هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن سير سوريا نحو الخروج من عزلتها، وإمكانية إعادة العلاقات بينها وبين الدول العربية إلى ما كانت عليه قبل سنة 2011.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الإمارات العربية المتحدة أعادت يوم الخميس الموافق لـ27 كانون الأول/ ديسمبر فتح سفارتها في دمشق، وهو مؤشر جديد على بداية تحسن العلاقات بين الدول العربية ونظام الأسد. ومن المحتمل أن تسير دولة البحرين على نفس هذه الخطى قريبا.
وذكرت الصحيفة أن البلاد منبوذة على الساحة العربية منذ أكثر من سبع سنوات. وقد أعادت أبوظبي، التي دعمت قوات المعارضة منذ مطلع الحرب السورية، فتح سفارتها في دمشق رسميا. ويرى العديد من المراقبين الدوليين أن هذه الخطوة تمثل انطلاق عملية واسعة النطاق لتطبيع العلاقات بين الأطراف الفاعلة الإقليمية ونظام بشار الأسد، الذي ظل معزولا منذ زمن طويل في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أنه بعيدا عن كونها مجرد مصادفة، جاءت مبادرة الإمارات العربية المتحدة في وقت تسيطر فيه القوات الموالية للنظام، المدعومة من طرف حليفي الأسد الثابتيْن إيران وروسيا، على ثلثي البلاد تقريبا، بعد أن تضاعفت انتصاراتها على كل من المعارضة والجهاديين. وفي بيان لها، صرّحت وزارة الخارجية الإماراتية بأن "سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في دمشق قد استأنفت أنشطتها"، مشيرة إلى أن مكلفا بالأعمال بالنيابة تولى مهامه بدءا من تاريخ 27 كانون الأول/ ديسمبر.
وأكد مصدر مقرب من الأوساط الدبلوماسية الإماراتية لصحيفة "لاكروا" أن "هذا القرار كان قيد التداول منذ عدة أسابيع. وتبدي السلطات استعدادها لإعادة التمركز في اللعبة الإقليمية، لأن تعزيز مواقف أنقرة وطهران في سوريا يزعجها. كما ترغب أيضا في تحسين علاقاتها مع الأطراف التي قد تكون قادرة على الانتصار في هذه الحرب قريبا، وتأمل أن تعتمد على العملية الدستورية المستقبلية، بعد سنوات من قطع العلاقات".
اقرأ أيضا: هل تنضم الكويت إلى مسلسل "المطبّعين" مع نظام الأسد؟
وأوردت الصحيفة أنه في بداية سنة 2012، استدعت عدة دول خليجية، بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة، سفراءها احتجاجًا على القمع الدموي الذي يمارسه نظام دمشق ضد المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية. إثر ذلك، دعمت بعض هذه الدول المعارضة في المنفى والمتمردين المسلحين. وأفاد القائم بأعمال السفير الإماراتي، عبد الحكيم النعيمي، بأن "استئناف الأنشطة في السفارة هو دعوة لإعادة العلاقات وإعادة فتح السفارات العربية الأخرى".
وليلة 27 كانون الأول/ ديسمبر، أعلنت دولة البحرين أنها قد تسير على نهج أبوظبي. وقد أوردت وزارة خارجية المملكة في بيان لها "(نحن) حريصون على مواصلة العلاقات" مع سوريا "ونرغب في تعزيز الدور العربي وإعادة تنشيطه من أجل الحفاظ على استقلال وسيادة ووحدة أراضي سوريا والتصدي لخطر التدخل الإقليمي في شؤونها الداخلية".
وبينت الصحيفة أن هذين البيانين يؤكدان جدية مساعي إعادة إحياء العلاقات مع دمشق، التي علقتها جامعة الدول العربية سنة 2011. ويبدو أن بعض الدول قد ندمت اليوم على هذه العزلة، التي لم تعد تحظى بالإجماع. فقد صرح نائب الأمين العام المساعد لهذه المنظمة، حسام زكي، يوم الثلاثاء 24 كانون الأول/ ديسمبر بأنه إلى حد الآن لم يتم التوصل إلى "التوافق" داخل المنظمة من أجل عودة سوريا إليها، التي يجب أن تعقد قمتها السنوية في موفى شهر آذار/ مارس في العاصمة التونسية.
اقرأ أيضا: معارضة سورية: إعادة العلاقات العربية مع الأسد مصلحة إيرانية
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن نظام دمشق، المتهم على الساحة الدولية بارتكاب جرائم حرب في مناسبات عديدة من طرف لجنة الأمم المتحدة للتحقيق، يمتلك اليوم طموحا مزدوجا. ويتمثل هذا الطموح في الاعتماد على إعادة الانخراط في المشهد العربي للظفر بشكل من أشكال الشرعية السياسية خارج حدود سوريا، فضلا عن تمهيد الطريق لإعادة إعمار بلد أنهكته الحرب. وفي الوقت الذي ستُؤثر فيه العقوبات المفروضة على طهران على الدعم المالي الإيراني، ينبغي على سوريا بالفعل التأكد من الحصول على استثمارات أخرى، بسرعة.