هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يحاول النظام السوري زيادة الضغط اقتصاديا على محافظة إدلب، وذلك من خلال الترويج لاحتمال تجهيزه طرقا دولية، تصل الساحل وحماة بالشمال السوري، بعيدا عن الطرق الدولية المارة في إدلب، إلى جانب الخروقات وعمليات القصف المحدودة والتهديدات العسكرية بالتصعيد.
وحذر مراقبون من آثار اقتصادية سلبية قد تترتب عن استغناء النظام عن الطرق الدولية في إدلب (اللاذقية- حلب، حماة- حلب)، والاستعاضة عنها بطريق جديد يصل حماة بحلب عبر أبو الضهور وتل ضمان.
وأوضحوا أن من شأن ذلك أن يجعل الأهالي في الشمال السوري عرضة لحصار اقتصادي، وحرب من نوع آخر، لا سيما أن مناطق المعارضة تعتمد على المواد والبضائع التي تدخل عبر مناطق النظام في جزء كبير من تأمين احتياجاتها.
وفي هذا الصدد، قال الصحفي إبراهيم إدلبي، إن النظام يحاول حرمان إدلب من الشريان الحيوي التجاري الذي تمثله الطرق الدولية فيها.
وأضاف لـ"عربي21" أن قيام النظام بفتح الطرق البديلة سيؤدي إلى فرض حصار اقتصادي، ليتحكم بحركة المواد الأولية، من خلال الحد من دخول هذه المواد إلى مناطق المعارضة.
وأوضح إدلبي أن منع النظام دخول هذه المواد، سيؤدي إلى اضطرار الأهالي لشرائها بأسعار مرتفعة، الأمر الذي سيؤدي إلى سحب العملات الصعبة من مناطق المعارضة باتجاه مناطق النظام.
أما المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، فرأى بدوره أن تلويح النظام بفتح طرق دولية بعيدا عن إدلب، يأتي في إطار الضغط الذي يمارس من قبل روسيا على تركيا والمعارضة، لتسريع فتح الطرق الدولية المارة في إدلب، البند المنصوص عليه في اتفاق سوتشي التركي-الروسي حول إدلب.
اقرأ أيضا: هل تُسلم "الوحدات" شرق الفرات للأسد تفاديا لهجوم تركي؟
وقال في حديث خاص لـ"عربي21"، إن النظام يصوّر الأمر على أنه قادر على الاستغناء عن الطرق الدولية، واستبدالها بأخرى، كي يفقد المعارضة التي تسيطر على أجزاء حيوية من الطرق الدولية في سوريا، تحديدا التي تصل تركيا، ورقة ضغط قوية.
غير أن محمد، وفي الآن ذاته، أكد أن تفعيل هذه الخطة من قبل النظام، يعني اعترافا من النظام بخسارة إدلب والشمال السوري، وقال: "لا يبدو أن النظام في هذا الوارد، على الأقل في هذا الوقت، لا سيما أنه يروج عبر وسائل إعلامه بأنه لن يتخلى عن سيادة شبر واحد من الجغرافيا السورية".
وتقدر المسافة التي تسيطر عليها المعارضة من الطريقين الدوليين بنحو 140 كيلومترا (حلب-اللاذقية M4، حلب-حماة M5).
يذكر أن البند الثامن من اتفاق سوتشي التركي-الروسي الذي وقع في أيلول/ سبتمبر الماضي، ينص على فتح الطرق الدولية أمام حركة النقل.