هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة إسرائيلية، عن التداعيات المترتبة على "الهزيمة الجغرافية" لتنظيم الدولة في سوريا والعراق، معتبرة أن التهديد الفوري يكمن في تغيير "داعش" لاستراتيجيته.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية في مقال
للكاتب تسفي برئيل، أنه مع إعلان القوات الكردية "انتهاء القتال في المعقل
الأخير لداعش بقرية الباغوز على الحدود بين العراق وسوريا، فقد انتهى الفصل الجغرافي
للحرب ضد التنظيم الذي أعلن قبل 5 سنوات إقامة دولة الخلافة الإسلامية"، ولكن
التهديد ما زال بعيدا عن الاختفاء.
ونوهت إلى أن "داعش نجح في تجنيد نحو 50 ألف
مقاتل، وسيطر على مناطق في العراق وسوريا، وكان تلك المناطق كأنها دولة واحدة، وهي
هي المرة الأولى في التاريخ الحديث للشرق الأوسط، التي ينجح فيها تنظيم إسلامي في إقامة
منطقة جغرافية مستقلة بهدف محو خطوط الحدود الدولية كما حددت بعد الحرب العالمية
الأولى".
وذكرت أن "حلم الدولة الإسلامية غير جديد ولم
يبدأ بتأسيس داعش، الذي بدأ طريقه كجزء من القاعدة، وهذه الأيديولوجيا لم تنته مع
تحرير الأراضي السورية والعراقية من سيطرتها، ويمكن أن تجد لنفسها آفاق عمل
ومبادرين جددا سيطمحون للنجاح في المكان الذي فشل فيه داعش".
وقدرت أن "التهديد الفوري يكمن في تغيير
استراتيجية داعش؛ فبدلا من التمركز الجغرافي، يتوقع أن يواصل عمله في أماكن مختلفة
في العالم، وأن يقيم لنفسه معاقل جديدة وأن يتبنى التكتيك الذي ميز القاعدة
وتنظيمات أخرى"، موضحة أن "فروعه العاملة في ليبيا والفلبين وسيناء
والمغرب واليمن وأفغانستان، وخلاياه النشيطة في دول أوروبا ما زالت تحظى بالتمويل والتسليح".
اقرأ أيضا: فيسك: تنظيم الدولة لم يهزم.. ولديه قدرة على بدء معارك جديدة
ورأت أنه في حال "إلقاء القبض على أبي بكر
البغدادي (الذي يبدو أنه هرب إلى منطقة الأنبار في العراق)، فإن آخرين يمكنهم مواصلة العمل
بشكل مستقل، وأن يشغلوا أجهزة الاستخبارات في أرجاء العالم، مثلما كان بعد اغتيال
أسامة بن لادن عام 2011".
ومع ذلك، فإن "الهزيمة الجغرافية لداعش لها
أهمية كبيرة بسبب التأثيرات الاقتصادية لها على التنظيم الذي يعتمد في تمويله على
النفط والشبكات التجارية المتشعبة"، بحسب "هآرتس" التي نوهت إلى أن
على "داعش الآن أن يجد بدائل جديدة لمصادر دخله".
ورأت أن "انتهاء العملية العسكرية ضد داعش،
سيطرح بصورة أشد مسألة استمرار تواجد القوات الأمريكية في سوريا ومستقبل الأكراد
في دولة تحملوا العبء الأساسي للحرب فيها، حيث تعتبر الذريعة الأمريكية الرسمية
للتدخل العسكري، قد فقدت معناها"، زاعمة أن "بقاء القوات الأمريكية
هناك، سيكون بشكل أساسي من أجل الدفاع عن الأكراد من هجمات تركيا وسوريا".
وقدرت أنه "في الاختيار بالنسبة الأكراد الذين
كانوا رأس الحربة الأمريكية ضد داعش، بين مواجهة الجيش السوري وبين التنازل
لتركيا، من الأفضل لهم التصالح مع تركيا"، مشيرة إلى أن هناك "نقطة
اشتعال أخرى توجد في محافظة إدلب؛ وهي المعقل الأخير لبضع عشرات آلاف المسلحين من
مجموعات مختلفة بينهم جبهة النصرة، حيث تخطط كل من روسيا وسوريا للسيطرة بالقوة
على المحافظة وطرد المسحلين".
ونبهت إلى أنه في حال "لم يتم التوصل إلى اتفاق مع
المسلحين، فستكون هناك معركة صعبة ودموية أكثر من الحرب في الباغوز ضد داعش"، مستدركة بالقول:
"لكن سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا؛ فأين سيتم إخلاء المسلحين وخاصة رجال
النصرة؟ وهذا السؤال مطروح أيضا بالنسبة لمقاتلي داعش الذين يبحثون الآن عن ملجأ".
اقرأ أيضا: هذا هو تنظيم الدولة.. من البداية إلى المنتهى (تفاعلي)
وأشارت إلى أن "الكثيرين من عناصر داعش سيعودون
للدول التي جاءوا منها في الشرق الأوسط، القوقاز وروسيا ودول أوروبا، والخوف أن
ينقلوا لتلك الدول جبهة القتال ويفرضوا عليها استمرار الحرب، وإضافة لهذه التحديات
الجديدة فإن هناك عبء إعادة تأهيل مئات العائلات التي هربت في سنوات الحرب ضد داعش".
وتشير التقديرات إلى أن العراق بحاجة إلى 100 مليار
دولار، من أجل إعادة الحياة للمدن كما كانت في السابق، بحسب الصحيفة التي ذكرت أن
"مئات آلاف المهجرين سيضطرون إلى الانتظار حتى يتم تطهير مواقع سيطرة داعش من
الألغام والعبوات الناسفة التي خلفها التنظيم".
واعتبرت أن "إعادة إعمار سوريا والعراق، بحاجة
إلى تجنيد دولي، الذي لا يظهر الآن بشكل حقيقي، خاصة بعد تأكيد واشنطن أنها لا تنوي
الإسهام بنصيبها في الإعادة في سوريا طالما أنه لا يوجد فيها نظام مستقر ومتفق
عليه"، مؤكدة أن الأمر "بالنسبة للمدنيين هناك؛ بعد انتهاء الحرب ضد
داعش، هو بداية حرب وجودية جديدة".