هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصفت أسرة الشاب محمود الأحمدي الذي أعدمته السلطات المصرية ضمن تسعة من معارضي الانقلاب الأسبوع الماضي، إعدامه على يد سلطات الانقلاب العسكري بمصر بأنه قتل متعمد مع سبق الإصرار.
وأكدت في حوار خاص لـ"عربي21" أن ابنهم أحد "الشباب المظلومين في القضية، التي استخدمها النظام من أجل قتل روح الشباب في نفوس المصريين، ولتبرير فشله في القبض على الجناة الحقيقيين الذين ارتكبوا حادث اغتيال النائب العام".
ومحمود، هو الشقيق الأصغر لمحمد الأحمدي المعتقل على ذمة القضية ذاتها، وصدر ضده حكم بالإعدام قبل أن يخفف لاحقاً من قبل محكمة النقض، إلى حكم بالمؤبد.
وبرز محمود في التسجيل المصور الذي انتشر مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي، ويواجه فيه المحكمة بحقيقة ما تعرضوا له من تعذيب شديد، وضرب مبرح بمختلف الأدوات والطرق من أجل الاعتراف بقتل النائب العام.
وأكد محامون في القضية أن إعدام الشباب التسعة "جاء مخالفا لأبسط قواعد العدالة التي لا تجيز الحكم على أشخاص بناء على مواد اتهام باطلة، ولا أن يتم إعدامهم إلا بعد استنفاد كل طرق التقاضي".
اقرأ أيضا: زوجة وهدان تروي لـ"عربي21" تفاصيل آخر زيارة له قبل إعدامه
وأرفق بعضهم "شهادة لدعوى منازعة تنفيذ أمام المحكمة الدستورية العليا للمطالبة بوقف تنفيذ الإعدام لصدوره بناء على مواد باطلة، ولم يبت فيه، بالمخالفة لإجراءات التقاضي".
"من هو الأحمدي"
الأحمدي هو أصغر إخوته، أعزب، مواليد الخامس عشر من تموز/ يوليو 1994 بقرية كفر السواقي، مركز أبوكبير، بمحافظة الشرقية، طالب بالفرقة الثالثة، بكلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر الشريف.
وتقول أسرته إنه كان يطمح إلى التعيين في الجامعة كمعيد؛ لأنه كان متفوقا، ويحصل على ترتيب متقدم في دفعته، ولكن يد البطش لم تمهله حتى تحقيق حلمه".
واعتقل محمود في شباط/ فبراير 2016، وتم احتجازه في مبنى أمن الدولة الشهير لازوغلي بالقاهرة، "حيث تم تعذيبه هناك لأسابيع عديدة، وانتزاع اعترافات منه تحت وطأة التعذيب، وتصويرها لعرضها على شاشات التلفاز كدليل اتهام، مثله مثل باقي المتهمين".
"تعذيب في السجن"
وتصف أسرته حياة الأحمدي بأنها "كانت حياة الشاب المقبل على الدنيا بكل ما فيه من قوة وشباب، وقبل اعتقاله، كان يحب الحياة، ويشغل وقت فراغه بحفظ القرآن، ولعب كرة القدم مع أقرانه، وكان يحب المرح مع الجميع".
وتابعت: "كما أنه كان يحب صيد السمك، والتنزه والرحلات، واللعب مع الأطفال، ويقدم لهم الهدايا والحلوى دائما كأنهم أولاده، ولم يكن فظا أو غليظا في يوم من الأيام".
ووصفت الأسرة فترة اعتقال نجلها بـ"المروعة والمخيفة التي لا يتحملها الرجال"، وقالت: "تعرض محمود للظلم والقهر، والتعذيب الشديد والتهديد لإجباره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها ولا يعلم عنها شيئا، ومنع من الطعام، وحرم من النوم، ومن الزيارات، ومن الخروج والتريض، وأبسط حقوق الإنسان الضعيف، وهو لا يزال شابا في مقتبل عمره لا يعلم عن الشر شيئا".
الزيارة الأخيرة
وكانت الأسرة تتوقع أن يعود محمود وشقيقه محمد إلى أحضانهم: "كان لدينا أمل أن يظهر الحق، ويخرجا لنا ويعيشا حياتهما مثل باقي الشباب، ويقدما لمجتمعهما الخير والحب والعمل، وكنا على يقين من براءتهما، وأن هناك درجة من التقاضي سوف تبرئهما خاصة بعد أن قدمنا الأدلة التي تثبت براءتهما".
وفي آخر زيارة له، ذكرت الأسرة "أنها كانت يوم الأحد 2/10، كانت جميلة وميسرة وفرح بالأطفال، وظل يلاعبهم طيلة الزيارة، ويعدهم باللعب معهم عند خروجه".
وأكدت أن "لا أحد كان يعلم بموعد تنفيذ الحكم، ولم يكن يعلم بالموعد ولم يخبره أو يخبرنا أحد به، علمنا عن طريق التلفاز، ولم يخطرنا أحد رسميا ولم نلتق قبلها، ولم يسمحوا لنا بلقائهم، وحرموا أهله وحرموه من لحظات الوداع".