هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "ذي أتلانتك" مقالا للكاتب كريشناديف كلامور، يقول فيه إن تنظيم الدولة أعلن عن مسؤوليته عن التفجيرات المنسقة في سريلانكا، التي راح ضحيتها أكثر من 350 شخصا، وأعلن عن ذلك كما هو متوقع باللغتين العربية والإنجليزية، لكنه أيضا أصدر بيانات بلغات أخرى، بما فيها لغة التاميل.
ويشير كلامور في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه "ليس هناك تأكيد مستقل إلى الآن لادعاء التنظيم، إلا أن الإعلان بلغة يتحدث بها حوالي 70 مليون شخص، غالبيتهم في ولاية تاميل نادو في جنوب الهند وفي شمال وشرق سريلانكا، بالإضافة إلى لغة ملايالام، التي يتحدث بها 35 مليون شخص معظمهم في ولاية كيرالا في جنوب الهند، يشير إلى أن التنظيم لديه أعضاء يتقنون لغتين محليتين عدد المتحدثين فيها قليل نسبيا".
ويقول الكاتب إن "التنظيم يتقن هذا النوع من الاستهداف في دعايته، ومثل غيره من التنظيمات المتطرفة، فإن تنظيم الدولة يستغل الحكومات الضعيفة، بالإضافة إلى أنه يستفيد من حالة الحرمان التي تعيشها الأقليات المسلمة، ويخاطب احتياجاتهم، ويسعى لتجنيد المتعلمين والمحترفين منهم لجهده الدعائي المتطور".
ويفيد كلامور بأنه "في الظاهر، فإن أثر تنظيم الدولة في جنوب آسيا محدود جدا، فيقال إنه انضم إلى التنظيم حوالي 180 هنديا من 170 مليون مسلم هندي، وبحسب مؤسسة أبحاث أوبزيرفر (ORF) في نيودلهي، فإن المسلمين هم أكبر أقلية دينية في دولة عدد سكانها 1.2 مليار، لكن غالبية من انضموا إلى التنظيم هم من الجنوب، والحال في سريلانكا شبيه: فهناك 32 سريلانكيا مسلما قاتلوا مع تنظيم الدولة في سوريا، بحسب مؤسسة (ORF)، ويشكل المسلمون حوالي 10% من سكان سريلانكا البالغ عددهم 21 مليونا".
ويقول الكاتب: "قال لي كبير طنيجة، الذي يدرس الإرهاب في جنوب آسيا في مؤسسة (ORF): (بالمجمل لم يكونوا ناجحين.. فعدد الحالات بالنسبة لعدد السكان، خاصة بالنسبة لعدد المسلمين، هو متدن جدا جدا)".
ويستدرك كلامور بأن "نجاح تنظيم الدولة الحقيقي هو في الأماكن المتوقعة: العالم العربي، ووسط آسيا وغرب أوروبا، وفي الوقت الذي يجد فيه التنظيم صعوبة في جذب مجندين في أماكن مثل الهند، فإنه استطاع أن يجذب مقاتلين من أماكن بعيدة، مثل ترينيداد وتوباغو وكمبوديا وأستراليا، ومناطق من جنوب شرق آسيا، وحتى من تشيلي (وهو ما كتب عنه سايمون كوتي في مجلة ذي أتلانتك)، واستطاع فعل ذلك من خلال النجاحات التي حققها في الميدان في العراق وسوريا، بالإضافة إلى إعلانه عن قيام الخلافة، وهو ما ردده كثيرا في دعايته".
وتنقل المجلة عن الخبير في تنظيم الدولة والزميل في مركز صوفان، كولين كلارك، قوله: "هناك الكثير من المبالغات التي تحيط بتنظيم الدولة، لكنْ هناك ناحيتان فقط لم تكن فيهما مبالغة: المبالغ التي استطاع التنظيم أن يحصل عليها، وطبيعة الآلة الإعلامية المتطورة التابعة للتنظيم".
وأضاف كلارك أن التنظيم استهدف بالذات، بصفته شركة متخصصة في البحث عن الشخص المناسب، أشخاصا لديهم خلفية جيدة في التصميم والإنتاج وحاملي الشهادات الإعلامية، وهذا يجعل ولايات جنوب الهند بمعدلاتها التعليمية المرتفعة أرضا خصبة للتجنيد، "ففي عام 2014 تم اكتشاف أن من يقف خلف حساب (تويتر) شامي ويتنيس، هو مدير لإحدى أكبر الشركات الهندية".
ويورد الكاتب نقلا عن رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريمسنغ، قوله، إن بعض المهاجمين قد يكون سافر للخارج قبل التفجيرات، ولم يشرح أكثر، إلا أن تانيجا قال إن هذا يتفق مع نموذج "العائدين من الخارج الذين يبشرون بالتطرف، وينشرون فكر تنظيم الدولة بين السكان المحليين".
ويجد كلامور أنه "بالنسبة لأولئك الذين ينوون التسبب بالأذى، فإن سريلانكا -مثل غيرها من الأماكن التي طال فيه الصراع، مثل شمال إيرلندا- توفر ميزة أخرى: فقد بدأت هذه الجزيرة تتعافى من حرب أهلية دامت حوالي 30 عاما، وانتهت عام 2009، فهناك الكثير من الأسلحة المتبقية والذخيرة والمتفجرات، وهي متوفرة لأولئك الذين يعرفون أين يجدونها، لكن الأسلحة ليست كافية وحدها إن لم يكن هناك شعور محلي بالمظالم".
وتنقل المجلة عن كلارك، قوله إن جهود تنظيم الدولة للحصول على إعجاب أعداد قليلة من الناس تتوافق مع الخطاب المعادي للإسلام، الذي يسود بشكل متزايد جنوب آسيا، والذي أدى بمساعدة من الإعلام الاجتماعي إلى عنف ضد المسلمين في كل من الهند وسريلانكا وغيرهما، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة ركزت على هذا الأمر، واستغلته لتسليط الضوء على المظالم المحلية، بدلا من خطط الخلافة العالمية، وأضاف أنه هكذا "استطاعوا جذب الجمهور المحلي، بالإضافة إلى الجمهور في الدول المختلفة".
ويعلق الكاتب قائلا: "يبدو أن تلك الاستراتيجية كانت فاعلة، وجاء الهجوم في سريلانكا مباشرة بعد فشل هجوم في السعودية، ونجاح هجوم في أفغانستان، وحصل التنظيم على موطئ قدم في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكان الرئيس دونالد ترامب قبل أسابيع يعلن الانتصار على تنظيم الدولة، وحتى لو تبين أن تنظيم الدولة لم يؤد دورا مباشرا في هجمات سريلانكا، فإن جهوده الإعلامية تظهر أنه يبقى تهديدا خطيرا".
ويختم كلامور مقاله بالإشارة إلى قول كلارك: "هذا يعيدهم إلى دائرة الأخبار ثانية بشكل إيجابي، ويسمح لهم بادعاء صحة ما كانوا يقولونه دائما.. سنستمر في البقاء والتوسع".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)