قال نير بركات الرئيس
السابق لبلدية الاحتلال في
القدس المحتلة إنه اختتم زيارة موسعة إلى الولايات
المتحدة في الأيام الأخيرة "بغرض تقديم وعرض الصيغة السياسية التي يتبناها اليمين
الإسرائيلي، وتكمن في فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ومنح
الفلسطينيين
الحكم الذاتي".
وأضاف في لقاء موسع مع
موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، وترجمته "
عربي21" أن زيارته "شملت الدعوة لفرض عقوبات على الشركات الأمريكية التي تقاطع البضائع
والسلع التي يتم إنتاجها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".
وأوضح أنه التقى
عددا من المسؤولين الأمريكيين، ومنهم جيسون غرينبلات المبعوث الشخصي للرئيس
الأمريكي للشرق الأوسط، وعرض أمامهم خطورة حركة المقاطعة العالمية على التجمعات
الاستيطانية وعلى إسرائيل، وقال: "شعرت أن الأمريكيين يدركون مخاطر المقاطعة، ويعتقدون
أنه محظور أن تسمح الولايات المتحدة باستمرار نشاط هذه الحركة داخل حدودها، لأنهم
يعتبرون إجراءاتها تجاوزا للقانون الأمريكي".
وأشار إلى أن
"هناك خطوات أمريكية للمس بأي مؤسسة أو شركة تقاطع إسرائيل، واستهداف
مقدراتها الاقتصادية، مع العلم أن إسرائيل بإمكانها التوجه لأصدقائها حول العالم
لمنع التعامل مع المؤسسات المقاطعة، وعدم الاستفادة من خدماتها، وإسرائيل لديها من
الوسائل والإمكانات ما يمكنها من معاقبة تلك المؤسسات والشركات التي تقاطعها".
وأكد أن لقاءاته
مع المسؤولين الأمريكيين تركزت في عرضه الخطة السياسية المتفق عليها في اليمين
الإسرائيلي بديلا عن الخطة الفاشلة المسماة حل الدولتين، وتقضي خطته بأن "تشمل الضفة
الغربية إقامة حكم ذاتي على المدن والبلدات العربية فيها، وفرض القانون الإسرائيلي
على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة، وإبقاء السيطرة الأمنية الكاملة للجيش
الإسرائيلي على كامل الضفة الغربية".
وأوضح أن "هناك
أهمية لإقامة المشاريع الاقتصادية بالضفة من أجل تمكين الفلسطينيين كي يعيشوا
بمستوى مقبول، من خلال مفاهيم التعاون والتعايش مع الإسرائيليين، كل ذلك بغرض
تغييب أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية في الجانب الغربي من الحدود مع الأردن"، وقال: "كل
من تحدثت معهم في الإدارة الأمريكية، وشرحت لهم خطة اليمين الإسرائيلي الخاصة
بمستقبل الحل مع الفلسطينيين أبدوا تفهمهم لها، وأرادوا تقديم المساعدة".
وأضاف أن
"المسؤولين الأمريكيين استمعوا إلي، ولم أواجه هجوما أمريكيا حين أكدت على
إزالة حل الدولتين من النقاش السياسي، على اعتبار أن هناك بدائل أخرى لهذا الحل،
وأحد الخيارات العالمية هو نموذج "بورتو ريكو"، هناك يحظى السكان بكامل
الحقوق المدنية، دون أن يشاركوا في انتخاب الرئاسة الأمريكية. كما أني طرحت عليهم
نماذج أخرى حول العالم تُوصلنا في النهاية لعدم إقامة دولة فلسطينية في الضفة
الغربية".
وأضاف أن "هناك
إمكانية جدية لإقامة حكم ذاتي يديرون فيها شؤونهم اليومية دون أن نتنازل عن الأمن
في الضفة، الأمريكان فهموا كلامي هذا، خاصة حين أحضرت لهم نماذج حول العالم، أكدت
لهم أننا لن نتنازل عن ملليمتر واحد من الضفة الغربية، لأنه لا يوجد اليوم من
نتحدث معه من القادة الفلسطينيين، ونحن نعتمد على رئيس الحكومة في إدارة هذا الأمر
بالصورة الصحيحة".
وختم بالقول إن
"استمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية على الضفة الغربية مسألة حرجة وضرورية
للقضاء على أي نواة مسلحة قد تنشأ في الضفة، وتمكين إسرائيل من الوصول لأي طرف
فلسطيني يحاول المس بها، واستهدافها".