هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد ضابط إسرائيلي كبير، أن المعركة مع حركة حماس طويلة ومتواصلة، مقترحا على "إسرائيل" طريقة للتعامل مع الحركة التي تدير قطاع غزة، بشرط عدم التنازل عن المطالب الأمنية الإسرائيلية.
وبعد سنة تقريبا على بداية "مسيرات العودة وكسر
الحصار" قرب السياج الأمني الفاصل مع قطاع غزة، ومع تواصل الجهود المصرية
لترسيخ التهدئة، تساءل دافيد حاخام، وهو ضابط إسرائيلي كبير: "ما هي الطريقة
التي على إسرائيل أن تتبعها تجاه حماس؟".
ومن خلال خبرته العسكرية، ومعرفته لشخصيات رفيعة
المستوى بحركة "حماس"، حاول الضابط في مقال نشر بصحيفة
"هآرتس" العبرية، الإجابة على السؤال سابق الذكر، وأوضح أن "تحليل
خطوط العمل التي على إسرائيل اتباعها، يقتضي معرفة استراتيجية حماس، خاصة على
المستوى السياسي والأيديولوجي".
ورأى أنه "على المستوى الملموس يجب التعامل مع
مستويين رئيسيين كقاعدة للتحليل؛ الأول يتعلق بالجانب السياسي الأيديولوجي، حيث
ترفض الحركة وجود إسرائيل ولا تعترف بها ككيان سياسي، وتدعو إلى تصفيتها وإقامة
دولة فلسطينية في حدود معينة، من البحر إلى النهر (فلسطين)".
وأما المستوى الثاني؛ يتعلق "بالنشاط على
الأرض؛ وهنا يمكن ملاحظة مقاربة براغماتية من جانب حماس، والتي يتم التعبير عنها
كاستعداد للدفع قدما بتفاهمات مع إسرائيل على وقف إطلاق النار (تهدئة حسب وصفها)،
ولكن دون الاعتراف بإسرائيل وعبر إجراء مفاوضات بواسطة وسطاء".
اقرأ أيضا: هكذا ستتعامل الأحزاب الإسرائيلية مع حماس حال فوزها بالانتخابات
ونوه حاخام، أن "حماس بدأت قبل سنة تقريبا
بمظاهرات عنيفة على طول السياج، (مسيرات العودة)، عقب الأزمة التي وجدت نفسها فيها
بعدما تم دفعها إلى الزاوية سواء من قبل إسرائيل أو الأنظمة العربية، على خلفية
التطورات في المنطقة، وقلة الاهتمام بالموضوع الفلسطيني، الوضع الاقتصادي الصعب
بغزة، والانشغال المتزايد بمواضيع إقليمية أخرى".
وأكد أن مسيرات العودة على السياج "تستهدف
تغيير قوانين اللعب من ناحيتها، فالحركة تدير ضد إسرائيل حرب استنزاف"،
معتبرا أن "التهديد الذي تضعه حماس أمام إسرائيل ليس بمستوى الخطر الوجودي، ومظاهر
نشاطها في السنة الأخيرة لا تشكل بالنسبة لها ذريعة للحرب".
وإزاء ذلك "على إسرائيل أن تظهر مقاربة تدمج
التصميم والصبر والعمل ضد حماس بخطوات محسوبة، من خلال الاعتراف بأن الأمر لا
يتعلق بصراع قصير على نمط "ضربة واحدة وانتهى الامر"، بل بمعركة طويلة
ومتواصلة"، بحسب الضابط الإسرائيلي.
وأضاف أنه "في سيناريو بحسبه تقف إسرائيل أمام
ضرورة شن عملية عسكرية شاملة، عليها أن توقع ضربات مؤلمة بأهداف حماس، ولكن ليس من
خلال نية احتلال القطاع، مع التصرف بصورة لا تجرها للتخبط ثانية في وحل غزة".
وقدر أن "إعطاء تفويض جديد للسلطة الفلسطينية
للعمل في القطاع، يبدو لي في الظروف الحالية سيناريو لا أساس له وغير واقعي"،
مستبعدا في "أي سيناريو موافقة حماس على نزع سلاحها وإعطاء رئيس السلطة محمود
عباس المسؤولية لإدارة الشؤون وفق طلبه المعروف: حكم واحد وقانون واحد وسلاح واحد".
وفي هذه الظروف، على "إسرائيل أن تواصل سياستها
الحالية، والتي يتم التعبير عنها بجهد لتأسيس تهدئة أمنية لفترة طويلة بقدر
الإمكان، مقابل ثمن بالحد الأدنى من جانبها يتمثل فيما يلي؛ تحويل مساعدات مدنية
إنسانية، ضخ الدعم المالي من مصادر خارجية وتوسيع منطقة الصيد".
ومع ذلك، شدد حاخام، على وجوب أن "تقف إسرائيل
بالمرصاد وأن تمنع تآكل مطالبها الأمنية ومواصلة الإشراف الشديد كمحاولة لإحباط
تعاظم قوة حماس العسكرية".
وفي ظل هذا الواقع، تذكر الضابط الإسرائيلي الذي سبق
له أن عمل في غزة، ما قاله له رئيس بلدية غزة الأسبق رشاد الشوا، قبيل اندلاع
الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والذي اعتبره حاخام بمثابة "نبوءة تجسدت"،
وقال: "نظر نحوي وسأل: ما هي غزة؟ وبدون الانتظار سارع إلى الإجابة: غزة هي
مشكلة إسرائيل، بالحسنى ستعيش معكم بسلام، وبالشر ستكون حجر رحى معلق على رقابكم"،
بحسب رواية الضابط.