نشر
موقع "اف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن أهمية
النوم وتأثيره على صحة الإنسان، لا سيما أن الحصول على قسط كافي من النوم يساعد على تحسين الأداء والمزاج، والبقاء في
نشاط طوال الوقت.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "
عربي21"، إن عدم التمتع بقسط كاف من النوم يخلق رغبة في العزلة والابتعاد عن الناس. في الأثناء، أجرى باحثون دراسة على أدمغة مشاركين حصلوا على أقساط كافية من النوم، وآخرين لم يتمكنوا من ذلك، من أجل معرفة ردة فعلهم تجاه الغرباء.
خلال الدراسة، طلب الباحثون من المشاركين مشاهدة فيديو يجسد اقتراب شخص غريب والضغط على الزر أثناء الشعور باقتراب الشخص بشكل كبير منهم. في ذلك الوقت، رصد الباحثون ما يحدث في أدمغة المشاركين.
وبينت الدراسة أن المشاركين الذين لم يحصلوا على قسط كاف من النوم، أرادوا توقف الشخص الذي يقترب على بعد مسافة كبيرة منهم، مقارنة بالمشاركين الذين ناموا بشكل جيد. وعكست أدمغتهم نمطا خاصا، يتمثل في توهج منطقة المخ المرتبطة بالنفور الاجتماعي، في حين تقلصت المنطقة المختصة في تقييم نوايا الآخرين. بشكل عام، توصل الباحثون إلى أن قلة النوم تحفز رغبة المرء في الحفاظ على مسافة اجتماعية كبيرة بينه وبين الآخرين.
وأضاف الموقع أن التقمص الوجداني هو قدرة الشخص على تفهم مشاعر الآخرين، ومشاركة الأشخاص في الأحاسيس والعواطف والأفكار والتصرف. ووفقا لدراسة حديثة، عندما لا ينام المرء بشكل جيد، تتعطل أجزاء الدماغ المسؤولة عن التقمص الوجداني عن العمل.
وفي إطار الدراسة، تمت مراقبة نوعية نوم المشاركين ومن ثم فحص أدمغتهم وعرض مجموعة من الصور عليهم، تتضمن أشخاصا تحمل وجوههم تعابير مختلفة. في الوقت نفسه، قام الباحثون بمراقبة ردة فعل المشاركين تجاه مشاكل الأشخاص المضطربين من أجل تقييم درجة التقمص الوجداني لديهم.
نتيجة لذلك، أثبتت الدراسة أن أولئك الذين حصلوا على قسط جيد من النوم كانوا أكثر استجابة لمشاكل الأشخاص، حيث زاد النشاط لديهم في منطقة الدماغ المرتبطة بالتقمص الوجداني عند مشاهدة الأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل.
وأفاد الموقع بأن عدم التمتع بقسط كاف من النوم يجعلنا أكثر انفعالا، وأكثر غضبا وعدوانية. علاوة على ذلك، طلب الباحثون من المشاركين المحافظة على توقيت النوم لمدة يومين، ومن بعد ذلك الاستماع إلى الضوضاء، الأمر الذي يثير انزعاجهم. من هذا المنطلق، لم يستطع المشاركون الذين لم يحصلوا على قسط كاف من النوم مقاومة الضجيج والتكيف مع الوضع، على عكس أولئك الذين ناموا بشكل جيد.
على الرغم من أن التجارب لم تؤكد وجود علاقة بين قلة النوم والتصرفات العدوانية، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم غالبا ما يكونون أكثر عدوانية. إلى جانب ذلك، تعتبر النساء اللواتي ينمن بشكل سيئ أكثر عرضة للتصرف بعدوانية مع شركائهن. كما أظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يواجهون مشاكل في النوم غالباً ما يكونون مثيري الشغب.
وذكر الموقع أن قلة النوم تزيد من تفاقم خطر السلوك العدواني. فعلى سبيل المثال، أوضحت مجموعة من البحوث أنه عند عدم التمتع بقسط كاف من النوم، يعجز المرء عن التحكم في اضطراباته العاطفية. بالتالي، يزداد خطر الخروج عن نطاق السيطرة، الأمر الذي يجعله أكثر عرضة لإلقاء اللوم على الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، يقلل عدم التمتع بقسط كاف من النوم من القدرة على استخدام جملة من الطرق على غرار التفكير في الأحداث المحبِطة من وجهة نظر إيجابية كوسيلة لتخفيف الغضب. كما تزيد حدة ردة الفعل تجاه التهديدات عند المعاناة من اضطرابات النوم. بينما، يساعد الحصول على قسط كاف من النوم على ضبط النفس والحفاظ على العلاقات مع الآخرين.
وأورد الموقع أن الدراسات أثبتت أن التمتع بقسط كاف من النوم يقلل من الشعور برفض الطرف الآخر لك. على صعيد آخر، يساعد النوم على الإقلاع عن التفكير بطريقة نمطية. في هذا الصدد، أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين ينامون بشكل جيد لا يميلون إلى الاعتماد على الأفكار الجاهزة مقارنة بالآخرين.
ونوه الموقع بوجود علاقة بين النوم والعلاقات مع الآخرين، حيث تؤدي قلة النوم إلى توتر العلاقات ونشوب خلافات بين الأفراد. من ناحية أخرى، تؤدي المشاكل الاجتماعية بدورها إلى عدم القدرة على الحصول على قسط كاف من النوم المريح.