هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة “الغارديان” مقالا لمحرر موقع "نبض إيران" محمد علي شعباني، يقول فيه إنه وبعد مرور حوالي 36 ساعة على استقالة وزير الخارجية الإيراني، فإن هناك أخيرا بعض الأجوبة على الأسئلة المطروحة.
ويقول شعباني: "على سبيل المثال لم يقبل رئيسه، الرئيس حسن روحاني استقالته، وهو أمر مطلوب بحسب القانون الإيراني، ولم يوافق عليها الزعيم الروحي، آية الله علي خامنئي، إن كان يمكن تصديق الشائعات المشفرة (لمسؤول عالي المستوى) بأنه قال للوزير بأن خروجه ليس (ملائما)، وعاد محمد جواد ظريف إلى عمله، حيث انضم إلى روحاني لاستقبال الوفد الأرميني الزائر قبل ظهر الأربعاء".
ويستدرك الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه "لا يزال هناك سؤالا حول سبب قرار ظريف المفاجئ، بأن ينشر على (أنستغرام) منتصف الليل يوم الاثنين معبرا عن شكره (للشعب الإيراني العزيز لسبعة وستين شهر)، ويعتذر عن (عدم مقدرته) على الاستمرار في منصبه، وأن تتم مهاجمته من الجهات جميعها، ليس أمرا غير معهود لدى وزير الخارجية الإيراني دائم الابتسام، فلسنوات طويلة كان محبوبا ومكروها للأسباب ذاتها: تمكنه من أن يطرح قضية إيران للعالم بلغة إنجليزية واضحة، ومعرفة جيدة بكيفية عمل الإعلام الغربي".
ويقول شعباني: "أما القشة التي قيل إنها قصمت ظهر البعير فهي فشل الرئاسة في إخباره بزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكانت زيارة الأسد لطهران حدثا فريدا، وبسبب انزعاجه من تهميشه هكذا من رئيسه، فيبدو أن غضب ظريف خرج عن حده، ومع كونه خبير تكتيك ومفاوضا ماهرا، إلا أنه يعرف عنه أنه يثور أحيانا، ويمكنك أن تسأل ممثلة الاتحاد الأوروبي لسياسة الأمن والشؤون الخارجية، فيديريكا موغوريني، التي قال لها ظريف في إحدى جلسات مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران: (لا تهددي إيرانيا)".
ويشير الكاتب إلى أن "هناك قضايا أعمق تتعلق في الموضوع، أمور تتعلق بالضغط الذي تتعرض له وزارة الخارجية في مواجهة شبح العدوانية الأمريكية، بعد أن انسحب دونالد ترامب من الاتفاقية النووية العام الماضي، وكذلك تداعيات فشل أوروبا في التدخل لمعالجة تداعيات السياسة الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية".
ويلفت شعباني إلى أن "أحد تداعيات عدم تمكن إيران من قطف الثمار الموعودة من الاتفاقية النووية، هي أن المتشددين -الذين كانوا سابقا يخشون من تراجع نفوذهم عندما توصل روحاني وظريف إلى اتفاق مع أمريكا (الشيطان الأكبر)- أصبحوا أكثر جرأة، ونقدهم اللاذع لوزير الخارجية الذي يتمتع بشعبية ذهب إلى أبعد من الانتقاد العادي، فقبل عدة أسابيع، قال قائد سابق للحرس الثوري علنا (فليذهب ظريف للجحيم)، وبأن الايرانيين سيبصقون على من دعموا الاتفاقية النووية".
وينوه الكاتب إلى أن "هناك عددا متزايدا من الأشخاص يشاركون في إدارة السياسة الخارجية لإيران، فإذا أخذنا في عين الاعتبار مستشاري خامنئي للسياسة الخارجية، بالإضافة لرئيس موظفي الرئاسة -الذي هو صديق قديم لظريف- يبدو أن الدبلوماسية الإيرانية منقسمة، وبحسب ما قاله ظريف، فإنه من الواضح أنه شعر بالحاجة للاستقالة لحماية (سلامة) الجهاز الدبلوماسي الإيراني، وفي رسالة (أنستغرام) أخرى صباح الأربعاء، معلنا عن عودته كتب: (لم يكن لدي ما أحرص عليه سوى الارتفاع بالسياسة الخارجية.. كون وزير الخارجية هو الشخص المسؤول عن التقدم بالسياسة الخارجية على الخطوط الأمامية دفاعا عن المصالح الوطنية)".
ويقول شعباني: "كما هو الأمر بشأن أي شيء يتعلق بإيران، فإن التعرف على الطبقات المتعددة للمعادلة ليس سهلا، ففي الوقت الذي بدا فيه وزير الخارجية صادقا في سخطه، إلا أن من الواضح أنه لم يستطع مقاومة تدفق دعم الشعب الإيراني والنخبة السياسية، فبعد استقالته بدأ يشيع هاشتاغ (ابق ظريف) على (تويتر) باللغة الفارسية، الذي لا يستطيع الإيرانيون الدخول إليه إلا من خلال شبكات افتراضية خاصة، ولو أراد الشخص أن يكون ساخرا يمكنه أن يعزو الفصل كله إلى لعب سياسة حافة الهاوية ببراعة فائقة في البلد، بعد أن أتقن هذا الفن في الخارج في العديد من المفاوضات، وعادة مع دول أقوى من إيران بكثير".
ويختم شعباني مقاله بالقول إنه "من الواضح أن تجربة ظريف بصفته وزيرا للخارجية خلال الخمس سنوات ونصف الماضية غيرته، فذهبت شخصية الدبلوماسي الذي تعلم في أمريكا، الذي تجنب بصرامة الدخول في لعبة السياسة الداخلية، فالرجل الذي خرج من هذه الأزمة الآن أثبت أنه مستعد وقادر على دخول المعترك، وبهدف ومرجعية أكبر من قبل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)