على امتداد سبع سنوات من الإبادة للشعب السوري، أو بالأحرى لأهل السنة (95%)، أصيب النظام العربي بالشلل والخرس، وتوارى خلف حوائط الخزي دون أي موقف عملي نحو بني جلدته وعقيدته، ولم يحرك في دماء هذا النظام مليون شهيد وأكثر من ستة ملايين مشرد يفترسهم البرد القارس ويجمد الدماء في عروقهم، ويحرقهم صيف آب/ أغسطس في العراء.. فلا حراك لهذا النظام.
وبعد أن بدا أن الحرب وضعت أوزارها، واستقر كل في مكانه، ونال الكبار بغيتهم واقتنص كل نصيبه من "كيكة" الوطن السوري، وبينما الشعب ما زال مشردا، والجرحى لم تتوقف استغاثاتهم، والمختطفون في السجون يصارعون الموت تعذيبا، برز لنا "النظام العربي"، وظهرت بوادره في دمشق مبتسما فرحا بلقاء الجزار.
نعم، ظهر النظام العربي فجأة
ممثلا في الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مفتتحا سلسلة من الزيارات لطابور عربي واقف في وضع الانتظار.
جاء النظام العربي إلى دمشق متبخترا على جثث الضحايا، وسط روائح الكيماوي وبين أشلاء البراميل المتفجرة، ليشرب حتى الثمالة من بحيرة الدماء المائجة التي تضيق بها مساحة
سوريا، وليخرج لسانه للمشردين والمنفيين والمعتقلين والمدفونين تحت أطباق الثرى.
جاء النظام العربي مهنئا بشارا على انتصاره على الشعب! يا لها من خيبة وفضيحة!
جاء النظام العربي إلى دمشق ليبعث منها برسالة للشعب مفادها: معنا إذن مفتوح لإبادتكم عن بكرة أبيكم، ولن يعاتبنا أحد، بل سنتلقى فيكم التهاني.. رسالة تقول "للنظام العالمي" المتجبر: نحن تحت قدميك سيدي، مقابل بقائنا جاثمين على أنفاس هذا العدو المسمى شعبا.
هل بعد ذلك يمكن أن تصدق أن حاكمك يقيم لك وزنا أو يعتبرك شيئا؟.. أنت فقط موجود ليتاجر بك حاكمك ويتسول على حسابك وينهب ويسرق ويزور على حسك.. ثم عند اللزوم ينتقم منك شر انتقام، ويهلكك تحت شعار حماية الوطن! فماذا أنت فاعل؟