هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال آفي يسسخاروف الخبير إسرائيلي بالشؤون الفلسطينية إن "الوضع الميداني المتوتر في قطاع غزة المتمثل في المظاهرات والقذائف الصاروخية يعتبر من وجهة نظر حماس كفيلا بابتزاز إسرائيل، وتحصيل ما تريد من الإنجازات، في ظل الانسداد الداخلي الفلسطيني المتمثل بإغلاق معبر رفح، ووقف تحويل المنحة القطرية".
وأضاف يسسخاروف في تقريره بموقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "حماس فهمت سر اللعبة: كلما زادت من توتر الحدود الإسرائيلية-الفلسطينية مع غزة، دفعت حكومة اليمين في تل أبيب لمنحها ما تريد من مطالب وإنجازات، ولذلك جاء إطلاق القذيفة الصاروخية قبل أيام باعتباره صورة مصغرة عن ما قد يحصل من تصعيد مسبق".
وأكد أن "جميع الدوافع والمسببات حاضرة قبيل اندلاع الموجة القادمة من التصعيد الميداني والتوتر العسكري: تصاعد الاتهامات بين إسرائيل وحماس، تبادل التصريحات بين فتح وحماس، ومحاولات المصريين غير الناجحة للمصالحة بين رام الله وغزة".
كذلك انضم لهذه العوامل "خطوة إغلاق معبر رفح عقب انسحاب موظفي السلطة الفلسطينية، وتراجع كميات الكهرباء. فضلا عن كل ذلك استمرار المظاهرات الشعبية الأسبوعية كل يوم جمعة على الحدود".
اقرأ أيضا : خبير إسرائيلي: 3 أسباب تقف خلف التصعيد الأخير في غزة
وأوضح أن "مسيرات الجمعة الأخيرة تشابهت مع أيام جمعة سابقة من حيث حشودها الشعبية الكبيرة، وامتازت بعنف أكثر، واستعداد أكبر لدى المتظاهرين للاقتراب من الجدار، مع أن السبب الأساسي والمفصلي لخروج هذا التوتر عن السيطرة، ووصوله في النهاية لإطلاق القذيفة الصاروخية، أو على الأقل غض طرف حماس عنها، هو غياب الموافقة الإسرائيلية عن إدخال الدفعة الثالثة من المنحة المالية القطرية".
وأشار إلى أن "قيمة هذه المنحة 15 مليون دولار تعهدت بها قطر بمنحها كرواتب لموظفي حماس في غزة، وقد عرقلت إسرائيل إدخالها خلال الأسبوعين الماضيين، وقد فهمت حماس الآلية اللازمة لإجبار إسرائيل على إعادتها من خلال تصعيد مستوى التوتر الأمني على طول الحدود، على أمل أنه بعد أيام قليلة يأتي الرد الإيجابي من إسرائيل بإدخال المنحة".
وأوضح أن "حماس تمارس ابتزازا علنيا على إسرائيل: إما أن تدفعوا، فيتوقف إطلاق القذائف الصاروخية، أو لا تدفعوا فتستمر القذائف والمظاهرات، رغم صعوبة تصديق أن مثل هذه الصيغة ستجبر حكومة اليمين وعلى رأسها بنيامين نتنياهو على الموافقة عليها، رغم أنها معنية بعدم التصعيد العسكري مع حماس في غزة، ما دفعها لمحاولة إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح لمنع توسيع دائرة التوتر في قطاع غزة".
وختم بالقول إن "فتح معبر رفح، على أهميته، ليس كفيلا وحده بوقف مسلسل التصعيد، فالوضع الاقتصادي في غزة لم يتحسن بعد، حتى بعد التسوية غير المستقرة التي توصلت إليها حماس وإسرائيل، لأن القطاع بحاجة إلى حل واسع شامل غير متوفر في الأفق خلال هذه المرحلة".
وأشار إلى أن "النتيجة المترتبة على هذا الانسداد تتمثل بعودة ظاهرة البالونات الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، وتنشيط حملات الإرباك الليلي قرب مستوطنات غلاف غزة، الأمر الذي يؤشر لإمكانية وجود نوايا لدى الحركة بإمكانية خوض جولة تصعيد عسكرية قادمة لإجبار إسرائيل على إدخال المنحة القطرية لصالح تحسين الوضع الاقتصادي".