل إلى 800 ميغاواط وقدرة تخزين تبلغ 5 ساعات". 

وزاد: "وستجمع هذه المحطة بين تقنية أنظمة الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الكهرو- ضوئية من أجل إنتاج طاقة كهربائية مستدامة".

وأضاف أن "هذا الجمع بين التقنيتين المبتكرتين، لن يمكن من تحسين إنتاج المحطة فحسب، بل أيضا من ثمن الكيلوواط في الساعة، بتسعيرة أكثر تنافسية تبلغ 0.68 درهم للكيلوواط في الساعة خلال ساعة الذروة".

اقرأ أيضا: البايس: أخنوش صديق الملك يلوي ذراع الإسلاميين بالمغرب

وسجل: "من المتوقع أن تبدأ أعمال المحطة في خريف عام 2019 وأن الأعمال المتعلقة بالبنى التحتية المشتركة للمركب نور ميدلت منتهية تقريبا".

وشدد على أنه "قد تم إنشاء طريق بطول 40 كلم، والتي لا تتيح الوصول إلى المركب وإلى سد الحسن الثاني فقط بل تساهم، أيضا، في فك العزلة عن القرى المجاورة لهذا المركب".

وأفاد لقد "تم الانتهاء من إنشاء خط كهرباء متوسط الجهد بطول 50 كلم وعمل فني قادر على تحمل أكثر من 500 طن، بالإضافة إلى بنى تحتية لتصريف الكهرباء والماء والاتصالات التي توجد قيد التطوير"، مبرزا أن "جميع هذه الأعمال قامت بها شركات مغربية، كما أنها مكنت من توفير 300 فرصة عمل".

واستطردت الوكالة أن "المبلغ الذي تم تخصيصه للاستثمار في نور ميدلت الأول بلغ ما يقارب 7.57 مليارات درهم، مشيرة إلى أن المشروع يجب أن يستفيد من تمويل قطب من المؤسسات المالية، بما في ذلك بنك الائتمان لإعادة الإعمار، والبنك الأوروبي للاستثمار، والوكالة الفرنسية للتنمية، والمفوضية الأوروبية، والبنك الدولي، وبنك التنمية الإفريقي، وصندوق التكنولوجيا النظيفة".

اقرأ أيضا: فوربس: أخنوش 5 أغنى رجل أعمال بشمال أفريقيا وسويرس أولا

وذكر أن "برامج التنمية والمشاريع المتكاملة التي نفذتها الوكالة المغربية للطاقة المستدامة تساهم في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في بلوغ، في أفق عام 2030، مزيج من الكهرباء، 52 بالمائة منه من أصل طاقي متجدد"، مشيرا إلى أنه "في نهاية عام 2018، تم بلوغ 1.215 ميغاوات توجد قيد التشغيل في الطاقة الريحية، و1.770 ميغاوات في الطاقة المائية وأكثر من 700 ميغاوات في الطاقة الشمسية".

اعتبر أنه "من خلال تثمين الطاقات المتجددة، فإن الوكالة المغربية للطاقة المستدامة تعمل على إحداث قوة هائلة من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للمغرب وخارجه".

ويرى مراقبون أن استفادة أخنوش من هذه الصفقة من شأنه أن يطرح مسألة احترام الفصل 36 من الدستور، الذي ينص على أن "القانون يعاقب على المخالفات المتعلقة بحالات تنازع المصالح"، كما من شانه أن يسلط مزيدا من الأضواء على الاستفادة الاقتصادية لأخنوش من وجوده في الحكومة حيث استهدفته حملة المقاطعة في السنة الماضية.